العرب ودرس غزة!!
الشاعر / صلاح محمد المقداد
كُل شيءٍ غير غزة وهم
ومُثيرُ في المدى للجدالِ .
كُل وعيُ غير غزة زَيفُ
وهُدى القوم يستوي بالضلالِ
كُل وجهٍ غير وجه ثراها
ليس فيهِ أثراً مِنْ جمالِ
وحدها غزة تزيدُ ضياءً
وبهاءً يستفزُ الليالي
تتجلى لمن يراها إباءً
وفداءً لنفيسٍ وغالي
فعلى أرضها الوفاء رجالاً
أكدوا صدقهُ بزينِ الفعالِ
وأبُوا الذل والهوان غيارى
واستحقوا مالهُم مِنْ جلالِ
لغزةِ المجد والشموخ سلامُ
والتحايا لها في كل حالِ
ولاسواها تستحقُ ثنائي
وحُسن ذكري في سياق المقالِ
إنها قطعةً مِنْ الروح تسري
داخلي وأنا على الإنذهالِ
وهي وحدها على العهد أوفى
وحول غزة من بها لايُبالي
خذلوها الجميع والموت فيها
مااكتفى أبداً بأي نوالِ
فالصواريخُ والقنابلُ تُلقى
على رؤوسٍ شمخت للأعالي !
تحصد الكل في ثواني وتُردي
أبرياءً على حساب التوالي
والمئاتُ بها في كل يومٍ
يقتلون بها بأيدي احتلالِ
والعرب شُغِلُوا عنها جميعاً
ولهُو لهوهُم على سُوءِ حالِ
تركوا غزة لهول المنايا
تصطلي وحدها بنيرانِ قَالِي
خذلوا غزةً ولم ينصروها
وهي لم تزل بطور القتالِ
خَيَبُوا ظنها ولم يسعفوها
بالذي يُبتغى عند النزالِ
إنهُم أمةً بلا أي معنى
لنْ تزيد بهم سوى مِنْ خَبَالِ
إنهُم جيفةً تفُوحُ نتانًا
تُزكم الأنف وتُماهي اعتلالي
إنهُم هكذا بلا أي جدوى
وانتفاعي بهم بعض مُحالي
إنهُم تعبُ لغاياتِ نفسي
وبأمثالهم يعزُ منالي !
فبهم أُحبطتْ فعالي اللواتي
كنتُ أنسبها لزين الفعالِ .
إنهم هكذا على أي حالِ
مُذْ تخلوا عن حميد الخصالِ
ولا أراهُمْ غير أقبح شيءٍ
بوجُوهٍ تستوي بالنعالِ .
وما سمعت بهِ عن القوم يدعو
لأغلظ القول وأزيد انفعالي
ما هجائي لهم بغيًا وظُلمًا
وافتراء يُنسجُ مِنْ خيالي
وعرب اليوم ماعساهُمّ يكونُوا
غير شيءٍ مُحَيِر لسؤالي !
شُبِهُوا بالرجال والحق أني
لاأراهُم مِنّ عدادِ الرجالِ
خانُوا القدس الشريف جميعًا
وفلسطين تشتكي مِنْ عُضَالِ
غزة تستجيرُ بالعُربِ موتى
وليس فيهم من عليهِ اتكالي
كم سُؤالٍ يُثار مِنّ دون ردٍ
ولستُ أدري من يطمئنُ بالي ؟!
هل الشجاعة أصبحت فعل ماضي
وكَل شأنُ يُبتنى للقلالِ ؟
أم العروبة كادت اليوم تغدو
شر حَملٍ جائرٍ في الثقالِ ؟
أم المروءة لم تعُد ذاتَ معنى
وما نراهُ صار يُزعج بالي ؟
غزة تُركت لموتٍ زؤامٍ
وبدت وحدها بوجه النكالِ
أين مصر ودورها هل تخلتْ
عن الريادة وفعلها بإنشغالِ ؟
ودمشقُ الوليد ماذا دهاها
لاتُبالي بما الجميع يُبالي ؟
وصوت بغداد يتخافتْ ذُلاً
والبقايا على موقف الإختذالِ
أين تلك الجيوش وعرض قواها
كالنعامات اختفت في الرمالِ ؟
كُلهم سكتوا سكوتاً مُريباً
ومن الجبن ماغدى من تمالي
ولزوم الصمت منهم مُهِينًا
لايليقُ بهم في كُل حالِ
ألا يروا غزةً تُبادُ وتُفنى
وأهل غزة بعض أهلي وآلي ؟
مالهُمْ هكذا بدون حياءٍ
وبلا نخوةٍ وعزم رجالِ
غزة تُستباح ليلاً نهاراً
وأمة العُرب كلها بإنشغالِ
كلهُم آثروا السلامة جُبناً
وما لهمك يا بن غزة جالي
استكانوا حيث ذلوا وهانوا
وتنادوا إلى شرور المآلِ
لعنة الأرض والسماء عليهم
مَنْ لغزة قد اتوا بإختذالِ
وإلى غزةٍ تُشير بناني
وقد أشدُ إلى ثراها رحالي
فعلى أفقها يلوحُ انتصاراً
وكيان العدو دنى من زوالِ
فبها فتية يزيدوا ثباتاً
والشموخ لهم لا للجبالِ
سطروا فخرهم بكل كتابِ
واليقين بهم نبا بإرتجالِ .
شرف السبق لحماسٍ بهذا
ما توانتْ أبداً عن نضالِ
وسرايا الجهاد تزهُو بفعلٍ
ما شهدناهُ في السنين الخوالي
ثبتوا صمدوا بوجه عدوٍ
لأذى الكل يكثر بإعتمالِ
وابن عباس العميل تناسى
دورهُ المُفترض بذات النضالِ
يتماهى مع العدو ويسعى
للذي رامهُ بكل احتيالِ .
علمي العُرب غزة أن يكونوا
إنْ أرادوا مِنّ رجال الرجالِ
علميهم غزة درس عزٍ
يفهموهُ جيداً من خلالي.
فأنا شاعر يُجيدُ كلاماً
ليس يغني قولهُ عن فعالِ
لا أبالي بالملاماتِ منهم
أو وعيدٍ مِنْ ذوي الإبتذالِ
انطق الحق وأقول بصدقٍ
لغزةٍ لا لهُم كل الكمالِ .
غزة العز والفداء كفتني
ذلك الفخر بعزيزٍ وغالي
ياثراها التي أبت ذل شعبٍ
اصمدي واثبتي بوجه النكالِ
علمي العُرب أن يكونوا رجالاً
واخبريهم مقصدي في المقالِ
علميهم كل درسٍ مُفيدٍ
قد نسوهُ في سبيل المعالي
علمي الأغبياء إنا ازدرينا
مَنْ نراهُم من عداد السِفَالِ
علمي العُرب أن يكونوا كبارا
فالتقزم مُزريًا بالرجالِ !
وانصحيهم أن يكونوا أباةً
واسخري غزة بأي وبالِ