21 سبتمبر ثورة العز والأمل
21 سبتمبر ثورة العز والأمل قصيدة للقاضي العلامة عبد الرب الشرعي
21 سبتمبر ثورة العز والأمل قصيدة للقاضي العلامة عبد الرب الشرعي
ياثورة الشعب أنت العز والأملُ
وأنت فيه المنى والعقل والمُقَلُ
ياَثَوْرةً قد غَدَتْ لِلشّعْبِ مَطْلَبهُ
وَهَاهُوَ الْيَوْم فِيْ ذِكْرَاكِ يَحْتَفِلُ
دَكّتْ لَيَالِي الدّجَىَ لَمّا غَدَتْ قبساً
ينِيْرُ سِبْتَمْبَرٌ مِنْهَا وَيَشْتَعِلُ
وأصْبَحَتْ فِي الْبِلَادِ الْيَوْم مَفْخَرَةً
تُغَارُ مِنْ شَأْنِهَا فِيْ أَرْضِهَا الدّوَلُ
لِأَنّهَا مِنْ صَمِيْمِ الشّعْبِ قَدْ ظَهَرَتْ
أَصِيْلَةٌ مَالَهَا مِنْ غَيْرِهِ وَسَلُ
بَنَتْ عَلَىَ مَنْهَجِ الْقُرْآنِ مبدأها
وَكُلّ مَاكَان بِالْقُرْآن يَتّصِلُ
فَلَا اتّجَارٌ بِمَالِ الشّعْبِ اَوْ عَبَثٌ
وَلَا خِدَاعٌ كَمَا قَدْ مَارَس الْأُوَلُ
أخي الْمُحَايِد لاَ نَرْضَىَ حِيَادَكَ بَلْ
لَايَرْتَضِيْهِ الْإِبَا وَالدّيْنُ وَالْمثلُ
جَعَلْتَ نَفْسَكَ لاَفِي الْحَقّ سَامِيَةً
وَلَا بِصحْبَةِ مَنْ فِيْ الدّرْكِ قد سَفَلُوْا
صَمّيْتَ أذْنَكَ عَنْ قَصْفٍ وَعَنْ عَبَثٍ
مِن الْأَعَادِيْ وَقَدْ عَمِيَتْ بِك الْمُقَلُ
عَارٌ عَلَيْكَ إذِ الْأَحْرَارُ أجْمَعُهْمْ
ثَارُوْا وَأَنْتَ نَهَاكَ الذل والْوَجَلُ
لَسْنَا عَلَىَ مَسْرَحِ الْأَيّامِ مَهْزَلَةً
نَحْنُ الّذِيْنَ بِنَا التّارِيْخ يَنْشَغِلُ
ونحن نَأْبَىَ الْوصَايَةَ وفْقَ ثَوْرَتِنَا
لَوْحَاصَرُوْنَا وَلَوْ جَارُوْا وَلَوْ زَعِلُوْا
وَكَيْفَ يُوْصَىَ عَلَيْنَا مَنْ يَكُوْنُ إِذًا
أَقَلّ فِيْ رُشْدِهِ ذَا عَيْبُ يَارَجُلُ
مِن الْمَطَالِبِ دَحْرٌ لِلْفَسَادِ هُنَا
حَتّىَ يُوَارَىَ وَفيْ الْأَنْفَاقِ يُعْتَقَلُ
لاَفَاسِدٌ لَاعَمِيْلٌ بَعْدَ ثَوْرَتنِا
الْكُلّ فِيْ دَرْبِهَا عَارٍ وَمُبْتَذَلُ
إِنّ الْعَمَالَةَ رِجْسٌ لَامَحَلّ لَهُ
لَدَىَ الْيَمَانِيْنَ اِلّا السّخْطُ وَالْأَسَلُ
ما بال عدْوَانهمْ تَأتِي السّنِيْنُ وَلَمْ
يَعْقِلْ بِهذا ولا أسْيَادهُ عَقَلُوْا
ما بال أجْنَادِهِمْ باعوا الْحَيَاةَ لَهُمْ
فكمْ أسِيْرٍ وكمْ منهم بها قُتِلُوْا
هَلْ تَذْكُرُوْا وَقْعَةَ الْبَأْسِ الشّدِيْدِ فَكَمْ
جَرْحَىَ وَقَتْلَىَ وَكَمْ جُنْدٍ بِهِ انْتَكَلُوْا
إلَى جهنّمَ ياشرّ البريّة مَنْ
يَغزون ارضًا لَهم أَطْوَادُهَا شَلَلُ
لَا تَجْهَلُوا الْمَجْدَ وَالْأنْصَارَ إنّ لَهُمْ
نَصْرًا مِن اللّهِ قد وَافَىَ بِهِ الْأَزَلُ
مُوْتُوْا عَلَىَ الْكِبْرِ أَوْ فِي الْخِزْيِ فَهْوَ لَكُمْ
وصفٌ وليس لكمْ في مِثْلِهِ مَثَلُ
إذا ظُلمْنَا وَضَحّيْنَا فَإنّ لَنَا
سَعَادَةً لَا تَكَادُ لِغَيْرِنَا تَصِلُ
حُرّيّةً قد تفرّدنا بِلذّتها
بها سننْعَمُ حتى يأتيَ الأجلُ
فلا سفيْرٌ يدير لنا إدارتنا
ولا عمِيلٌ غدا فينا له عملُ
لَوْكَان فَوْقَ خُيُوْطِ الشّمْسِ مُتّكَئِيْ
مِنْ دون حُرّيّةٍ لَأَصَابَنِيْ الْمَلَلُ
أَوْ كَانَ كُلّ نَعِيْمِ الْأَرْضِ تَحْتَ يَدِيْ
بدُوْنِهَا هَاجَنِيْ وانْتَابَنِيْ الْخَبَلُ
لِأَنّهَا بَعْد حُبّ اللّهِ مُنْطَلَقِيْ
مِنْهَا وَعَنْهَا يَتِمّ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ
فَكَيْفَ أَرْضَىَ بِهَا لِلْغَيْرِ يَسْلُبهَا
مِنّيْ إِذَا جَارَ أَوْ شَاءتْ لَهُ الْحِيَلُ
أَوْ رَام يَغْزُوْ إِلَىَ أَرْضِيْ وَيَنْهَبُهَا
غَازٍ وَلَا شَيء يَذْكُرُ أَنّهُ رَجُلُ
هَيْهَات وَصْلٌ لِغَازٍ أَوْ لِسَيّدِهِ
فَبِالْمَنَايَا وَبِالْأَبْطَالِ لَا يَصِلُ
وَقَبْل ذَلِك بِالرّحْمَن نَدْحَرُهُ
فَهوَ النّصِيْرُ لَنَا وَالْعَوْنُ والْأَمَلُ
وَبِالصّمُوْدِ وَأَفْوَاهِ الْبَنَادِقِ فِيْ
جَبِيْنِهِ حِيْنَمَا تَأْتِيْ لَهُ الْقُبَلُ
يَخِرّ كَالصّخْرِ مِنْ أَعْلَىَ الْجِبَالِ وَفِيْ
سُهُوْلِهَا مِثْل ثَوْرٍ مسّهُ الْأَسَلُ
جيوشكُمْ قد غَدَوْا في دربهم قِطَعًا
ومن تبقّىَ ضَنَاهُ الذّلّ والْوَجَلُ
مَقَابِر الْغَزْوِ بَلْدَتُنَا فَكَيْفَ بِكُمْ
تَغْزُوْن كي تقبرون بها وتُقْتَتلُوا
جعَلْتُمُ الدّيْن أحْجَامًا مُغَلّفَةً
بِالزّيْفِ فِيْهَا وَبِالْإجْرَامِ يَشْتَمِلُ
بَذَلْتُمُ الْمَالَ فِيْ عدْوَانِكُمْ بَطَرًا
وليس من أَجْلِ دِيْنِ اللّهِ يُبْتَذَلُ
فَكَمْ لَكُمْ فِيْهِ إجْرَامٌ وَمَفَسَدَةٌ
بِهِ يُهَانُ الْأَسِيْرُ وَتُقْطَعُ السّبُلُ
صُوْنُوْا حِمَانَا وَكُفّوْ عَنْهُ كُلّ أَذَىَ
وَبَادِرُوْا قَبْلَ أَنْ يَنْتَابَكْمْ فَشَلُ
فنحن بالله نُقْسِمُ مَالَكُمْ وَسَلٌ
يَغْدُوْ إِلَيْنَا وَلَا بِالْأَرْضِ يَتّصِلُ
صُمُوْدُنَا أَبَدِيٌ لَا يُحَطّمُهُ
عَبْرَ اللّيَالِيَ عُدْوَانٌ وَلَاخَلَلُ
فنحن شعبٌ تأصّلَ فِيْ هَوِيّتِهِ
بالْمَجْدِ بِالدّيْنِ بِالإيْمَان يَكْتَمِلُ
كَمْ قِيْلَ فِيْنَا مِن الشّعْرِ البليغ وَمِنْ
بليغِهِ مَايَقُوْلُ الشّاعِرُ الْهَبَلُ
كَمْ كَاتِبٍ قدْ تَعَمّقَ بالْكِتَابَةِ فِيْ
مَدْحِ الْيَمَانِيْنَ وَهْوَ بِذَاكَ يَنْذَهِلُ
لَنَا رِجَالٌ وَفِي الْجَبَهَاتِ مقْعَدهُمْ
يَرْقَىَ بِهِمْ فِيْ الشّمُوْخِ السّهْلُ وَالْجَبَلُ
مَا لِلدّوَاعِشِ مِنْهُمْ مَهْرَبٌ أَبَدًا
وَلَا لَأَمْثَالِهِمْ إلّا إِذَا رَحَلُوْا
نَحْنُ الّذِيْنَ بِنَا التّارِيْخُ مُزْدَحِمٌ
وَمَالَكُمْ نَاقَةٌ فِيْهِ وَلَا جَمَلُ
نَحْنُ الّذْيْنَ عَلَىَ الْعَلْيَاءِ مَاقَدَرَتْ
تَرْنُوْ إِلَيْنَا الثّرَيّا قَطّ أَوْ زُحَلُ
نَحْنُ الّذِيْنَ بِنَا الْأَيّام قَدْ سَعِدَتْ
وَاسْتَبْشَرَتْ حِيْنَ خَالَتْ أنّنَا الْأَمَلُ
نَحْنُ الّذِيْنَ لِهَذَا الدّيْنِ نُصْرَتُهُ
وَغَيْرُنَا رُبّمَا يَحْيَا بِهِ هُبَلُ
نحن الْغِيَاثُ لِمَلْهُوفٍ وَمُكْتَئِبٍ
وَنَحْنُ بَحْرُ النّدَىَ والنّهْرُ والْوَشَلُ
لَنَا الْمَعَالِيْ وَصَدْرُ الدّهْرِ هَامَ بِهَا
وَظَلّ يَشْدُوْا بِهَا وَكَأَنّهُ ثَمِلُ
وَسَلْ أَمَاجِد حِزْبِ اللّهِ عَنْ يَمَنٍ
فَهُمْ بِأَوْصَافِهِ الشّمّاءِ مَابَخِلُوْا
سَلِ الرّجالَ سَلِ الْأَحْرَارَ فِيْ زَمَنٍ
طَمْسُ الْحَقَائِقِ فِيْهِ طَبْعُ مَنْ سَفَلُوْا
صَلّى إلَهِيْ عَلَىَ طه وعتْرَتِهِ
مَاشَعّ شُهْبُ السّمَا فِيْهَا وَمَا أَفَلُوْا