الأخبار

مدارس التعليم في اليمن ( الكتاتيب – المعلامة )


26 سبتمبرنت: محمد تلها... 
التعليم في اليمن يرتكز على أساس أساليب لا تزال امتدادها قائمة إلى يومنا ولأن انتماء وهوية المجتمع فقد اتخذ أسلوب الكتاتيب أساساً للعملية التعليمية وخاصةً في المدن الكبرى أو ما يسمى ( هجر العلم ) مثل صنعاء وزبيد والجند وصعدة وذمار وكوكبان وشبام حضرموت وعدن وغيرها من الحواضر في القطاع الأوسط والأطراف من اليمن .

مدارس التعليم في اليمن ( الكتاتيب – المعلامة )


وللمزيدا من المعلومات تحدث لـ"26سبتمبرنت" الأستاذ أحمد العنابي عن طبيعة وتاريخ هذه الكتاتيب أوالمعلامات قائلاً:
الحديث عن طبيعة الكتاتيب أوالمعلامات التي كانت تدرس في عدد من جوامع صنعاء فقد حصر القاضي الأكوع رحمه الله الكثير في كتاب ( هجر العلم) أو على الأصح أبرزها المتضمن لمعلومات تاريخية مهمة اقتصرت على أبرز العلماء الأعلام.
مضيفاً أن ما يعانينا هنا هو أساس العملية التعليمية التي سادت لقرون من الزمن كطريقة مثلى اتبعت العملية التعليمة التربوية التي خرجت أجيالاً متعاقبة ولنأخذ من بعض مدارس صنعاء ( الكتاتيب ) صوراً لانتشارها وبما يعكس حرص أبناء اليمن على أهمية التربية التعليمية والتربية الفاضلة والتعليم المثالي المفيد .
وأشار إلى أن أمهات هذه المدارس تعود إلى عصر ألائمه وقبلهم من الصحابة والتابعين أمثال فروة ومسيك ووبر بن يحتس لتمتد السلسلة إلى معمر بن راشد الذي استدعاه أهل اليمن فأقام بينهم بصنعاء وعندما أراد تركها زوجوه ليعيش فيها , وسمي جامع وحارة معمر انتساباً لأسمه .
وأضاف العنابي لقد كانت اليمن في القرون الإسلامية الأولى بأعلام ملئت علومهم الآفاق وقصدهم الكثير من ائمة العلم الذين ضاع صيتهم وعدوا بالأصابع ومنهم الأمام محمد بن أدريس الشافعي وغيره ومن بين أولئك الائمة الأعلام والمصنفة مكانتهم في أئمة التابعين .
وعلى سبيل المثال لا الحصر وهب بن منبه المقبور في باب اليمن ( عرضي المدفعية ) وكانت منطقة باب اليمن جنوباً تسمى ( وهب ) وقال عنه عبدالله بن عباس رضي الله عنه وهب فقيه الأمه وطاووس فقيه اليمن وعبدالله بن طاووس مقبور بجامع الطاووس الذي سمي الجامع انتساباً له في حارة طلحة بصنعاء القديمة ومنهم الامام والمحدث عبدالرزاق الصنعاني المقبور غربي جبل نقم والذين يعتبرونهم الكثيرين من أهم مراجع أئمة المذهب والحديث , وتلاهم الكثير والكثير أمثال أبي يحيى وغيرهم, وتخرج على أيدي هؤلاء العظماء الكثير من العلماء في مجال العلوم الفقهية والحديث وغيرهم .

ولفت العنابي إلا أن اليمن ظلت أحدى منارات العلم عبر القرون وكانت سباقة في الكثير من ميادين العلوم والمعرفة, ومن أشهرها الفقه المقارن وإذا أردنا أن نحصر مدارس العلم والعلماء فقد نحتاج إلى الأف المجلدات وحشود من الباحثين والدارسين لذا نكتفي هنا بتناول التعليم الأساسي والكتاتيب التي اعتمدت مناهجها ولا تزال قائمة في الكثير من المدن والحواضير اليمنية وفي مقدمتهن المناهج التعلم بما يعرف باسم البياض التي تعرف بألف باء والهجائية .
وأشار الى ان تعلم البياض تقتصر على تعلم الحروف الهجائية والاسماء والتنقيط والنطق وكانت تبدا طريقة التدريس بكتابة الحروف الهجائية على السبورة ( التخته ) وكان الأطفال الدارسين يقومون برسم الحروف على الواحهم حيث كان لكل طفل لوح من الخشب مصبوغ بالاسود ويكتب علية بالجص والاقلام الحلال وعند الرسم ينطق الحرف وهذه عرفت بالطريقة البغدادية ، وبعد اتفاق ذلك يبدا التعلم لتركيب الكلمات والبداء بمادة القران الكريم .
وقال بان المرحلة التعليمية بدأت تتطور لتدخل مادة الحساب ومعرفة الاعداد وجمعها وطرحها وقسمتها مع جدول الضرب الصغير وكذا الاملاء والخط والمخطوطات والأخلاق . حيث كانت الفترة الصباحية تخصص لسماع القران والتجويد بينما الفترة المسائية من كل يوم تخصص لمادة عدا الأربعاء غالباً لتعلم الوضوء والصلاة وكان هناك عبء كبير يقوم بهذا العمل التعليمي مدرس واحد ليضطر المعلم الى تكليف المتفوقين في الصف الرابع بعملية تلقين الطلاب الأصغر ويقسم الطلاب الى حلقات تعليمية للتخفيف والتلقين وكان اغلب طلاب الصف الرابع يجيدون الخط والاملاء ويقراون بكل سهولة وهذا الامر الذي تفتقده المناهج التعليمية اليوم كون الكثير من الخريجين لا يجيدون قواعد الخط والاملاء وكانت الكتاتيب تتفوق في مخرجاتها العملية التعليمية وخاصة مادة الاخلاق التي تعني بحقوق الوالدين والاسرة وحسن الجوار واحترام الناس وادأب الطريق .
وطريقة التعليم في الكتاتيب والمعلامة وموادها تكون مكملة لبعضها البعض فمثلاً مادة الخط والاملاء تتوافق مع مادة الاخلاق فيتم اختيار الكلمات والابيات الشعرية .

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا