الجامع الكبير .. مسجد صنعاء المقدس .. لماذا!?
كان يسمى في الكتب القديمة (جامع صنعاء أو مسجد صنعاء) واشتهر بهذا الاسم بالأخص عند غير اليمنيين، وعرف عند أهالي اليمن وبالأخص أهالي صنعاء بالجامع المقدّس ، ولما كثرت المساجد إلى جانب عمليات التوسعة في هذا المسجد سُمي بالجامع الكبير ليتميز عن بقية مساجد صنعاء .
بُني بأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويبدو أنه بني في السنة السادسة، ويترجّح أن المأمور ببنائه هو: وبر بن يحنس الأنصاري .
وقد بني في بقعةٍ كانت في الأصل بستانا أهداه ملك صنعاء ( باذان الفارسي) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكان ثالث مسجد في الإسلام و أول مسجد في اليمن .
مر الجامع الكبير بعدة إصلاحات وترميمات وتوسعات واستحداثات كثيرة على مدى التاريخ – يصعب شرحها وسردها هنا – حتى تغير وكبر عن شكله ومساحته التي بنيت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي حدد موضعه ومساحته بنفسه حسب ما ورد في الآثار .
المميزات العامة لجامع صنعاء ( الجامع الكبير):
1- أنه بني بأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه صلى الله عليه وآله وسلم هو من اختار تلك البقعة وهو من حدد المساحة لأول بناء في المسجد و لذلك كله أثر روحي في نفوس المسلمين عامة داخل اليمن وخارجه فضلا عن الحرمة والقداسة التي جعلت اليمنيين يسارعون في وقف بعض ما يملكون لصالح هذا المسجد تبركا به.
إلى حد أن بلغت أملاك هذا الجامع ما جعل القائلين يقولون: “لو هدمت صنعاء لبناها الجامع الكبير ولو هدم الجامع الكبير ما بنته صنعاء”.
2- أنه مدرسة وهجرة علمية مستقلة بذاتها منذ أن أنشئ وإلى يومنا هذا ، فضلاً عن أنه كان قديماً مرجعاً هاماً لعلماء المسلمين من مصر والعراق والشام ونحوها لعظيم منزلة علمائه وغزير معرفتهم وزهدهم ، وفي ذلك قال الإمام الشافعي: لابد من صنعاء وإن طال السفر …الخ .
3- التنوع الفني التاريخي الذي يظهر في النقوش والتصاميم المعمارية والذي نتج عن تغير العصور وتداول الدول وتعاقب الأئمة والملوك.
4- أنه يمثل رمزاً إسلامياً هاماً إلى جانب أنه يمثل معلماً تاريخياً شامخاً لاسيما وأن بعض جهاته ومرافقه معمورة بأحجار من بقايا أحجار قصر غمدان الشهير الذي هدم بأمر من عثمان بن عفان .
فضلاً عن وقوع هذا المسجد في مدينة تاريخية عجيبة وسياحية فاتنة، إضافة إلى ذلك المخزون والمحتوى الأثري بداخل هذا المسجد والمتمثل في بعض الأحجار الحميرية الموجودة في الدعائم والكتابات والمخطوطات النادرة .
5- مكتبته النفيسة التي أسسها وشيدها الإمام الشهيد المتوكل على الله يحيى حميد الدين والذي جمع لها أكثر من (5000) مخطوطة في شتى المجالات والفنون .