الأخبار

كلاسيكو الدماء والدموع .. «من يدفنون تحت انقاض صمت العالم»

مراد راجح شلي .. فيما العالم لم ينام لوقت متاخر ليلة الامس لمتابعة مصير كلاسيكو كرة القدم بين ريال مدريد وبرشلونة سهر اليمنيين ليلة الامس لوقت متأخر للغاية لمتابعة مصير كلاسيكو من نوع مختلف مؤلم وعظيم في آن بين اسرة يمنية مظلومة وعدوان امريكي ظالم يُذكِّر العالم بأن "الكلاسيكوات" الحقيقية ليست في الملاعب، بل في قلوب من يُدفنون تحت أنقاض صمت العالم .

Previous Next

انها العاشرة مساء امس السبت 26 ابريل 2025 م تبدو الليلة هادئة في محيط مستشفى لبنان بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء كعادة تلك المنطقة الهادئة حيث يسكن احمد مع اسرته المكونة من الزوج احمد وزوجته بتول وطفليهما الزهراء التي تبلغ من العمر 8 سنوات ووسام 5 سنوات

يمتلك احمد بقالة جوار المنزل الذي يسكن فيه كمستأجر مع اسرته بالطابق الاول والمؤلف من ثلاثة طوابق يسكن في الطابقين الثاني والثالث اسرة مغتربة سافروا قبل ايام وليس بالمنزل حاليا سوى اسرة احمد .

ذهب اولاده للنوم فيما زوجته بتول تنتظر صعود زوجها من البقالة للمنزل .

فجأه شق الليل زئير معدني اخترق سماء العاصمة ليفجر المنزل الذي يسكنون فيه ويدمره تماماً .

شعر احمد بالانفجار فوق راسه فاندفع جسده للاعلى ثم هوى لقاع البقالة فارتطم جسده في الارض بقوة ويسقط فوقه خشب ديكور البقالة واصناف البضاعة التي كانت مرصوفة فوقها .

كان الغبار يملأ المكان . . لا يزال احمد حياً فقد تحرك من تحت الخشب رفعه بصعوبة فالرضوض تملئ جسده والتراب يملأ صدره .

نهض احمد من تحت الخشب وشعر ان قدمه اليمني اصيبت بالتواء بسبب سقوطه وان صدره مصاب برضوض سبب له آلام مبرحة. توقف الزمن لدى احمد فهو يريد ان يطمئن على زوجته وطفليهما ويخشى ان يفجع بهم . .

ظل يفكر باسرته بعقل مشوش وجسد خائر القوى وهو يدفع قدميه خارج باب البقالة ورغم كل التراب والغبار يواصل جر جسده ويلتفت بجسده لليمين ليشاهد ما كان يخشاه فقد كان المنزل الذي يسكن فيه مدمرا بالكامل فيصرخ بكل اسى مفجوع " يا رب ".

وصل عدد من شباب الحي للمنزل ووجدوا قبلهم احمد يبحث تحت ركام الطابق الاول من المنزل والذي سقطت اعمدته الخراسانية كانها اعواد كبريت فوق الطابق الاول واختفى الطابقين الثاني والثالث تماما يواصل شباب الحي عملهم الجماعي ويبدون كرجال الكهوف باضواء الكشافات المربوطة حول رؤوسهم .

عثروا على الطفل وسام اولاً تحت احد الجدارات المدمرة بعد ان سمعوا صوته الخافت اخذوه بسرعة كان وجهه مغموساً بالتراب وبصوت واهن اخبرهم ان شقيقته الزهراء على مقربة منه وانه سمع صوتها . .

بعد دقائق عثروا على الطفلة الزهراء .

 

حاولوا النزول اسفل جانب المنزل المدمر لكنهم لم يستطيعوا وشاهدوا حينها جسد يتحرك يزحف بتؤدة تحت عوارض اعمدة الاسمنت الملتوية . . انه احمد.

كانت انامله تنزف دون ان يشعر . . اثر على مصحف زوجته بتول . . يمسحه برفق وهو يتذكر شريكة عمره الزوجة الصالحة التي عاشت معه هذه السنوات يتذكر سجادة صلاتها دعواتها له كلما غادر المنزل وعاد له يبكي قلبه الماً فهو لا يحتمل فقدها فيما صوته المبحوح يصرخ : بتول .. بتول كان قد قفز بجسده لذلك المكان رغم اوجاع جسده لعله يسمع صوت زوجته وطفليه.

اخبروه ان طفليه بخير وان عليه ان يصعد فالاعمدة والجدارات الخراسانية المتراخية ستسقط عليه وتدفنه حياً .

وصل احد اقاربه وهو يصرخ : يا احمد ابنك هوذا معانا مشيرا لطفله ان ينادي ابيه علّه يستجيب له ليصعد قبل انهيار باقي المبنى فوقه .

اجابهم بقلب مكسور وصوت يعتصره الأسى : لن اصعد بدون زوجتي وواصل مناداته عليها يا بتول يا بتول .

شاهدنا كيمنيين المشهد الاخير الذي اوجع قلوبنا بعد ان وثقه احد المنقذين وبتنا نترقب مصير زوجة احمد " بتول " وكأن قلوبنا تعيش اوجاعه كنا نتواصل طوال الليل وحتى وقت متأخر لعلنا نسمع خبراً يفرحنا فقد اصابنا المشهد بحالة جماعية من التضامن وكأن بتول هي قريبتنا جميعاً .

ظلّت فرق الانقاذ تعمل طوال الليل وحتى الصباح ولكن دون جدوى .

استيقظت السادسة صباحاً وزوجتي جالسة على سجادات الصلاث هي والزهراء وشقيقاتها الثلاث يقرأن القرآن وعندما شاهدنني سألنني بصوت واحد : هل لقوا بتول هل عثروا عليها باتت بتول ايقونة يمنية لعظمة الزوج ووفاءه ومظلومية اليمنيين واستكبار العدو الامريكي .

ظهرت الطفلة الزهراء في تقرير تلفزيوني في الصباح وهي تشاهد عمليات البحث على والدتها وهي تقول " اشتي امي " في مشهد زاد من اوجاع قلوبنا وتعلقنا بمصير زوجة احمد بتول بعد ساعات قليلة اُعلن رسمياً عن انتشال جثة زوجة احمد " بتول " وشاهدنا مشهد انتشالها الذي اوجع قلوبنا .

استشهدت زوجة احمد " بتول " لتكون شاهدة على وفاء زوجها وتضامننا كيمنيين وشاهدة على توحش العدو الامريكي .

فسلاماً عليك يا اختنا البتول ما تعاقب الليل والنهار والنار والعار للاعداء ومرتزقتهم .

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا