تحركات أمريكا في البحر الأحمر .. (بلطجة وتهديد للملاحة الدولية)
إن من أكثر ما أجبر اللص الأمريكي على الخروج إلى الواجهة، فيما يتعلق باستمرار العدوان على اليمن، هو تلك العمليات العسكرية التي أوقفت نهب النفط اليمني،
وأثبتت القوات المسلحة فيها اقتدار منقطع النظير، رغم محاولات اللص الأمريكي وأذنابه خرق المعادلة التي فرضتها صنعاء، في سياق دفاعها لاستعادة حقوق اليمنيين المنهوبة من قبل تحالف العدوان.
ونحن هنا للوقوف أمام التحركات الأمريكية الأخيرة في البحر الأحمر، وما يترتب عليها من تداعيات أبرزها اندلاع معركة بحرية، لها إرهاصات بدأت تلوح في الأفق خلال الأيام القليلة الماضية.
تسلل اللص
في العاشر من نوفمبر، أفشلت القوات المسلحة محاولةً لنهب النفط الخام عبر ميناء قنا في محافظة شبوة المستخدم من قبل العدو للتهريب، بمنع سفينةً نفطية كانت في الميناء من نهب النفط وتهريبه، وذلك بعد أن وجهت لها عدة رسائل تحذيرية، وكانت هي التحذيرية الثانية، بالتزامن مع تواجد السفير الأمريكي “ستيفن فاغن” في حضرموت،
حينها كان هناك برفقة وفد استخباري عسكري للبحث عن بدائل لنهب النفط اليمني، فشرارة معركة استعادة الحقوق اليمنية المنهوبة كانت قد اندلعت في 21 من أكتوبر الماضي، ما أجبره على التسلل إلى حضرموت.
أما قبل التحذيرية الأولى، وبعد أن خاطبت صنعاء الشركات النفطية محذرة لها من الإقدام على نهب النفط اليمني، فقد ظل ما يسمى بالمبعوث الأمريكي إلى اليمن يعمل لأسبوعين من أجل السماح لسفينة نفطية بنهب النفط، بحسب معلومات كشفت عنها القوات المسلحة، وهو ما لم يكن متاحاً البتة وردّت عليه بالعملية التحذيرية الأولى، التي شكلت طليعة لمرحلة حماية الثروة السيادية اليمنية، وبدأت بتثبيت معادلة نوعية بدقة واقتدار، ثم مع مراوغة الأمريكي كبير اللصوص، وبالتزامن مع زيارته المنتهكة للسيادة جاءت التحذيرية الثانية التي آتت أُكلها.
بعد أن وجدت واشنطن نفسها في مأزق يلوح من خلاله بداية إنهاء هيمنتها على مناطق الثروة اليمنية والموقع البحري المتميز، لجأت إلى جانب الإدانات المتكررة للعمليتين الأولى والثانية إلى استخدام الترهيب، إلا أنه لم يُجد نفعًا، وفي هذا السياق جاء إعلان ما يسمى بالقيادة الأمريكية الوسطى عن تنفيذها طلعة لقاذفتي B52 فوق منطقة الخليج بالتنسيق مع 13 دولة شريكة لها في الشرق الأوسط، وتهديدها بامتلاك القدرة على وضع قدر كبير من القوة القتالية في الجو بسرعة كبيرة إلى جانب من وصفتهم بشركاء واشنطن.
زعيق أميركي
لم يتورع الأمريكي وأذنابه من اللصوص ويكفوا أيديهم عن الثروة اليمنية، ففي 21 من نوفمبر الماضي السفير الأمريكي تواجد في عدن، بالتزامن مع تواجد سفينة جديدة في ميناء الضبة بحضرموت، مسرح جريمة السرقة التي كانت ستحدث لولا تدخل القوات المسلحة بالتحذيرية الثانية، هذه المرة المرتزقة استعانوا بشركات تهريب دولية ولنشات، لكن تلك الخطوات التي قام بها اللصوص والسفينة باءت بالفشل.
القوات المسلحة اليمنية أجبرت السفينة على الفرار، معززةً معادلة منع نهب الثروة اليمنية بعملية ثالثة شكلّت صفعة للص الأمريكي، مع تواجده التآمري ولقاءاته بالمرتزقة في عدن، ومع شائعات المرتزقة التي روجوا فيها التصدي لمسيّرات وإسقاطها، يتضح زيف الادعاءات من خلال طبيعة التحركات التي يقوم بها الأمريكي نفسه في المناطق المحتلة، والضجيج الذي أحدثته العملية.
ومع تعالي الزعيق الأمريكي البريطاني الفرنسي إثر العمليات التي جرى تنفيذها لمنع نهب النفط، جددت القوات المسلحة تأكيدها على الالتزام بحماية الثروة الوطنية السيادية، باعتبارها من حقوق الشعب اليمني، المظلوم وعلى رأس تلك الحقوق مرتبات موظفي الدولة في كل المناطق اليمنية، وهنا ما يجعل القوات المسلحة في صراع إرادة مع المحتل الأمريكي، الذي يقف حالياً في الواجهة دونما يريد ذلك.
تهديد الملاحة
وسائل إعلام أمريكية نقلت عن مسؤولين تحذيرهم من اقتراب نهاية النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية، وبحسب مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية فإن النفوذ الأمريكي على السعودية والإمارات يتضاءل في حين لا تمتلك الإدارة الأمريكية أي نفوذ على من وصفتهم بـ ”الحوثيين”، وحذرت المجلة في تقرير لها من أن يؤدي ما وصفته بـ ”المأزق الحالي” إلى تصعيد عسكري، معتبرةً ذلك ضربة قاصمة لواشنطن التي لم تعد تملك ما تقوم به لوقف هذا التصعيد،
وبمنأى عن ما جاءت به الصحيفة، فإن واشنطن لم تنأى بنفسها عن الاستهداف بعد، حيث رُصدت مؤخراً تحركات لها في البحر الأحمر، بالإضافة إلى مناورة لها مع كيان العدو الصهيوني.
وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني، أدانت قبل أيام سلوك أمريكا العدواني في البحر الأحمر، من خلال ممارساتها “غير القانونية وتهديدها للملاحة الدولية”، واعتبر نائب وزير الخارجية حسين العزي في تصريحات له، أن “أي تواجد لها في مياهنا اليمنية عمل غير قانوني وبلطجة وقحة من شأنها أن تستفز 40 مليون يمني”، في موقف يعكس رفض القيادة للتواجد الاستعماري، وهو الموقف الذي يتخذه أبناء الشعب اليمني.
العزي في تصريحاته، حث واشنطن “على احترام القوانين الدولية، والامتناع التام عن تهديد الملاحة، والوقف الفوري لكافة ممارساتها التي قد تعرض السلم والأمن الدوليين للخطر”، إلا أنها تعتبر حماية اليمنيين لثرواتهم السيادية ومنع نهبها، ومطالبتهم بتحويل عائدات النفط لصرف مرتباتهم المقطوعة من قبل تحالف العدوان الأمريكي، مطالباً متطرفة وتصف العمليات بالإرهابية التي تهدد الملاحة الدولية، في تناقض يكشف حقيقة الأطماع الأمريكية الاستعمارية في اليمن.
“بوم شؤم”
ما يسمى بالمبعوث الأمريكي الخاص باليمن “تيم ليندركينغ” أكّد بتصريحاته التي قدمّها مؤخرًا أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، حقيقة دور واشنطن الرئيسي في العدوان على اليمن، باتهامه للطرف الوطني بعرقلة التوصل إلى اتفاق سياسي أو تجديد الهدنة، فيما يصف عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم تصريحاته بسياسة النفاق والكذب والتضليل وترسيخ الإجراء والعدوانية المستمرة تجاه اليمن، ويعتبرها دليلاً واضحًا على السلوك العدواني والنهج المفضوح والازدواجية والكيل بمكيالين والترتيبات الواضحة للتصعيد والمنافية للسلام.
نائب رئيس وزراء حكومة صنعاء، اللواء جلال الرويشان، يؤكد في تصريحاته الأخيرة للمسيرة أن الخيار العسكري قائم لكسر الحرب الاقتصادية وكسر الحصار الذي يفرضه التحالف على المطارات والموانئ اليمنية، واستعادة الحقوق بخيارات مفتوحة في المواجهة مع تحالف العدوان، وعلى ضوء تصريحات نائب رئيس الوزراء، بلا شك يحضر الدور الأمريكي السلبي الراعي للعدوان والحصار. الرئيس المشاط في تصريحات سابقة له يؤكد أن الدور الأمريكي في مسألة الهدنة خبيث وخطر، ويقول “هو من لا يريد أن تجدد الهدنة، المبعوث الأمريكي يحاول أن يظهر في الإعلام كحمامة سلام، بينما تحركاته في المنطقة تؤكد أنه بوم شؤم، ومشاورات الهدنة كانت وصلت إلى مستوى تفاهم جيّد، إلى أن وصل المبعوث الأمريكي إلى المنطقة وأفشل هذه الجهود”.
قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يلفت في كلمته الأخيرة بالذكرى السنوية للشهيد إلى أن “الأمريكي هو أصل المشكلة، هو مستفيدٌ من الحرب، وهو لا يريد إلَّا سلاماً يستفيد منه، والسلام الذي يستفيد منه الأمريكي هو استسلام بالنسبة لنا، هو سيطرة على البلد، واستباحة لثروة الشعب، وإهانة وإذلال ومصادرة للحرية والاستقلال، هذا لا يمكن أن نقبل به”.
أهدافٌ مشروعة
المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن جمال بن عمر لصحيفة صرّح لصحيفة “ذي انترسبت” الأمريكية بالقول: “لا يوجد أي تقدم دبلوماسي في اليمن، كما تدعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي رفضت قراراً للكونجرس بوقف مشاركة واشنطن عسكرياً بالحرب على اليمن بذريعة أن ذلك سيؤثر على تقدمها الدبلوماسي”، ويضيف أيضاً “واشنطن لم تمارس أي جهد دبلوماسي ولا عملية الضغط لعملية سياسية أو مفاوضات أو حتى احتمال حدوثها بشأن اليمن، ويؤكد إمكانية استئناف حرب شاملة في أي وقت”.
في سياق الرد السياسي والقانوني على البلطجة الأمريكية والتحركات العدوانية الأخيرة، عضو المكتب السياسي لأنصار الله القاضي عبدالوهاب المحبشي، في تصريحات له الخميس الفائت، يؤكد أن “المصالح الأمريكية أهداف مشروعة للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة الدعم الأمريكي المفتوح للعدوان والحصار”، لافتاً إلى أن أمريكا تصر على استمرار العدوان والحصار من خلال رفض مشروع قرار وقف دعم السعودية في عدوانها على اليمن. المحبشي يضيف في تصريحاته اللافتة: “الإدارة الأمريكية قدمت نفسها حمامة سلام في الانتخابات الماضية، وأنها تريد وقف العدوان لكنها اليوم أظهرت أنها تريد استمرار الحرب وتتماهى مع جرائم السعودية، ويؤكد أن القوات المسلحة حاضرة لمواجهة أي تصعيد أو عمليات خاطفة قد يتدخل فيها الأمريكيون مباشرة”.
رغم أنه مشروع قرار جديد في مجلس الشيوخ الأمريكي، بإنهاء المشاركة الأمريكية في حرب اليمن, إلا أنه يأتي في سياق الابتزاز للسعودية التي تحاول الاتجاه مؤخراً نحو الصين، فضلاً عن كونه اعترافاً أمريكياً جديدًا بالتورط في العدوان على اليمن، ولكونه ابتزازاً للرياض فقد تداولت مصادر إعلامية بأن الشيوخ الأمريكي، أعلن تأجيل التصويت على قرار “سلطات الحرب”، الذي من شأنه وقف أي دعم أو مشاركة أمريكية في هذه الحرب، بما فيها التعاون اللوجستي والأمني وتجميد مبيعات الأسلحة. صحيفة واشنطن بوست الأمريكية،
هي الأخرى كشفت في تقرير جديد، أن الإدارة الأميركية عرقلت مشروع قرار لمجلس الشيوخ بعنوان “سلطات الحرب” كان سينهي الدعم العسكري الأميركي للحرب السعودية في اليمن، والتي استمرت لأكثر من سبع سنوات، ولفتت إلى أن إدارة الرئيس الحالي، “جو بايدن”، عارضت المسعى الذي يقوده السيناتور “بيرني ساندرز”، “ما وضع الرئيس في موقف غير عادي، متمثلا في الوقوف ضد محاولة معاقبة النظام السعودي الذي لم يكن صديقا له”، بحسب الصحيفة،
وهنا ما يكشف كذب وتناقض بايدن الذي أعلن فور توليه الرئاسة أن من أولوياته إنهاء الحرب على اليمن. -مصرُ في الواجهة ما تزال أمريكا تراوح مكانها في طليعة العدوان على اليمن بشكلٍ أو بآخر،
ومع تصاعد وتيرة المواجهة الاقتصادية التي تخوضها صنعاء معها، فقد استطاعت تقديم مصر إلى الواجهة، رغم محاولة القاهرة اتخاذ مواقف حذرة منذ بداية العدوان على اليمن، إلا أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها الأخيرة، قد تكون هي التي أجبرت مصر على إعلانها الأخير الذي قد يجرها إلى مستنقع مواجهة مريرة مع القوات المسلحة اليمنية التي تخوض معركة تحرر واستقلال، رغم أن القيادة في صنعاء بعثت عدة رسائل طمأنت مصر من خلالها على المصالح الدولية والمصرية أولاً.
كنتيجة لما يعرف بقمة جدة التي جرت في السعودية في يوليو الماضي، أعلن الجيش المصري، الثلاثاء الماضي، تولي قواته البحرية مهام دولية جديدة في البحر الأحمر تشمل مضيق باب المندب وخليج عدن، إثر توليها قيادة ما يسمى بـ “قوة المهام المشتركة 153 الدولية”، للمرة الأولى، الأمر الذي يعتبره مراقبون إقحام للجيش المصري في مواجهة خاسرة، حيث تؤكد صنعاء مضيها في معركة التحرر والاستقلال، بامتلاكها الأسلحة المناسبة،
وسابقاً أكّد رئيس الجمهورية مهدي المشاط حيال حضوره أحد العروض العسكرية، قدرة القوات المسلحة على ضرب أي نقطة في البحر من أي نقطة في البر، وللجيش المصري تجربة مرة في اليمن لم يستطع طيها حتى اليوم.
في المقابل تتحرك الإمارات وهي إحدى الأدوات الرخيصة لقوى الاستكبار لفرض هيمنة على المياه الإقليمية اليمنية، وتحاول شرعنة تواجدها، ومؤخراً جرى الإعلان عن ما يسمى باتفاقية تعاون عسكري بينها والمرتزقة، الأمر الذي ترفضه صنعاء وتعتبره تطاولاً وعملاً إجرامياً يهدف لإطالة تواجد أبو ظبي في اليمن، وخدمة العدو الإسرائيلي، ومؤخراً تداولت مصادر إعلامية إنشاء قاعدة عسكرية في ميون تخدم كيان العدو، وهو ما لا شك فيه، كنتيجة حتمية لتطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني، وخلال السنوات الماضية عملت على توطيد وجوده الاستخباري والعسكري في سقطرى والبحرين الأحمر والعربي.
معركةٌ فاصلة
لا يمكن أن تتخلى واشنطن عن نهجها الاستعماري التآمري مهما كلفها الأمر، ولعل الجميع لم ينسَ تهديدات السفير الأمريكي بعد مفاوضات الكويت للوفد الوطني بالحصار الاقتصادي ونقل البنك المركزي، وخلال هذه المرحلة تحاول جاهدة تثبيت معادلة هيمنتها على المياه الإقليمية اليمنية وتعمل على نشر القطع البحرية والمنظومات المسيّرة في المياه الإقليمية لليمن، ومؤخراً مع تقدم قطعة بحرية ردت صنعاء بتصريحات نارية كانت كفيلة بإجبار القطعة الأمريكية على التراجع، إلا أن المعركة لم تبدؤ بعد.
وزير الدفاع اللواء العاطفي في تصريحاته الأخيرة، يؤكد أن الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة، وأن “مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة”، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اتخذت كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو المساس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية”.
اللواء العاطفي أوضح أيضاً أن القوات المسلحة وقياداتها وأبطالها ومنتسبيها معنية باتباع أساليب التأديب لمن ينهب أو يعبث بحقوق الشعب اليمني الصامد، وأن هناك خيارات تأديبية سيتم اتخاذها والإعلان عنها في الوقت المناسب، مضيفاً “لدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد إن لجأنا إليها، لأننا قدمنا كل السبل للوصول إلى نهاية إيجابية، لكن العدو يأبى إلا أن يسير عكس التيار وقد أعذر من أنذر”.
تصريحات وزير الدفاع الأخيرة حملت الكثير من الرسائل ليس لمصر فقط، إنما للأمريكي والبريطاني والفرنسي، كما أنها ليست بالتصريحات التي لا يتبعها فعل، ومن يتأمل ماضي المعارك التي جرت مع تحالف العدوان يدرك يقيناً أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك من أسلحة الردع ما يجعلها قادرة على خوض معركة بحرية شرسة، يعتبرها رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله الحاكم، قادمة لا محالة بما هو أشد وأنكى، ويبدو أن أيام ما قبل الهدنة الأولى سيجري تكرارها بسيناريوهات أوسع، من “كسر الحصار الثالثة” التي ضربت السعودي ومن ورائه الأمريكي الذي يخشى على سوق الطاقة العالمي في مقتل.
بقدر ما ترعى أمريكا التحركات المشبوهة في البر اليمني المحتل والبحر، وتسعى لتثبيت الفوضى في المناطق المحتلة، فإنها تكون حتماً في مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة اليمنية، التي لن تألو جهداً في حماية الثروات اليمنية، وتحرير المناطق المحتلة، وما تعكس التحركات الأمريكية الأخيرة إلا الوضع المأزوم الذي وصلت إليه واشنطن، والإفلاس السياسي والأخلاقي، حيث تلوح بورقة الحصار، بيد أن الواقع اليوم لم يعد كواقع الأمس، ومع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، يبدو أن اندلاع شرارة المعركة البحرية الفاصلة قد بات وشيكاً، وإن لم يرحل العام الجاري وقد اندلعت، فلا شك بأن العام القادم سيأتي ومعه الفتيل.
الثورة