العميد بن عامر يكشف تفاصيل جديدة عن مشهد الصراع في المنطقة في حوار صحفي
26 سبتمبرنت:-
أوضح العميد عبدالله عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي خلال حوار صحفي تحليلي سياسي وعسكري أجرته معه صحيفة اليمن أن حسابات فوارق القوة بين الأمة وعدوها يجب ألا تتكرر وأن الخيار الصحيح هو التحرك دون تردد والتقدم دون تراجع والمضي بكل ثقة نحو تنفيذ ما يجب أن يحدث وهو الرد على جريمة اغتيال الشهيد القائد اسماعيل هنية وجميع شهداء المقاومة والشعب الفلسطيني دون ربط الرد بطروحات وقف الرد مقابل وقف الحرب على غزة ..
مؤكدا أن الأمريكي يحاول إفشال الرد سياسياً بتحريك التفاوض وعسكرياً بالاستعداد للتصدي له ويهدف من وراء ذلك إلى تشتيت جهد محور المقاومة وتثبيط عزيمته ومنح الكيان الصهيوني فرصة أخرى للنيل منه .. تفاصيل في سياق الحوار التالي..
تفاصيل جديدة عن مشهد الصراع في المنطقة .. في حوار صحفي تحليلي مع العميد بن عامر
(0)
- كيف تنظرون إلى جريمة اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية وما ترتب ويمكن أن يترتب عنها من تداعيات مستقبلية مؤثرة على واقع المنطقة ؟
- اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جريمة حقد وعدوان صهيونية غادرة وفاجعة كبرى وعظيمة بالنسبة لكل مسلم وعربي حر رافض ومقاوم للطغيان والهيمنة والاستكبار الأمريكي والاحتلال الصهيوني .. وكان لها دون شك تداعياتها الآنية المؤثرة سلبا وإيجابا على مسار أحداث ووقائع معركة الصراع العربي الإسرائيلي التي تمر بأشد وأقسى مراحلها وسيكون لها أيضا تداعياتها المؤثرة على مسار تطور أحداث ووقائع المعركة مستقبلا .
- وفق لإشارتكم السابقة ما هي أبرز التداعيات السلبية والإيجابية الآنية والمستقبلية للجريمة ؟
-أبرز التداعيات السلبية تمثلت في الضربة المعنوية التي تلقتها المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة ككل ورغم ذلك تبقى الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي حقيقة أن من كان مع الحق وإلى الحق وعلى طريق الحق لن ترهبه التطورات مهما كانت ولن تخيفه المؤامرات مهما كبرت ولن تهزمه الأحداث مهما تعددت وكثرت وتوسعت وسيتجاوز كل التحديات مهما عظمت وحقيقة أخرى هي أن غزة بصمودها اليوم صارت أكبر من كل دروس الماضي وأصبحت أعظم من كل أمثلة التاريخ .
أما أبرز التداعيات الإيجابية فقد لخصها مشهد تشييع الشهيد القائد المجاهد إسماعيل هنية في العاصمة طهران الذي جسد أعظم مشاهد التعبير عن وحدة وتلاحم الأمة ولخصها أيضا مشهد اشتعال جذوة غضب الأمة وخروج وتحرك الملايين من العرب والمسلمين على امتداد العالمين العربي والإسلامي تنديدا بجريمة الاغتيال والذين تعززت ثقتهم بخيار المواجهة والمقاومة والجهاد وضرورة الانتقام على أرضية العداء المشترك للاحتلال والإمبريالية العالمية.
ومشهد الصلاة على الشهيد المجاهد صلاة الغائب في العالمين العربي والإسلامي الذي يعد استفتاء يؤكد وقوف شعوب الأمة مع المقاومة.
ولا شك في أن مشاهد ذلك التوحد والتلاحم العظيم ستظل مشاهد خالدة في ذاكرة التاريخ وسيمتد تأثيرها إلى كل عاصمة وإلى كل بلد سلك درب الرفض والمقاومة للاستكبار العالمي واتخذ قرار نصرة ودعم وإسناد القضية الفلسطينية وخوض غمار معركة المواجهة العسكرية المفتوحة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه .
- برأيكم .. ما هي الأهداف التي سعى إلى تحقيقها الاحتلال الإسرائيلي من وراء ارتكابه للجريمة وهل للأمريكي علاقة بها ؟
- ما من شك في أن لكيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الأمريكي والبريطاني أهدافهم من وراء تنفيذ جريمة العدوان والاغتيال الغادر للقائدين الكبيرين هنية وشكر وفي مقدمة هذه الأهداف النيل من معنويات المقاومة الفلسطينية وجبهات دعمها ومساندتها وإجبارها على الرضوخ وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فمن المؤكد أن للأمريكي علاقة بجريمة الاغتيال وعاد نتنياهو من واشنطن بضوء أخضر أمريكي لمحاولة فرض تنفيذ شروطه للنصر الكامل ليس فقط المتعلقة بـغزة بل والمتعلقة بلبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران وأمامه مهلة 60 يوماً يحصل خلالها على الدعم الأمريكي السياسي والعسكري والاستخباراتي ما لم تحدث تحولات وتطورات تجبر الأمريكي على التراجع.
وتأسست خطة الغدر الإسرائيلي الأمريكي بطهران وبهنية على استغلال مناسبة تنصيب الرئيس الإيراني كون هذه المناسبات تحظى عادة باحترام دولي لدرجة عدم توقع حدوث اعتداء أو عدوان خلالها وعزز الإسرائيلي حالة الاطمئنان برسائل عبر الوسطاء أنه لن يقصف بيروت وهنا تضاعف الاطمئنان باستبعاد أي اعتداء على طهران ونجحت إسرائيل في ارتكاب الجريمة غير المسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية باستهداف ضيف دولة في عاصمتها وخلال حفل تنصيب رئيسها.
ولأن المعركة هي الأطول والأشد والأقسى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فلا غرابة أن نرى الأمريكي يتدخل فيها كما لم يتدخل في أي حرب أخرى كونه يدرك أن التداعيات خطيرة على مستقبل إسرائيل ولهذا يمنح الإسرائيلي الفرصة تلو والأخرى علّه يستعيد ما فقده من ردع وما أضاعه من هيبة.
كيف تقيمون مواقف بعض الدول والأنظمة العربية التي اتسمت بالسلبية الواضحة تجاه الجريمة ؟
- من الطبيعي جدا أن يكون هناك العديد من ردود الأفعال والمواقف الدولية المتباينة تجاه الجريمة غير أن الوضع الطبيعي كان يقتضي أن تتسابق الدول العربية والإسلامية على نصرة فلسطين ودعمها وإن لم تمتلك الشجاعة الكافية لإعلان موقف نصرتها لغزة فخير لها أن تقف على الحياد لا أن تتسابق كما هو حال بعض الأنظمة والدول العربية للأسف الشديد على الغدر بفلسطين والنيل من قضيتها ومن مقاومتها وإعلان الوقوف إلى جانب الإسرائيلي وأكثر من ذلك الوقوف موقف المتفرج والشامت من اغتيال قادة المقاومة وتقديم إسرائيل كقوة خارقة متوهمة أنها في منأى عن مؤامرات وضربات ومخططات الحقد والعداء الصهيوني الصليبي وأن الإسرائيلي يهدف ويريد قادة دول وحركات محور الجهاد والمقاومة فقط .
وأيا كان موقف تلك الدول والأنظمة وأهدافها فلن يؤدي ذلك إلى استسلام ورضوخ المقاومة والشعوب المساندة لأن القضية أكبر من قضية دعاية أو حرب نفسية ولو كانت هذه الدعاية قد نجحت لما رأينا شعب فلسطين بعد كل هذه العقود من النضال والتضحية يقاوم هذا الاحتلال وبكل هذه البسالة وبكل هذا الصمود .. وستدرك تلك الأنظمة عما قريب أن ما تفعله إسرائيل اليوم مع إيران ولبنان واليمن وغزة ستفعله غداً معها ولأبسط خلاف قد يحدث وسيحدث لها ما حدث لغيرها وستندم حين لا ينفع الندم.
- ماذا عن الرد الإيراني .. متى وأين وكيف كان يجب أن يكون ؟!
- بالنظر إلى زمان ومكان ارتكاب الجريمة فقد تشكل حق إيران الشرعي في الرد أمام المجتمع الدولي لحظة تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للجريمة وانطلاقا من فرضية أن تناسب الرد مع الفعل يكون بالهدف والحجم والمستوى والقدر والأهمية والنتيجة فإن الرد لم يكن يستدعي من إيران فتح المزيد من الأبواب للأخذ والرد بل تحديد خياراتها وتحديد توقيتها والمضي بكل ثقة نحو تنفيذ الرد وما يؤكد هذا الكلام أن إيران عندما قدمت الجريمة كعدوان غير مسبوق في العلاقات الدولية حظيت ببعض التعاطف وكان بإمكانها اكتساب المزيد من الشرعية للرد ولم يكن دعم موقفها داخليا وخارجيا يتطلب سوى تسخير الإعلام للحديث عن الجريمة كانتهاك واعتداء وعدوان ومطالبة الدول بإدانتها لخطورتها على العلاقات الدولية وهو الأمر الذي وجد فيه الإسرائيلي والأمريكي أمرا أخطر من تصريحات الرد أو التهديد بالرد فتنبه لذلك وبدأ العمل من أجل انتزاع شرعية هذا الرد .. والتشويش عليه بنشر التسريبات المتعددة حول الجريمة .
- كيف تقيمون الموقف الأمريكي بشأن الرد؟
- يبدو أن الخطة الأمريكية الصهيونية لتنفيذ جريمة اغتيال القائد هنية والاستمرار في تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية بحق غزة والاستمرار في شن العدوان الإسرائيلي بشكل عام قد تضمنت أن يسارع الأمريكي عقب تنفيذ الجريمة لتفعيل كل أدواته الأوروبية والعربية للتحرك تحت شعار التهدئة والسعي لمصادرة حق إيران في الرد بالتوازي مع التحرك لإنتزاع حق الرد ومشروعيته بدفع الإسرائيلي لعدم الاعتراف بالجريمة ثم محاولة التشكيك بها ونقلها من عدوان إلى اعتداء ثم إلى خرق أمني ونشر المزيد من التشويش والتسريبات التي لم تتوقف بشأن الجريمة وتفاصيلها والتكهنات التي لم تنتهي بشأن الرد ومستواه وحجمه.
وعقب تنفيذ الجريمة بدأ الأمريكي يتحدث عن تنفيذ إسرائيل للجريمة دون الرجوع إليه ويتحدث عن عبوة ناسفة في غرفة هنية وفي اليوم التالي تحدث الإعلام البريطاني عن عبوات ناسفة في عدة غرف بنفس المبنى وبالمقابل بدأ الإعلام الغربي بشكل عام يتحدث ويركز في حديثه على الرد وعدم التحدث أبداً عن الجريمة التي تستوجب الرد باعتبارها عدوان ليس على إيران فقط بل وعلى بقية الدول فهي انتهاك لقواعد العلاقات الدولية والقوانين والأعراف الدبلوماسية وأكثر من ذلك أصبح حديث الإعلام الأمريكي والغربي حول تعرض إسرائيل للتهديد والوعيد بهدف التعبئة للرأي العام الغربي وشرعنة تحركات الأنظمة المؤيدة لإسرائيل.
وعموماً فقد أراد الأمريكي نقل إيران من حالة التصميم على الرد إلى حالة التردد ثم تعزيز حالة التردد بالحديث عن صفقات في ظاهرها وقف الحرب وفي باطنها العكس وكانت أكبر خدعة ولا تزال هي خدعة الطرح الأمريكي الذي يتحدث عن وقف الحرب على غزة والانسحاب الإسرائيلي وتبادل الأسرى مقابل وقف الرد والحقيقة أن طرح وتداول مثل هذا لم يؤدي إلى وقف إطلاق النار بل دفع نتنياهو إلى الذهاب إلى ما هو أبعد ثم إن الخداع الأمريكي عبر الوسطاء مستمر منذ أشهر فماذا كانت النتيجة هل توقفت الحرب؟! .. لم تتوقف طبعا .. وهو الأمر الذي يؤكد أن الاستنفار السياسي والدبلوماسي الأمريكي ليس الهدف منه الحل بل تشتيت جهد محور المقاومة وتثبيط عزيمته ومنح الكيان الصهيوني فرصة أخرى للنيل منه .
ولذلك فقد ظل الموقف الأمريكي بشأن الرد متذبذبا ومتغيرا يختلف كل يوم عما كان عليه قبل يوم وبعد مطالبة إيران برد منضبط وهو ما يمكن وصفه بالاعتراف الضمني بحقها في الرد أصبح الأمريكي اليوم يؤكد رفضه لأي تصعيد بمعنى أن الرد انتهى ولو حدث فسيكون تصعيد لا رد.
وتبقى الخلاصة أن حديث الأمريكي عن توقيت الرد ولا يزال مجرد تكهنات لا يخجل من تكرارها يومياً ومنذ أيام والأمريكي يكذب بشأن توقيت الرد ومع ذلك لم يشكك أحد في مصداقيته!! ولو سألوا واشنطن عن مصادرها بشأن موعد الرد لقالت مغرد يمني كتب "لا ترقدوش" وآخر كتب " قريبا".
- ماذا عن رد محور المقاومة بصفة عامة ؟
-يجب ألا تتكرر مرة أخرى حسابات فوارق القوة بين الأمة وعدوها وما تعرضت له نتيجة لهذه الحسابات الخاطئة طوال قرون مضت من هزات وهزائم وانتكاسات عنيفة والأمر المحتوم الذي أصبح ماثلا اليوم هو انتصار الحق وهزيمة الباطل فالتطورات ليست بحاجة إلى مزيد من الاجتهاد حتى نتوقعها والأحداث ليست بحاجة إلى مزيد من القراءة حتى ندرك تبعاتها فما حدث يجبر جميع حركات المقاومة وجميع العواصم المستهدفة إلى التحرك دون تردد والتقدم دون تراجع والمضي بكل ثقة نحو الحل الوحيد الذي يجب أن يحدث وهو الرد والاستمرار في الصمود والصمود والثبات والمقاومة للاحتلال وإفشال كل مخططاته ومؤامراته وحتى لو كانت الحرب محكومة بقواعد اشتباك لابد أن يتقدم محور المقاومة خطوة للأمام هنا أو هناك لأنه لو لم يفعل سيتقدم عدوه وسيبادر وسيتوهم أن تأخر ردة الفعل ليس إلا ضعف وتردد وخوف.
وبالتالي فإن المغامرة بالرد خير من المخاطرة بربط الرد باحتمالات وقف إطلاق النار لأن الأمريكي يحاول إفشال الرد سياسياً بتحريك التفاوض وعسكرياً بالاستعداد للتصدي له ، وطبيعة اللحظة التاريخية تستوجب وضع خطة محور الجهاد والمقاومة موضع التنفيذ والرد من جميع الجبهات وأن يكون الرد برجال أكثر وجغرافيا أكبر، وسلاح أمضى.
- ماذا عن الرد اليمني وهل تعتقدون أن زيارة نتينياهو لواشنطن كان لها علاقة باليمن ؟؟
- اليمن لم يتوقف حتى يعود والموقف العسكري للعدو في البحر يؤكد ذلك وما فاز بالحق إلا الحازم الرجل ولم يخفي الشهيد إسماعيل هنية رغبته في تعزيز الموقف اليمني المساند لـ فلسطين وذلك بدفع اليمنيين نحو التقارب ولما فيه مصلحة اليمن وفلسطين والأمة وقد كان لعملية الإسناد اليمني لغزة دوراً في تعزيز قناعة أن اليمن يمكن أن يقوم بدور أكبر وأوسع فيما لو تهيأت له الظروف ولذلك فاليمن كان ولا يزال وسيظل يمارس حقه المشروع في مجاله البحري بلا توقف وينفذ واجباته تجاه غزة دون تردد ومثل ما يسخر الأمريكي قدراته الضخمة لحماية الإسرائيلي فإن اليمن سيسخر وباستمرار كل قدراته المتواضعة في خدمة الحق الفلسطيني وسيظل الفارق بينه وبين عدوه في موازين القوة هو إرادة القتال اليمنية والإيمان الراسخ بعدالة القضية وقبل كل شيء الثقة بمعونة الله وتأييده ونصره.
ولا شك أن من نتائج وأهداف زيارة نتنياهو إلى واشنطن ما له علاقة باليمن والأمر الملفت هنا أن مهلة الأمريكي التي منحها للإسرائيلي لتنفيذ أهدافه والمحددة بفترة 60 يوماً لن تكفي لتحقيق كل الأهداف وفي كل البلدان من اليمن إلى لبنان ومن غزة إلى إيران ولعل تطورات الأيام المقبلة ستكون كفيلة بخلط الأوراق وبالتالي إفشال المخطط .
- لا تزال جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء غزة مستمرة وكان آخرها جريمة استهداف مدرسة التابعين لإيواء النازحين .. برأيكم لماذا كل هذا الحقد على غزة ؟!
- كل هذا الحقد على غزة لأنها في7 أكتوبر نقلت الأمة من مرحلة ردة الفعل إلى مرحلة الفعل ولأن 7 أكتوبر أدخل "إسرائيل" العناية المركزة، ومنذ تلك اللحظة التاريخية، وحتى اليوم تعيش "إسرائيل" على التنفس الاصطناعي الأمريكي ولأن غزة لا تواجه فقط الاحتلال الاسرائيلي بل وتواجه الغرب بقدراته العسكرية وتفوقه التقني والتكنولوجي وتواجه العرب الداعمين للاحتلال بأموالهم وإعلامهم ومؤامراتهم ولأن معركة غزة عرّفت الشعوب العربية أكثر بمهام القواعد الأجنبية في بلدانهم "حماية إسرائيل" ولأن غزة ردت قبل أن يرد أحد ولأن خبر اختيار القائد يحيى السنوار شكل ضربة معنوية قوية للعدو وأحدث صدمة كبيرة ومزلزلة في نفوس قادة الأنظمة الموالية لإسرائيل.ولأن صمود غزة طوال 312 يوما صمود غير مسبوق تاريخياً وغير متوقع عسكرياً ومن شهد صمود غزة سيشهد بعون الله انتصارها.
- ما هو المطلوب من إيران ومحور المقاومة بعد تأخر الرد كل هذه الفترة ؟
- مثلما أن لتأخر الرد إيجابيات أثبتتها الأيام الماضية فله أيضاً سلبيات فالوقت الذي تمنحه لنفسك للاستعداد تمنحه أيضاً لعدوك ليس للاستعداد فقط بل ولمحاولة التشويش عليك واستدعاء الشرق والغرب لثنيك والنيل من عزيمتك وهنا تتضاعف المسؤولية عليك ويزداد العبء وتتعقد المهمة ومنطقياً لا يستقيم أن تصبح مخاوف العدو هي ذاتها مخاوفك .. وحتى إن كان تأخر الرد مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون مؤثراً على العدو فإن العدو الإسرائيلي بالمقابل يرى في تأخر الرد فرصة لكسب الدعم الدولي لأي ضربة استباقية، خاصة إذا قدم الأمر على أنه ضرورة أمنية لحماية مصالحه ومواطنيه من تهديد وشيك وفي هذا السياق سيأتي قرار المناورة الإسرائيلي بالذهاب الفعلي إلى الحرب الواسعة بعد أن توهم أن مستوى خشيتك منه أكبر من المستوى الذي لديه فبات يهدد بها ويذهب إليها لإعتقاده أنك لن تجرؤ على مجاراته فيها وإليها والحل الوحيد لذلك أن تذهب أنت أيضاً إلى الحرب الواسعة فكلما اتجهت إليها كلما تراجع عدوك عنها وبالتالي فإن الرد على الجريمة لا يحتاج إلى مقدمات ولا إلى حسابات والوفاء للشهيد إسماعيل هنية ولجميع الشهداء يتطلب الرد بكل عزم وقوة مع الثقة بنصر الله .. ومهما كان حجم الدعم الأمريكي والغربي للإسرائيلي فإن له حدود وإن لم يكن له حدود يجب أن يكون له حدود والواقع هو من سيضع له هذه الحدود فلا يوجد سقف مفتوح ولا يوجد دعم كامل للعدو إلا بقدر قبولك بهذا السقف أو بذلك الدعم وبقدر قدرتك على الرد وعلى صنع الإنجازات والانتصارات وقدرتك على تغيير المعادلة على الأرض.