
الترب: لا جدية في تحقيق سلام شامل باليمن
قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الأوضاع الحالية تؤكد ان الرغبة الأمريكية والبريطانية قائمة في حالة اللاحرب واللاسلام وتعقيد التفاهمات للتوصل الى صيغة سلام تجنب اليمن والمنطقة المزيد من الدمار انطلاقا من رغبتهما في الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها .
وأضاف البروفيسور الترب انه كلما اقتربت المفاوضات من الانفراجة ووضع النقاط على الحروف تتدخل أمريكا وبريطانيا لافشال هذه المساعي ولذلك ومع استمرار مماطلة التحالف والتحركات الأمريكية الرافضة للسلام، تؤكد صنعاء رفضها لبقاء حالة اللاحرب واللاسلم، كما ترفض تعلل السعودية بالضغوط الأمريكية، وتؤكد عزمها على اتخاذ الخيارات التي تجبر الطرف على الآخر على السلام العادل وهذا هوا المنطق السليم الذي سيجبر المعتدين للجلوس على طاولة المفاوضات وكما قال الرئيس المشاط امس من حجة من يستجيب للابتزاز الأمريكي هو من يتحمل المسؤولية والسعودية هي المسؤول الأول عن عدم استقرار وضع المنطقة ونحن في الجمهورية اليمنية لا يوجد لدينا ما نخسره ..هذا الكلام أكده الرئيس المشاط في لقائه مع المبعوث الأممي هانس غرودنبرغ في زيارته الأخيرة الى صنعاء إن أمريكا وبريطانيا اللتان تعيقان السلام في اليمن، لن تكونا بعيدتان عن التصعيد إذا عادت الحرب ولذلك ما لم يتحقق للشعب اليمني في استعادة حقوقه المنهوبة بالحل السياسي، سيتحقق بطرق أخرى تتلاءم مع غطرسة العدو وغيه ومماطلته وتلكؤه.
واكد البروفيسور الترب يكفي مماطلة ويكفي حديث عن هدن وهمية فدول تحالف العدوان تواصل مخططاتها التفكيكية لتمزيق اليمن، وتقطيع أوصاله إلى كنتونات مجتمعية متناحرة، وهو الأمر الذي تؤكده الوقائع والأحداث والشواهد، بأن الهدف الرئيس من تدخل الإمارات والسعودية في الشأن اليمني، بصورة مباشرة عسكريا، لاحتلال البلد ونهب ثرواته، والتمهيد لتموضع الاستيطان الأجنبي لذلك فإن استمرار العدوان والحصار على اليمن، لن يكون في مصلحة قوى التحالف السعودي- الإماراتي، التي باتت تعيش تداعيات فشلها في اليمن، تلك التداعيات غدت واضحة وجلية داخل عمقها الاستراتيجي، مخلفةً أزمات واسعة على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي، ناهيك عن انعكاس هذا الفشل على توتر العلاقات بين قطبي التحالف، والتي أدت إلى انفجار صراعات عميقة بينهما تجاوزت أطماعها في اليمن إلى صراعات النفوذ والسيطرة في المنطقة.
من جانب آخر قال البروفيسور الترب انه يجب الالتفات الى الوضع الداخلي والسعي لمعالجة كل القصور الذي رافقت سنوات العدوان وإيجاد ثورة إدارية لانتشال الوضع المزري القائم وتصحيح الاختلالات فمثلما نجحت القيادة في إدارة الاقتصاد خلال سنوات العدوان رغم انعدام الموارد الرئيسية فهي اليوم قادرة أيضا على انتشال الأوضاع القائمة فالجميع يعرف انه تم اتخاذ تدابير اقتصادية مكنت من الصمود في مواجهة العدوان وتثبيت أسعار الصرف على عكس ما هو قائم في المناطق الواقعة تحت الاحتلال.
وأضاف البروفيسور الترب الجيل يتطلع الى الإصلاح الاقتصادي المنشود الذي يعيد للدولة مكانتها ويحقق التطلعات في العيش بكرامة من خلال تفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة والإدارة الرشيدة التي تعزز من مبادئ النزاهة فالاوضاع اليوم تستدعي وبدون تأخير العمل الجاد والمخلص لتحقيق الثورة الإدارية التي ضحى من اجلها شعبنا.