مصنعة ماريا التاريخية في ذمار
مصنعة ماريا، إحدى مناطق مديرية عنس محافظة ذمار. تتميز منازلها بطرازها المعماري الفريد وبأحجارها العتيقة
مصنعة ماريا، إحدى مناطق مديرية عنس محافظة ذمار. تتميز منازلها بطرازها المعماري الفريد وبأحجارها العتيقة
التي عاصرت الحضارات اليمنية المتعاقبة ولا تزال محتفظة قدر الإمكان بأسرار الحضارة الحميرية والنقوش القديمة منذ مطلع القرن الرابع الميلادي تشير النقوش إلى أن مصنعة "ماريا" عرفت قبل ذلك باسم "هجر سمعان" قبل أن يطلق عليها مصنعة "ماريا" إلى جانب أن لها أسماء أخرى كما يتوقع بعض الباحثون، وإطلاق اسم "هجر سمعان" على المدينة ومن المؤكد أنها لم تزدهر إلا في العصر الحميري حيث كانت العاصمة هي مدينة "ظفار". وقبل أن تشيد قرية "ماريا" كان حصن "ماريا" الذي ترتص منازل "ماريا" حوله قد شيد كذلك بأحجار أنقاض مدينة "مصنعة ماريا" أو مدينة "سمعان" الحميرية القديمة.،إذْ لا يزال الحصن قائم الى الان الا ان الخراب قد نال جزء منه والذي يعتقد بأنه شيد خلال العصر وعلى ارتفاع حوال 300 متر من قرية ماريا والحصن الشهير تنتصب على هضبة بازلتيه محصنة تحيط بها السهول الزراعية الخصبة، وتتناثر على سطحها الذي يبلغ مساحته حوالي 8 كم مربع خرائب مصنعة "ماريا" أو "هجر سمعان" بعد حضارات وحين الصعود إلى قمة الهضبة سيراً على الأقدام لابد أن يمر عبر طريق مرصوف بالأحجار قادماً من الناحية الجنوبية، ماراً إلى الناحية الشرقية من الهضبة ليصل إلى البوابة الشرقية للمدينة، والذي يطلق عليه "درب أسعد" والذي يصل المدينة بالعاصمة الحميرية "ظفار". اختيار الموقع وتطل المدينة على عدد من الأودية الزراعية الخصبة، ومن سطح الهضبة حيث تتناثر ركام الحضارات، يرى الزائر جبل هران الأثري بمدينة ذمار فى الناحية الشرقية، وفى الغرب جبال مغرب عنس وعتمة ووصاب، وفى الشمال جبال آنس وجهران، ومن الجنوب جبال القفر وبنى عمر من محافظة إب.. مما يدل على عبقرية اختيار الموقع.وهو ما يميز المدن الحميرية القديمة انها بنيت فى قمم الجبال وفى مواقع محصنة وتتوسط عدد من التلال تة ولمدينة "مصنعة ماريا" "سمعان" أربع بوابات رئيسية، وعدد من الممرات السرية، منها البوابة الشرقية التي يصل إليها الطريق الممتد باتجاه "ظفار" عاصمة الدولة الحميرية على بعد 15 كم جنوب شرق مدينة "يريم" محافظة إب حالياً، ما يطلق عليه "درب أسعد"، وبوابة جنوبية وأخرى شمالية تفصل المدينة عن الهضبة الشمالية. وبوابة غربية والتي يقع على يسارها نقش مصنعة "ماريا" الشهير المكون من 14 سطراً بخط المسند الذي يوثق عدد من الأعمال الإنشائية التي تمت في عهد الملك "ثاران يهنعم" ملك سبأ وذي وريدان.ويستدل الباحثون بالنصب الحجرية التي ذكرت سابقاً إلى جانب وجود أساسات لعدد من المباني السينية التي استعمل في تشييدها أحجار ضخمة غير مهندمة تشبه الأحجار المستخدمة في العصر البرونزي كما يستدل الباحثون من خلال نقشين وجدا بخط المسند، إحداهما لا يزال بين أنقاض المدينة عند حائط الحاجز المائي بالقرب من المدخل الشرقي ،وآخر نقيل واستعمل في بناء أحد المساكن في قرية "ماريا" الحالية، وكلاهما مكتوب بخط المحراث يدلان على استمرار النشاط الاستيطاني البشري في المنطقة خلال العصر السبئي والنقشين في طور الدراسة.