كارثة وشيكة تهدد حياة اليمنيين
تشهد اليوم مختلف المحافظات مسيرات شعبية غاضبة للتنديد باستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني
وحملت المسيرات الولايات المتحدة الأمريكية ودول العدوان المسؤولية الكاملة تجاه معاناة الشعب اليمني نتيجة الحصار
وادانت الصمت الأممي والدولي تجاه جرائم العدوان واحتجاز سفن المشتقات النفطية.
وقد دقّت القطاعات الخدمية والمستشفيات والمراكز الحيوية بأمانة العاصمة، ناقوس الخطر جراء القرصنة البحرية لدول تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأدواتها السعودية والإمارات، واستمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية.
منذ أسابيع توالت البيانات التحذيرية بتوقف القطاعات الخدمية والحيوية، خاصة القطاعات الصحية والنظافة والمياه والصرف الصحي والكهرباء والنقل والصناعة والمخابز والأفران عن تقديم خدماتها إزاء استمرار منع دخول سفن المشتقات النفطية، ما يٌنذر بكارثة إنسانية هي الأكبر على مستوى العالم في التاريخ المعاصر.
وفي ظل العجز الأممي والصمت الدولي المطبق، ضيّق تحالف العدوان الأمريكي السعودي الخناق على الشعب اليمني من خلال عدم السماح بدخول أي سفينة نفطية أو غذاء أو دوائية إلى ميناء الحديدة، في انتهاك سافر للمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، ما فاقم من الأوضاع المعيشية والاقتصادية على اليمنيين دون استثناء.
العاصمة صنعاء التي تحتضن الملايين من أبناء الشعب اليمني، من شمال الوطن وجنوبه كملاذ آمن، باتت تواجه أعباء كبيرة في المشاريع والخدمات، التي تسهم في تحسين المستوى المعيشي لقاطنيها والتخفيف من معاناتهم جراء استمرار العدوان والحصار.
حيث تتضاعف معاناة سكان العاصمة يوما بعد آخر في ظل الممارسات التعسفية لدول تحالف العدوان وإمعانها في أعمال القرصنة البحرية واحتجاز سفن المشتقات النفطية، ما يؤكد مضي أمريكا وأدواتها في إرتكاب المزيد من الجرائم الإنسانية بحق اليمنيين.
مخاطر صحية
في ظل تصاعد تداعيات كارثة صحية وشيكة، أكد مدير مكتب الصحة العامة والسكان بأمانة العاصمة الدكتور مطهر المروني، أن احتجاز سفن الوقود باتت معضلة حقيقة أمام المنظومة الصحية والخدمية، تسببت في توقف قطاعات ومنشآت حيوية، في سابقة هي الأخطر من نوعها يتعرض لها الشعب اليمني.
وحمل الأمم المتحدة ودول العدوان كامل المسؤولية إزاء حدوث كارثة صحية تهدد حياة آلاف المرضى والأطفال والنساء، نتيجة الحصار ومنع دخول سفن المشتقات النفطية رغم حصولها على تصاريح أممية.
وأشار الدكتور المروني، إلى أن استمرار القرصنة البحرية لدول العدوان واحتجاز سفن الوقود، سيؤدي إلى توقف الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية ويتسبب بكارثة إنسانية لا يٌحمد عقبها.
توقف مستشفيات
أطلقت هيئة مستشفى الثورة العام النموذجي بأمانة العاصمة، نداء استغاثة عاجلة لإنقاذ حياة المرضى والجرحى في كافة الأقسام جراء نفاد الوقود والتوقف الوشيك لخدماتها.
ونبه رئيس الهيئة الدكتور عبدالملك جحاف، من توقف تقديم الخدمات الطبية للمرضى خاصة في أقسام العنايات والعمليات والطوارئ والغسيل الكلوى وكافة الأقسام، بسبب انعدام الوقود.
وأشار إلى أن الهيئة أصبحت غير قادرة على توفير متطلبات تشغيل المولدات الخاصة من مادة الديزل .. مؤكداً أن احتجاز السفن النفطية سيؤدي إلى كارثة صحية غير مسبوقة.
ودعا الدكتور جحاف، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية، إلى التدخل لفك الحصار والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية، لمنع كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين من اليمنيين.
من جانبه طالب رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بالأمانة الدكتور مطهر مرشد، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية بتحمل المسؤولية الأخلاقية في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني ووقف الممارسات العدوانية والإفراج عن سفن الوقود.
وأشار إلى أن استمرار احتجاز سفن الوقود من قبل قوى العدوان، سيؤدي إلى توقف عمل المستشفيات والمراكز الصحية، ويتسبب في كارثة صحية، خاصة في ظل تفشي الأوبئة والأمراض نتيجة العدوان والحصار.
بدورها حذرت مديرة مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بأمانة العاصمة الدكتورة ماجدة الخطيب، من كارثة صحية إزاء القرصنة البحرية لدول تحالف العدوان في استمرار احتجاز سفن الوقود.
واستنكرت استمرار جرائم قوى العدوان بحق الشعب اليمني من الأطفال والنساء والقرصنة البحرية لسفن المشتقات النفطية والتي ستخلف تداعيات كارثية على القطاع الصحي، بما فيها توقف الخدمات الطبية بالمستشفى ووفاة الكثير من الأطفال والنساء والمرضى.
كارثة بيئية
ونظراً لمخاطر كارثة بيئية وصحية وشيكة تهدد حياة المواطنين، أطلق صندوق ومشروع النظافة بأمانة العاصمة، نداء استغاثة للمنظمات الانسانية والمجتمع الدولي، للتدخل العاجل لمنع حدوث كارثة صحية وبيئية وشيكة نتيجة نفاد وقود تشغيل معدات وآليات النظافة.
وأشار المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالأمانة فضل الروني، إلى أن صندوق ومشروع النظافة يدقان ناقوس الخطر إزاء تعرض معدات وآليات النظافة للشلل نظراً لعدم تمكنها من العمل في ظل انعدام الوقود.
من جانبه أوضح مدير مشروع النظافة بالأمانة إبراهيم الصرابي، أن أكثر من 450 معدة وقلاب نظافة في 20 منطقة بمديريات أمانة العاصمة، تحتاج ما بين 13 إلى 15 ألف لتر وقود يومياً لرفع نحو ألفين طن من النفايات.
وأكد أن مشروع النظافة أصبح غير قادراً على توفير متطلبات تشغيل معدات وآليات النظافة من مادة الديزل، ما يستدعي تدخل الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية للضغط على دول العدوان للسماح بدخول سفن الوقود، ومنع حدوث كارثة إنسانية.
انقطاع مياه الشرب
مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بأمانة العاصمة المهندس محمد الشامي، أشار إلى أن استمرار احتجاز سفن الوقود سيؤدي إلى توقف خدمات المؤسسة وحرمان سبعة ملايين مواطن من مياه الشرب وتوقف آبار ضخ المياه.
واستنكر استمرار جرائم العدوان والحصار، في ظل صمت دولي وتقاعس أممي والتنصل عن القيام بواجبها وعدم الاستجابة لمطالب إطلاق سفن المشتقات النفطية رغم حصولها على تصاريح أممية.
وحمل الشامي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتحالف العدوان، تداعيات حدوث كارثة إنسانية بحق الشعب اليمني إزاء القرصنة البحرية واستمرار احتجاز السفن النفطية.
تفشي الأوبئة والأمراض
حذر مدير محطة معالجة مياه الصرف الصحي بأمانة العاصمة محمد العريقي، من كارثة صحية وبيئية، نتيجة توقف المحطة عن العمل والتشغيل بسبب انعدام المشتقات النفطية.
وأشار إلى أن المحطة تعمل بالحد الادنى من قدرتها التشغيلية وقلصت عدد ساعات التشغيل قدر الامكان لتقليل كمية الاستهلاك من الوقود بهدف الحفاظ على وضع التشغيل لأطول فترة ممكنة.
وذكر العريقي أن توقف عمل المحطة، سيجعلها بؤرة لانتشار الأوبئة والأمراض خاصة وأنها تقوم بمعالجة ٥٠ ألف متر مكعب في اليوم الواحد والتخلص الآمن من الفضلات "الصرف المنزلي" وإيجاد بيئة خالية من الأمراض والأوبئة.
توقف شريان الحياة
مدير فرع الهيئة العامة لتنظيم شئون النقل البري بالأمانة محمد الشهاري، أشار إلى التداعيات الكارثية جراء توقف أكثر من ١٥٠ ألف وسيلة نقل بضائع وركاب في الأمانة والمحافظات نتيجة انعدام الوقود.
وأفاد بأن استمرار تعنت العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية، يٌنذر بكارثة إنسانية جراء توقف القطاعات الخدمية، سيما قطاع النقل الذي يعتبر شريان الحياة.
من جانبه أشار رئيس نقابة النقل والمواصلات عبده مثنى الغرباني، إلى أن معظم القطاعات الخدمية والحيوية، خاصة الصحة والنقل والمياه أصبحت مهددة بالتوقف وعدم قدرتها على تقديم خدماتها بسبب عدم توفر الوقود.