(قصر سيئون) أقدم قصر طينى فى العالم
يعرف قصر سيئون بقصر السلطان جعفر الكثيري وهو منزل جميل مزين بالأقواس البديعة والزخارف اللطيفة التي رسمت بالأخضر والأزرق والأصفر
يعرف قصر سيئون بقصر السلطان جعفر الكثيري وهو منزل جميل مزين بالأقواس البديعة والزخارف اللطيفة التي رسمت بالأخضر والأزرق والأصفر
ويذكر مؤرخون أن بناء قصر سيئون تطلب خمس عشرة سنة نظراً للخصوصية التي يتطلبها بناء القصر من الطين، حيث كانوا كلما بنوا طابقاً أو جزءا منه تركوه لفترة طويلة يتعرض للرياح والشمس لكي تجف منه الرطوبة ويتمكن الطين من إفراز أملاحه والتخلص منها ثم بعد ذلك يتم طلاؤه بالجص والنورة الأمر الذي يحتاج أيضا فترة طويلة من التعرض للشمس ليجف.
ويشير مؤرخون أن بناء القصر تم على فترات ومراحل، إذ لم يكن القصر في المرحلة الأولى مطلياً بالقضاض أو الجص وإنما بالطين فقط، ثم تطور بناؤه بإضافة ردهات ومرافق خدمية، بل أن بوابة القصر في البداية لم تكن واسعة تسمح بدخول السيارات، وإنما كانت صغيرة بحيث تستوعب دخول الجمل محملاً.
الفن المعماري
جمع بناء القصر في المرحلة الأولى بين مختلف فنون العمارة، ووجد في القصر تشكيلات في بنائه على شكل النجمة السداسية والشمعدان اليهودي والهلال، لأن الفن المعماري يعكس التاريخ اليمني الذي وجدت فيه الديانة اليهودية ثم المسيحية ثم الديانة الإسلامية. كما تروي المصادر التاريخية المكتوبة أن القصر عاصر الدولة الكثيرية، ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 814 هجرية (1411ميلادية) وكان السلطان بدر أبو طويرق الكثيري أول سلطان اتخذه مقراً لإقامته العام 1516 ميلادية الموافق 922 هجرية.
وعقب انهيار الدولة الكثيرية الأولى، وفي سنة 1346 هجرية عاد السلطان غالب بن محسن الكثيري إلى السلطة من جديد، وأقام فيه واتخذ منه مقراً لإدارة دولته الكثيرية الثانية إلى أن خلفه في الحكم ابنه السلطان منصور بن غالب الكثيري الذي قام العام 1873ميلادية بهدم القصر وبنائه من جديد وأجرى التوسعة في مداخله ولم يشهد بعد ذلك أية ترميمات أو أعمال صيانة أو طلاء بالنورة سوى مرتين الأولى العام 1936م في عهد السلطان الكثيري والثانية في عهد دولة الوحدة. وكان السلطان حسين بن علي بن منصور الكثيري هو آخر من سكنوا القصر من سلاطين الدولة الكثيرية.
مزار سياحي
يتحدث المؤرخ جعفر السقاف عن عهد هذه الدولة وما شهدته من ازدهار وكذا مراحل والكيفية التي بني بها القصر، فيقول:»في فترة وجود الدولة الكثيرية، كانت حضرموت مزدهرة ازدهاراً حضارياً واقتصادياً، فالسيولة النقدية تأتي إلى حضرموت من بلدان كثيرة من الهند ومن جنوب شرق آسيا». ويضيف:»في عهد دولة الوحدة اليمنية حظي القصر بالترميم والصيانة، وأصبح جزء منه متحفاً لمقتنيات سكان القصر في الدولة الكثيرية، وإدارة لفرع هيئة الآثار بسيئون، وجزء آخر متحفاً تاريخياً وأثرياً للحضارات اليمنية والحضرمية على وجه الخصوص، فيما الجزء الباقي ظل مغلقاً».