هذه حقيقة احداث 13 يناير ومشعليها
في مثل هذا اليوم من العام 1986م اندلعت أحداث دامية ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء وأنطفأ ثغر عدن الباسم.

كانت الإمبريالية الأمريكية وعبر أذرعها الفاحشة الثراء والمفلسة ديناً وأخلاقاً عن طريق المال السعودي والفكر الوهابي المتطرف قد بدأت تنفيذ سيناريو تفكيك الاتحاد السوفيتي وقد رأت من الضرورة بمكان القضاء على ذراع روسيا والشيوعية الماركسية في جزيرة العرب المتمثل بدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذي كان يتنازع حكمها فصيلان الأول الطغمة وعلى راسها فتاح والبيض وعنتر ومصلح وشايع والفصيل الثاني الزمرة وعلى رأسها عبدربه منصور وعلي ناصر وهادي وعرب وهيثم.. أوكل الأمريكان إلى السعودية والأمارات حينها دور إذكاء الصراع, فبينما كانت الأمارات تدعم الطغمة كانت السعودية تدعم الزمرة عن طريق النظام السابق في صنعاء الذي كان يتلقى الدعم من آل سعود لمحاربة المد الشيوعي في جنوب اليمن وهو الذي هيأ الحاضنة للزمرة إثر تلك الأحداث الدامية ودخل جنوب اليمن تحت الوصاية السعودية الحاقا بشماله بعد الوحدة الاندماجية التي آل نظامها إلى التبعية السعودية ودخل اليمن التاريخي برمته تحت وصاية الرياض.
تلك الأحداث الدامية يعاد استنساخها اليوم من جديد ببصمة أمريكية فالوريث للطغمة هو الانتقالي المدعوم اماراتيا والوريث للزمر ة هو نظام ما يسمى بالشرعية المزعوم لهادي وبقايا أبناء الجنوب المتمسكين بالوحدة وبينهما يسعى السعودي والإماراتي لإذكاء النعرات والثارات وبتوجيهات أمريكية ليستمر الاقتتال وعدم الاستقرار للحيلولة دون تحقيق وحدة يمنية حقيقة ويمن سيادي مستقل بهدف سيطرة المشروع الأمريكي الصهيوني الإمبريالي على أهم المنافذ البحرية والسواحل الجنوبية الغربية لليمن وخنق الشمال الرافض للهيمنة كي يرضخ للإمارات الأمريكية ويبقى دولة تابعة لنظام آل سعود ولا تقوم له قائمة.
اتفاق الرياض الشكلي لن يصمد طويلاً ولن يلبث الاقتتال أن يعود مجدداً بين الزمرة والطغمة وما أحداث مطار عدن إلا مقدمات لدورات جديدة من الاقتتال والعنف فالعدو الأمريكي والصهيوني وأدواتهما الإماراتية السعودية – وأن أستطاع تطويع الزمرة والطغمة معاً لمحاربة المد الفارسي بزعمهما – وهو إذا يصطدم الآن بجدار الممانعة والصمود ويتجرع الهزائم تلو الهزائم يلجأ إلى آخر أوراقه بإدراج حكومة الإنقاذ في صنعاء ضمن لائحة الإرهاب بهدف إغراء النظام السعودي وحكومة الزمرة والطغمة بتمكينها من حكم شمال اليمن وجنوبه في حين أنه لا يتوانى مجدداً عن إشعال حروب دامية بين الزمرة الطغمة امتداداً لصراعاتهما السابقة والتي كان آخرها دورات الاقتتال والعنف بينهما في أبين وشبوة.. إلخ
قبيل تنفيذ اتفاق الرياض والذي لم يكن في حد ذاته سوى قنبلة موقوته لكليهما كل ذلك يأتي انتقاما من اليمن الصامد الذي يمثله أنصار الله وأحرار اليمن المنضوين تحت مظلة حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء وراية اليمن الواحد .. وســـتأكل الكلبة الأمريكية الإرهابية جراءها الذين تحاول الزج بهم إلى محارق الجبهات خدمة لأجندتها بعد أن تتحطم رأسها على صخرة الصمود اليمني .. والأيام القادمة أوفى بالخبر اليقين.
نقلا عن صحيفة اليمن