الأخبار

تل أبيب تستفز طهران ...فكيف سيكون الرد (تقرير)

 أفادت تحليلات إسرائيلية بأن منشأة نطنز النووية في إيران أصيبت بأضرار كبيرة بعد تعرضها أمس الأحد لهجوم إلكتروني، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الموساد نفذه، في حين اعتبرته طهران هجوما إرهابيا، وقالت إنها تحتفظ بحق الرد.

تل أبيب تستفز طهران ...فكيف سيكون الرد (تقرير)

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر مخابراتية أن جهاز الموساد نفذ هجوما إلكترونيا على منشأة نطنز، وخلف أضرارا كبيرة، وذلك بعد أن أعلنت طهران عن وقوع خلل في شبكة توزيع الكهرباء بالمنشأة.

وأشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية -نقلا عن مصادر مخابراتية لم تسمها-  إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي نفذ هجوما إلكترونيا استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية.

ولم تكشف إذاعة "كان" الإسرائيلية جنسية المصادر المخابراتية، التي استندت إليها في تقريرها.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادرها أن التقديرات تشير إلى أن الأضرار، التي لحقت بمنشأة نطنز، كبيرة، ومست أجهزة الطرد المركزي، مشيرة إلى أن الضرر سيقوض قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم.

وفي أول تصريح له بعد الهجوم الإلكتروني على مفاعل نطنز، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الصراع مع إيران مهمة ضخمة، وإن إسرائيل تحولت إلى قوة عالمية، وفق تعبيره.

وأَضاف نتنياهو -في حفل أقيم بمقر هيئة الأركان مع اقتراب ذكرى قيام دولة إسرائيل- أن الصراع مع إيران وتوابعها ومشروعها النووي مهمة ضخمة جدا، وأن الوضع القائم اليوم لن يكون بالضرورة قائما غدا.

وأشار إلى أنه من الصعب للغاية تفسير ما حققته إسرائيل بعد أن تحولت من حالة العجز إلى قوة إقليمية وعالمية، على حد وصفه.

وقال مراسل قناة "13 الإسرائيلية" للشؤون العسكرية والأمنية، أنه ربما تكون هناك قنبلة زرعت داخل المنشأة أدت إلى تدميرها، أو إلحاق أضرار كبيرة بها.

وأضاف أن تحليلات إسرائيلية تقول بأن الأضرار التي لحقت بالمنشأة النووية كبيرة لدرجة قد يصعب ترميمها في فترة قصيرة؛ مما يسهل فرض شروط على إيران بأن لا تعيد بناءها.

من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن ما جرى في نطنز "عمل إرهابي نووي"، وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواجهة هذه الإجراءات، مهددا بأن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذه العملية ومنفذيها ومن يقف خلفها.

وأضاف صالحي أن طهران ستواصل عملها لتوسيع صناعتها النووية، ورفع العقوبات الظالمة عنها، مشيرا إلى أن هذه العملية تظهر فشل الجهات التي تعارض المفاوضات النووية مع طهران.

وكان موقع وكالة أنباء فارس الإيرانية قد نقل -عن المتحدث باسم لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني مالك شريعتي- قوله عبر تويتر "يُشتبه جدا أن يكون هذا الحادث -الذي تزامن مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية ومع مساعي إيران لإرغام الغربيين على إلغاء العقوبات- عملا تخريبيا واختراقا".

وأضاف شريعتي أنهم يتابعون أبعاد القضية وتفاصيلها وسيعلنون نتائج ذلك بعد التوصل إلى حصيلة نهائية.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي -لوكالة أنباء فارس- إن شبكة توزيع الكهرباء في موقع "نطنز" تعرضت لحادث أمس الأحد.

وأضاف كمالوندي أن مجمع "الشهيد أحمدي روشن" لتخصيب اليورانيوم في "نطنز" تعرض لحادث، مؤكدا على عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي نتيجة للحادث.

وأكد أن التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب المؤدية إلى الحادث، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد أفادت بوجود تقارير ترجح أن يكون هجوم إلكتروني هو ما تسبب في الخلل الفني وانقطاع التيار الكهربائي في منشأة "نطنز" النووية (400 كيلومتر جنوب طهران)، التي تقع تحت الأرض في أصفهان.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل هي من كانت وراء الهجوم على الأرجح، مشيرة إلى أن الهجوم كان أخطر مما أعلنت السلطات الإيرانية، وأن محللين إسرائيليين قدّروا أنه أدى إلى إغلاق أقسام كاملة في المنشأة.

كما رجحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الخلل الذي أصاب المنشأة ناجم عن هجوم إلكتروني إسرائيلي أدى إلى تعطيل نشاطها.

وقالت الصحيفة إن هذا الحادث يأتي بعد أسبوع من الهجوم على سفينة إيرانية في البحر الأحمر، اتُّهمت إسرائيل بتنفيذه، مشيرة إلى أن المعركة الخفية الدائرة بين إسرائيل وإيران لم تعد سرية، وأن التصعيد بين الجانبين قفز إلى مرحلة جديدة.

كما ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أنه يمكن أن يكون الخلل في المنشأة النووية "نطنز" نتج عن نشاط إلكتروني إسرائيلي.

وقالت القناة -في تقرير لها- إن إسرائيل تمكنت في الماضي -وفق تقارير أجنبية- من إلحاق الضرر بأجهزة الطرد المركزي في "نطنز" باستخدام الهجمات السيبرانية، في إشارة إلى حريق اندلع بالموقع في مطلع يوليو/تموز 2020، حمّلت إيران لاحقا إسرائيل مسؤوليته.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير بأن ما جرى ربما لا يخرج عن احتمالين؛ فإما أن يكون الخلل في الشبكة الكهربائية نتيجة عطل فني في مولد التيار الكهربائي، وإما نتيجة عامل خارجي يتمثل بهجوم سيبراني، مشيرا إلى أن إيران في مواجهة سيبرانية مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وتقع منشأة "نطنز" -الأكبر من نوعها في البلاد- على بعد 260 كيلومترا من مدينة كاشان بمحافظة أصفهان الإيرانية، وقد تعرضت المنشأة لعدد من الهجمات والحوادث في السنوات الماضية.

وتضم المنشأة -المختصة في تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي- نحو 50 ألفا من أنابيب نقل الغاز المتطورة، مما يسمح بإنتاج كميات من اليورانيوم.

وفي عام 2010، تعرضت منشأة "نطنز" ومنشآت نووية إيرانية أخرى لهجمات "ستوكسنت" (Stuxnet) الإلكترونية التي تسببت في تعطيل أجهزة الحاسوب في "نطنز".

كما تعرضت المنشأة لحريق في يوليو/تموز 2020 بالجزء الذي يقع فوق الأرض، والذي تعرض لأضرار جسيمة

وبعد ذلك بأسابيع، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الحادث نتج عن عمل تخريبي.

المصدر : الجزيرة

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا