أبو طالب : الشعوب الأوربية لاتهتم إلا بما يعنيها
طبيب وناشط بارز في دول المهجر الأوربي بألمانيا له إسهامات كثيرة في توفير مساعدات ونصائح طبية عبر موقعه في وسائل التواصل الاجتماعي وطالما وقف مع فريق الوفد الوطني المفاوض عبر تحفيز الجاليات اليمنية والمنظمات الأوربية .. إنه الدكتور حسين أبوطالب متخصص جراحة عظام كان لـ" ٢٦ سبتمبرنت " هذا الحوار معه:
حوار : زهير الهيلمة
ـ كيف اخترت هذا التخصص؟
اختياري للجراحة كان خلال سنوات دراسة الطب العام التي قضيتها في سوريا, حيث نما الميول نحو التخصص الجراحي خلال السنوات الأخيرة من الدراسة, وكانت الفرصة لإكمال التخصص في ألمانيا للمتفوقين خلال دراسة الطب العام بمساعدة الدولة كمنحة بسيطة
ـ كيف ترى مجال الطب والصحة في بلادنا؟
للأسف فإن القطاع الصحي في اليمن يعاني منذ عقود كبقية القطاعات من الضعف, وبالذات خلال سنوات العدوان, حيث تم الاستهداف الممنهج والمتكرر بالقصف والتدمير من قبل طيران العدوان, كما أن الحصار القاسي والشامل أثر بشكل كبير على تحديث الأجهزة وصيانتها وأيضا قلة الإيرادات أثرت على الاستمرار في تطوير ودعم هذا القطاع, وبالتالي من غير المعقول وليس من العدل والمنطق المقارنة بين القطاع الصحي في دولة مثل ألمانيا باقتصادها واستقرارها وتقدمها مع القطاع الصحي في اليمن حاليا, حيث الفارق كبير في الإمكانات والتجهيزات والتأمينات الصحية وفي كل التفاصيل
ـ ما تقييمك لعمل منظمات الصحة والإغاثة في بلادنا ؟
بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية الدولية فإنها حسب رأيي تعمل ضمن سياسات الدول المانحة والممولة ولها أيضا سياساتها الخاصة وهي تساعد بشكل واضح بلا شك في مثل هذه الظروف, ولكن على الدول التي تسعى لاستقلالها ونمائها أن تخفف قدر الإمكان ومع الوقت من الاعتماد على دعم هذه المنظمات لكي لا تضطر إلى الخضوع لرؤيتها وسياساتها الخاصة من جهة, ولكي لا تجد نفسها في مأزق في الحال التي تتوقف هذه المنظمات عن الدعم لسبب أو لآخر.
ـ نرجو أن تعطينا فكرة عن السلالات جديدة لكوفيد 19 " كورونا "؟
كما هو معلوم حتى الآن فإن فيروس كورونا ذاته كان نتيجة طفرة تسببت في جعل إمكانية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان متاحة, وخلال الانتشار والتكاثر تحدث أيضا طفرات وتغيرات متكررة مع الوقت, وهذه الطفرات يمكن رصدها مخبريا, وتصبح لهذه الطفرات أهمية حين تغير من سلوك الفيروس سواء في إمكانية العدوى, أو في شدة الأمراض والتسبب في الوفاة, أو العكس .. وما هو واضح حتى الآن أن السلالة الجديدة التي بدأت في الانتشار في دول معينة مثل بريطانيا وجنوب أفريقيا وحتى ظهور حالات في الدنمارك وغيرها, هذه السلالة أسرع في إمكانية العدوى, بحوالي 70% من الفيروس قبل التحور, ولكن أعراض المرض وشدته والتسبب في الوفاة لم يختلف عن ذي قبل
ـ مامدى فعالية اللقاحات الجديدة المعلن عنها والذي يتم تطبيقه في بعض دول العالم؟
اللقاح الجديد المعلن يعتبر اختراقا علميا في عالم الطب كون انجازه تم في فترة زمنية قصيرة, وقد تمت الاختبارات على عينة مناسبة من البشر وظهرت الفعالية في أكثر من 90% ضد الفيروس, لاشك أن تطبيق اللقاح على شريحة أكبر وعلى ملايين الناس يجعل احتمال ظهور أعراض جانبية نادرة في بعض الحالات ممكنا, ولكن اللقاح بالمجمل يعتبر الحل الوحيد لإيقاف الجائحة عالميا .. ولاشك أن الكميات المنتجة منه في البداية ستكون اقل من المطلوب ولذلك يتم اللقاح للحالات الأكثر خطورة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن ثم بقية الشعب حسب الأهمية.
ـ بما أنك الآن في الخارج, كيف لمست نظرة الشعوب الأوروبية إلى المظلومية اليمنية؟
للأسف فإن الشعوب الأوربية ليست مهتمة إلا بما يعنيها, ولا تهتم كثيراً بما يجري خلف البحار, ولاشك أن الآلة الإعلامية الجبارة لدول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي قد أثرت في تغييب المظلومية اليمنية, وحتى الإعلام الغربي لم يعط المظلومية اليمنية إلا النزر اليسير والنادر من الاهتمام, وحين نشاهد مثلا الاهتمام بالقضية السورية في الإعلام الغربي مبالغ به إلى أدق التفاصيل, ونرى المجازر الوحشية ضد الشعب اليمني مغيبة تماما نعرف أن هذا نهج سياسي متعمد للأسف بالنسبة لنشاطنا الحقوقي فأنا أصدقك القول, أنني بسبب تواجدي بعيدا عن العاصمة برلين لست منخرطا في العمل السياسي تجاه القضية اليمنية كباقي زملائنا من أعضاء الوفد الوطني والناشطين الآخرين بسبب الالتزامات الطبية ومسؤوليات هذا القطاع الهام في هذا التخصص لا أجد رفاهية الوقت إلا أننا نقيم تلك المظاهرات المركزية السنوية للتنديد بالعدوان ونناشد تلك المنضمات الصحية ببذل جهود صادقة إلى زيادة الاستجابة الطبية والوضع الصحي في اليمن وهذا بجانب بقية الشباب الذي ناسبهم الوقت والمكان لمزيد من الاهتمام في المجال الحقوقي والإعلامي وهم يقومون بعمل جيد ومهم.
ـ نصيحة توجهها للقطاع الصحي في اليمن؟
بالنسبة لحال اليمن مع كورونا فقد كنت احد أكثر الخائفين على الناس خلال الموجة الأولى, وقد أكثرت من النصائح والاهتمام في هذا الجانب, ولله الحمد فقد مرّت الموجة الأولى على اليمن خفيفة على غير المتوقع, رغم قلة الإمكانيات وقلة الاهتمام من قبل الناس بالتباعد والكمامات والبقاء في المنزل, هذه ألطاف إلهية جليّة, فلم يكن بالإمكان الإغلاق الاقتصادي والناس كما نعرف في أشد الحاجة للعمل اليومي لتأمين قوت يومهم, في ظل العدوان والحصار والقصف, أما عن الوقت الراهن فلا أعرف تماما حال اليمن مع كورونا وهل هناك حالات من عدمه, فلقد كان الخوف والقلق من عودة الموجة الثانية مع فصل الشتاء, كما تعاني دول كثيرة حاليا في العالم منها كما هو الحال في ألمانيا وعدة دول , ولكن إلى الآن لم أسمع بأخبار سيئة ولله الحمد من اليمن عن الموجة الثانية .. وبالتالي أنصح الجميع إذا ما ظهرت حالات أن يبدوا نوعاً من الجدية والالتزام بالتباعد والكمامات وغسل اليدين وغيرها .. أما المجال الصحي فالواجب استمرار المراقبة والاستعداد والتنبيه المبكر للناس في حال ظهور حالات لا سمح الله.