نوفمبر.. الحرية والاستقلال

في ذاكرة الشعوب محطات حفرت في صفحات التاريخ وأصبحت رمزاً خالداً يختصر تضحيات أجيال وصمود أوطان. ويأتي 30 نوفمبر كيوم يشير إلى حدث هام في التاريخ اليمني لأنه تلك اللحظة التي استعاد فيها اليمني حريته من المحتل البريطاني، بعد سنوات طويلة حاول فيها الغزاة إخضاع هذا الشعب العصي وفشلوا كما فشل غيرهم عبر التاريخ.

نوفمبر.. الحرية والاستقلال

منذ القدم، ظل اليمن مطمع لكل الطامحين للسيطرة لأجل موقعه الاستراتيجي الفريد وثرواته الوفيرة ولأجل حضارة ضاربة في أعماق الزمن غير أن الغزاة الذين حاولوا إخضاعه وجدوه مقبرة للطامعين فهذه الأرض التي أنجبت الملوك والعظماء لم تكن يوما سهلة الركوع ولا قبلت بالتبعية مهما بلغت التحديات.
إن اليمني ولد حرا، ويؤمن بأن الحرية جزء من عقيدته وهويته وكرامته وأنه لا يقبل أن يستعبده أحدا ولذلك رأينا صفحات التاريخ تتكرر فكل قوة غازية دخلت اليمن خرجت منه منهكة وخائبة بعد أن اصطدمت بثبات الإنسان اليمني وإرادته التي لا تلين.. اليوم ونحن نعود لاستلهام معاني ذلك التاريخ نجد أن جنوب اليمن يعيش اليوم وضعا لا يختلف كثيراً في جوهره عما عاشه تحت الإحتلال البريطاني فالوجود الإماراتي المُغلف بمبررات ،دعم وتحالف ،وإعادة إعمار هو في جوهره احتلال غير مباشر يهدف لفرض النفوذ والسيطرة عبر أدوات محلية وبسياسات تسعى لتغييب القرار الوطني وتغييب الهوية الجامعة.. وفي جزيرة سقطرى تلك الجوهرة التي أرادها الله أن تكون قطعة فريدة من الجمال والوجود اليمني أصبح القرار فيها اليوم بيد الجنود والضباط الإماراتيين وكأنها أرض بلا صاحب أو ليست جزءا من الوطن الذي دفع أبناؤه دماءهم دفاعاً عنه ومع ذلك اليمن لا يقبل ابداً بالدخلاء وسيطرد الإماراتي شر طردة ويعود الحق لأصحابه فلا احتلال في اليمن يدوم ولا قوة تستطيع أن تُبقي نفسها في أرض يرفضها شعبها.. ومهما طال بقاء المحتل ومهما تعددت أساليبه ومحاولاته في التمكين فإن مصيره كمصير البريطاني وغيره… رحيلٌ حتمي يفرضه وعي الناس وصحوتهم وإصرارهم على استعادة قرارهم الوطني فالشعوب التي طردت بريطانيا من عدن في 30 نوفمبر رغم قوة نفوذها آنذاك قادرة اليوم على استعادة سيادتها مهما تعددت الوجوه وتغيرت الرايات.
إنّ ال30 من نوفمبر ليس مجرد تاريخ رمزي بل هو ذكرى حية تذكر اليمنيين بأن الحرية تُنتزع انتزاعاً وأن السيادة لا تُمنح بل تُصنع، وأن اليمني الذي واجه الإمبراطوريات الكبرى قادر اليوم على أن يفرض إرادته ويستعيد دولته ووحدته وقراره.
وسيظل اليمن من أقصاه إلى أقصاه أرضاً لا تقبل الغزاة وإسما يرتعد أمامه المحتل مهما لبس من أقنعة
فالوطن الحر لا يقبل أن يكون تابعاً لأحد والشعب الحر لا يقبل أن يكون عبداً.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا