الشرق الأوسط الجديد بأجندة صهيونية (8)
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د حسن حسين الرصابي:
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د حسن حسين الرصابي:
من يقرأ واقع العرب في رحلتهم هذه المترعة بالإرجاف وبالمخاوف , والمشبعة بالسياسات الرمادية وبالمخاوف والمواقف الضبابية يصل لمفهوم ان التحديات جد مزعجة وجد حافلة بمتغيرات أقل ما توصف انها عاصفة ومتقلبة ودون ملمح غير المزيد من الانصياع والرضوخ وفقدان الوزن والآمال ذلك هو الانطباع السائد أو الذي يصل الى مفاهيم الناس والى قناعاتهم التي أصبحت متأرجحة بين الرجاء واليأس , وان كان اليأس هو السائد من منطلق ان ما نشهده لا يبشر بخير ولا ينبئ بأن القادم قد يحمل بشارات انفراج سواء في العلاقات السياسية أو في العلاقات الاقتصادية ولا سيما ان أدركنا ان التحديات القائمة أو الأتية هي تحديات بأنياب ومخالب تنهش في جسد الأمة وفي سلمها الداخلي وفي تواؤمها مع الذات ومع الغير فلقد قيل لناء ظلت هي المفاهيم السائدة ان المشروع العربي الوحدوي ولوفي حدوده الدنيا يتعرض لارتجاج وقائم على ارتجاع مرضي بعد أن استفحل في أوساط العرب حالات من اللامبالاة وحالات من الفوضى الداخلية واختلت ميازين عديدة في العلاقات الاجتماعية وفي المفاهيم الثقافية وفي البناء الاجتماعي وتعاظمت المشكلات القائمة سواء كانت مشكلات بنوية أصيلة أو مشكلات مصطنعة ومفتعلة أو من خلال صراعات التزاحم على القيادات وعلى تسلم المواقف التي لا ترتقي إلى مستوى التحدي التاريخي في البناء وفي التنمية وفي التقدم الذي تصر عليه الأمم الحية والشعوب التواقة للمزيد من التقدم ومن امتلاك أسس نهوض متكامل في بناها وفي مؤسساتها وفي ثقافتها وسياستها..
ولوجائنا إلى ان نزيح الغبار على تراكمات الحياة العربية لتوصلنا الى ان الرموز القيادية مشغولة بقشور الاهتمامات وبمظاهر الحضارة لا بجوهرها فالتعليم يعيش انتكاسات وتراجعات عديدة وليت الموقف أكتفى بالجهالة والأمية الأبجدية وانما أصبحت مجتمعاتنا العربية تعاني من اميات عديدة أمية الحاسوب والأمية التكنولوجية وغياب النموذجية وتخبط الجميع في تجاذبات سياسية وطائفية ونكسات في المفصلية العلمية فجامعاتنا تعاني الكساح وتشكو من هشاشة واضحة في المفاهيم وفي التحديات وفي المنهجية , فأرتال عديدة من خريجي الجامعات هم أشبه بأميات عديدة تصل حد الأمية الأبجدية والأمية الثقافية , وفي المعاناة من العجز الفاضح في الكفاءات وهي أرتال تقليدية غير مواكبة للتطورات العلمية والنهضات الثقافية التي تشهدها أمم عديدة في الأرض كما ان الأجيال الشابة تعاني فقدان هويتها وتقف أمام تحديات أقل ما توصف انها تحديات ارجاف وتردد وتباطؤ وضياع الآمال .. وقد يكون ذلك بفعل فاعل إذ لا يمكن ان نعفي هنا نظرية المؤامرة.. فالأيادي العابثة التي تمول من مؤسسات صهيونية خفية وظاهرة لكي يصل الشباب العربي ومؤسسات العلم والتعليم وصناعة الثقافات والسياسات إلى حالة من اليأس والقنوط وهذا ما نلحظه وما نجده قائماً في العلاقات البينية القائمة وفي وسائل الاعلام التي تبث حالات التخاذل والتشاؤم والتحريض على البعد من الخوض في القضايا الجوهرية فلقد نجح المتآمرون ان نبتعد عن جوهر الإسلام وعن الأسئلة الأكثر الحاحاً في حياتنا الإسلامية التي تستنهض همم الأمة والتوجه نحو مكامن القوة فيها والتركيز فقط في مظاهر الخلاف والاختلاف والانشغال بالقشور ونسيان ان الإسلام دين عبادة وعمل وجهود ونضال وجهاد في كل الميادين المفيدة الجالبة للقوة ..ولذلك فان العودة الى جهر الإسلام وفي محتواه الفاعل يستدعي الآتي من الخطوات ..
* الخطوة الأولى: ان نعزز الايمان بان الإسلام دين عمل وجهاد ومثابرة وجهد في مختلف المجالات.
* الخطوة الثانية: ترسيخ قيم التسامح والابتعاد عن التشدد والمغالاة والأخذ بالوسطية التي تجمع ولا تفرق.. والتي تسهم في تنظيم قيم المواطنة المتساوية والتراحم والتعاضد وتعزيز التماسك المجتمعي عبر أنماط وإجراءات تضمن العدالة والمساواة وبناء الانسان المنتج والفاعل والكفؤ.
* الخطوة الثالثة: بناء واعداد مؤسسات عمل وإرساء ثقافة المؤسسات التي تتجاوز كثيراً الشخصانية والفردية في كافة المناحي والاتجاهات.
* الخطوة الرابعة: التزام إيجابي وقوي بإعلام حر وبقيم إعلامية متحررة من حسابات جهوية أو مناطقية أو فئوية وإيجاد مساقات دعم هذا الاعلام الذي ينبغي ان يكون متحرراً من الحاجة والدعم والتمويل المسيس.
* الخطوة الخامسة: ان تكون التنمية بمفهومها المتكامل والشامل لها الأولوية في الاهتمام وفي التمويل وفي الخطاب السياسي شاملاً التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والتنمية السياسية بحيث يضم المجتمع نهوضاً متكاملاً في هذه الجوانب.
ويبقى العمل والجدية وتحديد المنهجية هو الضمانة الاكيدة التي سوف تخلص مجتمعاتنا من حالات الاتكالية والانعتاق من حالات التبلد والتراجع والتردد.. لان أي خطوة تسير في هذا المنحى ولو كانت بطيئة سوف تعمل على زيادة النجاح وتنظيمه وإعطاء الآمال التي هي محركة الحياة.. لأن الأهم ان تكون هناك نوايا وخطوات عمل مهما كانت متواضعة لأنها تدل على ان في آخر النفق ضوء.
3ديسمبر 2024م.