معركة الاستقلال متواصلة
26سبتمبرنت:أحمد الزبيري/
55عاما مرت على خروج آخر جندي بريطاني من الأرض اليمنية الواقعة تحت استعماره الذي دام لـ 129 عاما خلالها الشعب اليمني لم يهدأ ولم يستكين في مواجهة هذا المستعمر ولكن كانت المقاومة للاستعمار تتخذ حركات معزولة في اطار مناطق او نطاقات جغرافية معينة وفي أوقات مختلفة .
كان هناك مقاومة ما كان يسمى بسلطنة لحج باعتبار ان هدف الاستعمار البريطاني احتلال عدن ولكن بسبب فارق التسليح والامكانيات التي لا تقارن استطاع الانجليز عسكريا ثم بالسياسة ترويض سلطنة لحج ومقاومتها وأصبحت الأقرب للمستمر وشهدت ابين والصبيحة والضالع ويافع انتفاضات ولكنها لم تكن منظمة وتتجاوز بعدها الجغرافي وليست حتى في زمن وفترة تاريخية واحدة لكنها راكمت الوعي وابقت على روح المقاومة الى ان شهدت اليمن والمنطقة والعالم متغيرات كبرى خلقت ظروف لتوحد ليس فقط أبناء اليمن في الجنوب بل ولى مستوى اليمن كله وهذا ما صنع النصر على اعتى واخبث وأمكر استعمار عرفه التاريخ حتى اليوم.
الثلاثين من نوفمبر 1967 يوما مجيدا من أيام هذا الشعب وسيضل كذلك عبر التاريخ فهو انتصار حققه الشعب اليمني كله ولولا وحدة الشعب ووحدة نضاله لما تحقق هذا الانتصار الذي توج الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1967..وها نحن بعد نصف قرن نطرح أسئلة لماذا وكيف سلب هذا الاستقلال وماهي الأسباب والعوامل التي أدت الى ذلك وأين تكمن الأخطاء وهل يتحملها من قاموا بثورة 26 سبتمبر وفجروا ثورة 14 اكتوبر أم تتحملها الأحداث والظروف والعوامل الخارجية بما في ذلك المؤامرات والمخططات التي كان من أسبابها الأساسية موقع اليمن الجيوسياسي وعمليات الاختراق للنخب الاجتماعية والسياسية من قبل نظام بني سعود والامريكان والبريطانيين قبلهم.
أسئلة كثيرة والاجابة واحدة يمكن اختزالها في ان كل هذه العوامل اثرت وعلينا ان نقرأ الماضي جيدا لننتصر في الحاضر ونبني المستقبل ومن لم يفهم ماضيه فلا مستقبل له .
معركة التحرر الوطني مستمرة ومتواصلة حتى يصير الاستقلال شامل – سياسي واقتصادي وعسكري وامني - وهذا يتطلب العمل في اطار بناء مشروع بناء الدولة اليمنية القوية والعادلة المستوعبة لعظمة التاريخ والموقع الجيوسياسي الذي جعل من هذا الشعب حضاري وعريق وعظيم .
بريطانيا وادواتها الإقليمية ومن فوقها أمريكا ومن خلفها إسرائيل خرجوا من الباب وعادوا ليس من نافذة واحدة بل من عدة نوافذ واحتلالهم الجديد عمل لسنوات طويلة على احتلال العقول والارواح والضمائر وتجسيدات كل هذا اليوم في تشكيلات الخونة والعملاء والمرتزقة على اختلاف مسمياتهم ومعركتنا من اجل الاستقلال والتحرر والوصاية الخارجية اليوم تكتسب أهمية لا يمكن قياسها بالاسباب والعوامل والظروف والمعطيات التي كانت عليها قبل 55 عاما ولم تعد معركتنا مع غازي ومستعمر واضح بل مع قوى إقليمية ودولية كبرى وغنية وقوية ومع ذلك ايمان وصمود وحكمة وشجاعة شعبنا سوف تنتصر وسوف يذهب عملهم على مدى عقود ادراج الرياح واساس معركة اليوم يتحدد وفقا لها مستقبل ومكانة اليمن ومسارات تطوره التي هي تجسيد لهذا الانتصار الكبير ..الـ30 من نوفمبر 1967 سيضل يوم الاستقلال والجلاء التي تجسد ان الشعب اليمني مثلما انتصر في الماضي سينتصر اليوم وغدا.