في الذكرى 55 للاستقلال: الإعلام السياسي ... جبهة قتالية رديفة للمقاومة المسلحة !
26 سبتمبر نت: علي الشراعي |
( أننا نؤكد لبريطانيا وللعالم ونصرخ بقوة للدنيا كلها أننا مصممون على مواصلة الجهاد العظيم والضرب بعنف قوى المستعمر الدخيل ونسفه من جذوره ...) .
جزء من بيان صادر للجبهة القومية عبر نشرته الإعلامية (التحرير) لعب الإعلام السياسي في حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار وعملائه دورا كبيرا وواسعا في ايقاظ الوعي والحماس الوطني وجذب المواطنين الى إتون الثورة ورفع فعالية نشاطهم الكفاحي الى جانب المناضلين .
- الإعلام المقاوم
كان لواقع الإعلام السياسي أهمية حيوية لأنه لخص وترجم آنذاك معاناه شعبنا من اضطهاد الإستعمار الإنجليزي والحكم السلاطيني .
فالإعلام السياسي قد ساهم قد ساهم برفع وعي الشعب وتوقه للحرية والانعتاق من الاستعمار وعملائه السلاطين وعبر عن مشاعر واحاسيس المواطنين ورغباتهم في الخلاص مما يعانون فخلال الفترة بين عام 1959 و1963م لعب فرع حركة القوميين العرب في اليمن دورا مهما على صعيد نشر الأفكار التحررية ومارس عملا دعائيا وتعبويا كبيرا في مواجهة الاستعمار الانجليزي والحكام الرجعيين المحليين
كما وقف ضد جميع المشاريع الاستعمارية البريطانية وبخاصة منها مشروع اقامة اتحاد امارات الجنوب العربي حيث صدر عن الحركة كتاب في عام 1959م في عدن يفضح اهداف قيام اتحاد الامارات المزيف كما اصدرت فيما بعد كتب أخرى من تأليف قادة الفرع اليمني للحركة ساهمت إلى حد كبير في رفع مستوى الوعي الشعبي في مواجهة الاستعمار البريطاني.
هذا إلى جانب العديد من المقالات والندوات السياسية والفكرية كما أن قيام ثورة 26سبتمبر1962م وما احدثته في وجدان الإنسان اليمني من إنقلاب سياسيا وما رافق ذلك من نشاطات سياسية وإعلامية وطنيا وعربيا كان له دور وأثر فعال ترافق مع النشاطات السياسية والإعلامية والتنظيمية والعسكرية التى كانت تقوم بها الجبهة القومية والنقابات والمنظمات الاجتماعية والفصائل الوطنية الأخرى والتى عبرت عنها النشرات والملصقات والكتابات إضافة إلى بعض الاذاعات العربية في الأعوام 1967-1963م وبدرجة اساسية اذاعات صوت العرب بالقاهرة واذاعتي صنعاء وتعز .
- جبهة إعلامية
إلى جانب العمليات العسكرية كانت الجبهة الإعلامية تقوم بدورها من لتحريض الجماعير وتوعيتها بالثورة الشعبية المسلحة باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق الاستقلال الوطني كما لعبت ( التحرير )وهي النشرة الداخلية للجبهة القومية دورا كبير في ربط اعضاء الجبهة بقضايا الثورة الشعبية المسلحة وقضايا التحرر الوطني فمنذ قيام ثورة ال14 اكتوبر 1963م في الشطر الجنوبي من الوطن وحتى يوم الاستقلال في30نوفمبر1967م لعبت إذاعة صنعاء دورا كبيرا في إبراز نضال شعبنا في جنوب اليمن فكانت تبث البرامج الخاصة بالنشاط العسكري لمقاتلي جيش التحرير والأغاني الحماسية وحينما بدأت إذاعة تعز بثها وكانت موجهة اساسا إلى الجنوب وافردت وقتا طويلا لنضال الثورة وعملياتها في الجنوب والتنديد بالمستعمر وعملائه وإلهبت حماس الشعب وعبأته للإنضمام إلى صفوف الثورة .
ولقد كان هذا النشاط يسير جنبا إلى جنب مع التعاميم الداخلية والنشرات السرية والتوجيهات لمختلف القطاعات المدنية والعسكرية وربط هذا العمل الإعلامي بالنشاط السياسي الفعال على الصعيد الدولي في مختلف المحافل العربية والدولية كما أصدرت الجبهة القومية تباعا ومنذ قيامها بعام 1963م المنشورات والبلاغات العسكرية التي تفضح موقف المستعمر واعمالهم الاجرامية بحق الوطن والشعب .
ولعبت النشرات الدورية الصادرة عن جبهات القتال دورا مؤثرا في حياة الناس وربطهم بالثورة ونضال الجبهة القومية .
إن مراجعة دقيقة لبعض المواضيع الإعلامية آنذاك توضح الربط الحكيم بين مختلف جوانب النضال العسكري والسياسي والإعلامي والتنظيمي وإصدار النشرات السرية منها نشرة التحرير وهي النشرة الرسمية الداخلية للجبهة القومية التي كانت توزع على كافة جبهات القتال كنشرة مركزية والتي لعبت دورا فعالا لمتابعة ما يجري من أحداث وتطورات على مختلف الأصعدة السياسية وفي جبهات القتال وكان لها دورا ملموسا في الدعاية لأفكار الثورة الشعبية .
وفي جبهة عدن أصدرت الجبهة القومية إضافة إلى المنشورات كالثوري والفدائي وحرس الفتوة والتلال الملتهبة وغيرهما
- تباشير بفجر جديد
لقد شكل الإعلام السياسي والجماهيري في مرحلة التحرير قناة صلة مباشرة يومية بين الجبهة القومية وجماهير الشعب وبين ثورتنا والرأي العام العربي والدولي حول النضال الذي يخوضه شعبنا ضد الإستعمار وعملائه والمرتدين عن الثورة وهذا ما شكل الرابط القوي بين الشعب والثورة.
وكان لأعمال الدعاية والتحريض السياسي والإعلامي المتعدد الأشكال دور مؤثر رافق العمليات الفدائية التي كانت تعزز الثقة بالنصر ولعبت القطاعات التنظيمية الشعبية في هذه الأشكال وكتابة الشعارات على الجدران والمرافق الحكومية دورا أساسيا مكملا .
( .... إننا لن نترك السلاح وسنحارب المستعمر الى آخر قطرة من دمائنا وأننا سنقاتل طالما بريطانيا لا تعترف بحقنا بالحياة وتلبى تسليمنا استقلالنا كاملا ... ) .
كان ذلك جزء من البلاغ العسكري التى نشرته الجبهة القومية عبر نشرتها الإعلامية (التحرير) بقيام فدائيي الجبهة البواسل بشن هجوم عسكري على بيت المندوب السامي للمحتل البريطاني بعدن والمعسكرات المحيطة به في منطقة التواهي بمدينة عدن فجر يوم الأربعاء 23 اغسطس 1967م معتبره ذلك الهجوم المسلح على مقر مندوب المستعمر بتباشير الفجر الجديد لدك معقل الدسائس والمؤامرات التى تنطلق منه ضد شعبنا .
وهكذا كان العمل الإعلامي بالكلمة رديفا لسلاح في معركة التحرر والاستقلال الذي خضها شعبنا منذ تفجير ثورة 14 اكتوبر 1963م حتى نال استقلاله في 30 نوفمبر 1967م .