رجال يطوون الصحراء( الحلقة 4)
تُعرف الحرب الصحراوية التقليدية اختصاراً بأنها (القتال في الصحراء).
وتكمن خطورة الحرب الصحراوية غالباً في قساوة البيئة الصحراوية وعناصرها المدمرة على القوات سواءً أكانت في وضعية الهجوم أم في وضعية الدفاع حيث تكون ظروف الصحراء في بعض الأحيان أشد خطورةً من نيران العدو نفسه.
الأسلحة واستخدامها:
سلاح المشاة :
يجب أن يتوافر له أثناء هجومه مساندة من أسلحة الإسناد وأن يتبع إجراءات الخدعة والتضليل وتكون وحدات المشاة في أغلب الأحيان منقولة وتعمل بالتعاون مع وحدات مدرعة لذلك فإن الصحراء مثالية لاستخدام جميع أنواع أسلحة المشاة إلا أن المشكلة الرئيسية هي التخفي والتستر وجميع الأسلحة يجب أن يكون لديها إمكانية الرماية لجميع الجهات في الدفاع.. ويجب أن يتوفر للمشاة الآليات الكاملة ويوضع بجانبها أسلحة الإسناد لتتمكن من توفير قوة نار جيدة وقابلية حركة لتتمكن من سرعة نقل الاحتياطي إلى المواقع المهددة وبذلك فإن وحدات المشاة مسؤولة عن حماية نفسها في جميع الحالات وستكون هنالك حاجة لعدد كبير من الأسلحة لاستعمالها ضد العدو.
الدروع :
ونقصد بالفرقة المدرعة هي التشكيلة المثالية لحرب الصحراء وتتميز بقابلية الحركة وإمكانية تشكيل مجموعات قتال مناسبة لتوفير الدبابات والمشاة الآلية في الفرقة والاكتفاء الإداري لمستوى الكتيبة شاملاً توفر عناصر الصيانة والإنقاذ وتتميز بالاتصالات المرنة وقوة النار الجيدة وحماية الدرع.
والأراضي الصحراوية مناسبة لعمل الوحدات المدرعة لأنها تساعد على القيام بعمليات التطويق الواسعة وحركات الالتفاف والتنقل بسرعة وسهولة.
والغبار والصوت الناجمان عن حركة الدبابات يمكن أن يساعدا على كشفها من مسافات بعيدة ولكن يمكن تحقيق المفاجأة التعبوية بإجراءات الحشد والسرعة أيضا أعمال الكشف وواجبات الحماية يمكن القيام بها لمسافات بعيدة في الصحراء أكثر منها في المناطق الأخرى.
واستهلاك الوقود والحاجة إلى الماء كبيران في الصحراء كما أن الصيانة والإنقاذ والإخلاء أمور ذات أهمية لذا فالإسناد الإداري يجب أن يكون على أعلى مستوى.
المدفعية :
بعض الصعوبات في حرب الصحراء وتأتي من الناحية التعبوية حيث أن الأرض بشكل عام تساعد على الحركة باستثناء بعض الأراضي الصخرية والسبخة وأثناء التنقل والحركة تكون وحدات المدفعية موزعة ومنتشرة ولذلك تكون السيطرة محدودة وصعبة وتحضير مواقع المدافع وتجهيزها في الصحراء من الأمور الصعبة إذا لم تتوفر لوازم دفاعية مناسبة وانتشار الوحدات وتبديل مواقعها المستمر وتعرض قوافل التموين لجهات العدو كلها تزيد في صعوبة تزويد الذخيرة للمدافع.
الهندسة :
لا تختلف واجبات الهندسة في الصحراء عنها في الأراضي الأخرى إلا أنه في الصحراء تبرز الواجبات نظراً لقلة الطرق الجيدة فإن الحاجة تزداد إلى عمل طرق جديدة وصيانة الطرق الموجودة كما أنه قد تلزم بعض الجسور والعبارات بالإضافة إلى ضرورة توفر بعض الآليات كالجرافات.
وحقول الألغام غالباً ما تكون المانع الوحيد الذي يلزم في الصحراء فإذا أخذنا بالاعتبار اتساع الجبهات في الصحراء ظهر لنا مدى الحاجة إلى الجهد الهندسي الكبير للقيام بذلك.. وتموين المياه من الصعوبات الكبيرة في الصحراء التي تتطلب دراسة وافية وتخطيط مسبق من قبل وحدات الهندسة لتوفيرها للوحدات المقاتلة وإجراء بعض التدميرات وخاصة تدمير مصادر تموين المياه الذي يؤثر على تقدم العدو لذا فعلى وحدات الهندسة أن تكون جاهزة ولديها الإمكانية لتدمير أية أهداف حيوية بعد انسحاب قواتنا وعدم توفر المصادر المحلية للمستودعات من المشاكل الرئيسية في الصحراء وهذا يفرض العمل على توفير وجلب هذه المهمات نظراً للحاجة الماسة لها لاستعمالها في أعمال تحصينات الميدان.
الجو :
السيطرة الجوية في المناطق الصحراوية لها أهمية كبيرة ولا يمكن لقطعات كبيرة أن تتحرك نهاراً بدون إحرازها وخلال المعركة يستخدم الجهد الجوي بشكل محتشد وإذا توفر الطقس الحسن في الصحراء فإن الإسناد الجوي سيكون فعالاً أكثر من المناطق الأخرى و قيام القوة الجوية بواجبات الاستطلاع العميق والتموين والإخلاء من الأمور الهامة في الأراضي الصحراوية.
العوائق والسلبيات والصعوبات:
لا تقف صعوبات إدارة المعركة الصحراوية عند حد معين كماً ونوعاً؛ ذلك أنها تشمل العقيدة القتالية والتكتيكات والتقنيات وإجراءات المعركة وغير ذلك إلا أنه جرى تحديد وحصر صعوبات ومشاكل الحرب الصحراوية فيما يلي: الصعوبات الطبية والبيولوجية:
وتتمثل في الأمراض ومعالجة الجرحى والأطعمة والمياه الصالحة للشرب واللباس وتغيرات الطقس والعناصر الكيميائية لا سيما الغازات السامة وغازات الأعصاب والحرب النفسية ومعنويات الجنود غير المؤهلين لحرب الصحراء والحشرات والزواحف والتقرحات الجلدية وأمراض الحساسية بكافة أنواعها والتسمم الغذائي وكفاءة المستشفيات الطبية المتحركة.