اليمن والتاريخ المنتهي للنظام العالمي
26سبتمبرنت:احمد الزبيري
اليمن كشفت للعالم كله ان النظام الدولي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية كانت الغاية منه إدارة الازمات والصراعات والحروب بما يستجيب لمصالح القوى الكبرى المهيمنة والتي هي هنا الولايات المتحدة ودول الاستعمار القديم وعلى راسها بريطانيا التي طردتها مع فرنسا بلجيكا وبقية الدول الاستعمارية الأوروبية حركة التحرر الوطني في النصف الثاني من اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي.
الغاية من تحويل عصبة الأمم الى الأمم المتحدة وإحداث تغيير يستجيب لتحولات ما بعد الحرب العالمية الثانية ليبدأ صراع جديد لم تكن الدول الكبرى تتصادم بشكل مباشر كما حصل في الحربين العالميتين السابقتين بل تحولت ساحة المستعمرات السابقة الى نقاط الصراع الجديد وهنا يمكن ان نسوق العديد من الأمثلة مثل الحرب الكورية التي شنتها الولايات المتحدة لموقع هذا البلد القريب من روسيا والصين واليابان لتؤدي الى تقسيم هذا البلد الاسيوي الى نظامين شمالي وجنوبي اما فيتنام فقد توحد شمالها مع جنوبها ونالت استقلالها الناجز بعد انتصارها على فرنسا ثم أمريكا .
وكان في ذلك دور كبير للدعم الصيني ثم الروسي وهنا تكمن أهمية التوازن العالمي في ظل الثنائية القطبية التي انتهت عام 1990م لتتوهم أمريكا انها وصلت بالتاريخ الى نهايته في حين ان التاريخ لا ينتهي الا عندما يرث الله الأرض ومن عليها.
اليمن في صمودها وتصديها ومواجهتها لتحالف العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الاماراتي الصهيوني طوال سته أعوام ذهبت بالأوهام الامريكية ادراج الرياح وجعل أمريكا تجد نفسها بكل طموحاتها الناجمة عن تنظيرات مفكري الحقبة الامريكية يعيدون حساباتهم ويبحثون عن مخارج من المستنقع الذي وضعت السعودية فيه ولكن بما يخدم مصالحهم وهذا ما نراه الان بالرحلات المكوكية للمبعوث الأمريكي تيموثي ليندر كينغ وما يسمى بالمبعوث العام للأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفت ملحقاً به متخذة الأمور في هذا المنحى مسارها الحقيقي .. وهكذا عندما يحضر الأمريكي يصبح البريطاني تابعاً وتصبح الأمم المتحدة غطاء شكلياً لتحقيق اهداف السياسة الامريكية .
وللوقوف اكثر على هذه الحقيقة العالم كلة يعرف ان محاصرة الشعوب تحت أي مبرر كان هي جريمة ضد الإنسانية وفي حالة اليمن جريمة حرب ترتكبها الولايات المتحدة وبريطانيا واداتهم الاجرامية القذرة المتمثلة بالنظام السعودي ومحاولة تحميلها لما يسمى بالشرعية وسعيهم للعب دور الوسيط يهدف الى وضع المسئولية كلها على هذه الشرعية التي اختلقوها وسوقوها وجعلوها مبرر لشن حربهم العدوانية القذرة على اليمن لتحقيق أهدافهم التي لم تتحقق بعد ست سنوات من الدمار والدماء والتضحيات التي دفعها شعبنا .
لم يكن يتوقع الأمريكي والبريطاني انه سيواجه طراز ثوري جديد يعرف ما يريد .. ويعرف ما يحاول الحصول عليه أعداء اليمن معبراً عن عدالة القضية التي يدافع عنها الى الحد الذي فيها يبين ان أعداء اليمن على باطل وان هذا الباطل لا يمكن فرضه على الشعب اليمني وهذا ما اختزله رئيس الوفد المفاوض في فصل عملية التفاوض بين ما هو انساني وما هو عسكري وسياسي وبما يجسد القوانين والمواثيق الدولية التي تدعي الأمم المتحدة انها تمثلها .
على أمريكا وبريطانيا ان تفهم ان الشعب اليمني لن يستسلم وان كان السلام الحقيقي غايته .