الترب:التغيير مهم لتحقيق تطلعات الناس الاقتصادية
قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الواقع اليوم الذي تعيشه اليمن يؤكد الحاجة الماسة للتغيير المنشود لتجاوز سلبيات العقد الماضي الذي افرز واقعا مريرا نتيجة العدوان والحصار وادى الى تدمير البنية التحتية والنسيج الاجتماعي اليمني ويحتاج الى سنوات للتعافي .
وأضاف البروفيسور الترب ان المتابع لما يجري في جنوب اليمن سيكتشف النوايا الخبيثة لدول الاحتلال السعودية والامارات وادواتهما من المتمصلحين والعملاء اللذين لاهم لهم سوى تنمية ارصدتهم في الرياض وابوظبي وعلى حساب المواطن المغلوب الذي يتجرع مرارة الانفلات الأمني وارتفاع السعار وعدم القدرة على توفير احتياجاته المعيشية اضافة الى الانقسامات وبروز النعرات المناطقية من جديدة وفق سياسة ترعاها السعودية والامارات للسيطرة على كل موارد الجنوب واحتلال جزره وتعطيل موانئة .
وأشار البروفيسور الترب الى أهمية تجاوز هذه الحالة في المناطق الحرة حيث تبرز أمام الحكومة الجديدة مهام جسيمة في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها الوطن لعل أهمها التركيز على عملية إعادة البناء وتحقيق تغيير جذري في كل المجالات وبما يلبي الطموحات المنشودة وتحقيق ولو بقدر معقول ومقبول الآمال والتمنيات التي ينشدها المواطنون من هذه الحكومة.
وقال يعلم الجميع صعوبة وتعقيدات المرحلة لكن الإرادة ان توفرت فيمكن تجاوز كل ما خلفه العدوان على البلاد طيلة سنوات الحرب من تدمير في البنية التحتية بعد أن دمر وقصف العدوان وأجهز على أهم المقومات الاقتصادية الأمر الذي يُلقي بأعباء جسيمة على حكومة التغيير والبناء تتمثل في تحديد الأولويات التي يجب البدء في التعامل معها.
ونوه البروفيسور الترب الى ان الأيام الماضية اثبتت القيادة الثورة والسياسية في صنعاء على تجاوز كل الظروف خاصة في مواجهة قوى الشر نصرة لفلسطين وكسرت هيمنة أمريكا وبريطانيا في البحر فبعد عقود من الزمن والولايات المتحدة تستعرض قوتها البحرية ومفخرة صناعتها العسكرية في المحيطات والبحار عبر سلسلة من حاملات الطائرات والغواصات وترهب بها دول العالم إلى أن جاءت عملية المواجهة العسكرية المباشرة مع البحرية اليمنية وقوتها الصاروخية الضاربة، لتبدو بعدها أمريكا وبريطانيا على حقيقتهما واللتين ظلتا تخفيانها عقوداً طويلة، وليعرف العالم كله الحقيقة الكاملة عن القدرات العسكرية البحرية الأمريكية والبريطانية.
وأضاف ان المتابع للأحداث وما تحقق من نجاحات في البحر الأحمر سيكتشف إن أمريكا ليست سوى بالونة منفوخة صنعتها آلة الحرب الإعلامية الأمريكية الغربية لتخيف العالم وتملي شروطها وأوامرها وأن الوقوف أمامها ممكن إذا وجدت الإرادة والقرار الوطني المستقل لكن منطق الواقع، بعد عملية طوفان الأقصى، كسر هذه القاعدة وأظهر أمريكا على حقيقتها وأزال أوراق التوت التي ظلت هذه الدولة الاستعمارية تتخفى خلفها وأبرز إمكانياتها وقدراتها العسكرية التي أصبحت الآن محل شك على المستوى الدولي بعد أن جرعتها القوة الصاروخية والبحرية اليمنية مرارة الهزيمة وبشكل يومي في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب ليتضح جلياً للعالم كله أن أمريكا وحليفتها بريطانيا ليستا سوى نمور من ورق.
وتابع البروفيسور الترب ان هذا النجاح الكبير على المستوى العسكري يجب ان ينعكس أيضا على الواقع الاقتصادي ويتم التركيز في المرحلة المقبلة عليه حيث يأتي الجانب الاقتصادي كأولوية ملحة أمام الحكومة كون الاقتصاد يمثل عصب الحياة في أي دولة وبه يحدث التغيير الإيجابي المنشود لأي حكومة كانت إذا تعاملت معه بجدية وحكمة وعقلانية لأنه على صلة مباشرة بحياة المواطنين المعيشية، وهو لبنة النهوض بأسس الدولة التي تنشدها حكومة التغيير لذا فمن الطبيعي أن تولي الاهتمام اللازم لعملية البناء الاقتصادي لتحقيق جملة من المهام تحتمها الظروف الراهنة ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا.