خربشات غزاوية
احمد صالح/
الرحلة الى غزة شاقة وشائقة..
كلنا نصرخ ولكن لا حياة لمن تنادي
ربما السماء افرغت احشاءها
ربما ارحام غزة تقيأت حمماً
وعروبة اليوم في غيها لاهية..
*****
غزة لم تمت بل تظل شامخة
رغم الأين والأنين والحنين
إنها صرحت حتى الصمت المكبوت
ابواب السماء فتحت لها
لكن زخات المطر لم يؤذن لها
قيل انها صرخت بكل قواها
فكان الصبر عند عتباتها
وكان الثبات عند وفائها
***
غزة لم تمت
بل تظل نوراً.. وناراً لكل العابرين
حتى لو اعياها الصبر
ونسيت كل ما روت
ما يحدث في غزة آية للعالمين
دماء تسفك.. ارواح تباد
وجرائم نكراء تقشعر منها الأبدان
اين عروبة اليوم..؟!
نائمة في خدرها كعروس مدللة
نساء يصرخون.. وأطفال يئنون
ولا حياة لمن تنادي
***
اف لعروبة اليوم
قلوب ثملة وعقول خواء
اسقمها الداء..
وأعماها الثراء
غزة تغوص في احزانها
حرائرها بين العراء
لاغذاء.. لا دواء
امة العرب تفترش الدماء
الي اين تمضون..؟!
وكل الناس قد مضوا
كتموا عشقهم للأرض للوطن
عروبة اليوم جرباء..
***
لا دين لها لا وفاء
تظل عرجاء وإن وفت
غزة لم تمت
رغم الدماء.. والأشلاء
رغم الصمت العربي المخزي
لم تمت.. ولن تموت
ستظل ايقونة العرب في سماء الوطن..
غزة تروي الصخر والحجر في زمن الموت
ليلها.. نهارها لا يبقي لا يذر
في رحم ارضها رجال لم يولدوا بعد
كم من اناس ماتوا..
ولكن اراهم كالجبال الراسيات
فاطمة لم تمت
***
بل اراها تذرع الظلام..
أهذه الآلام .. والدماء.. والأشلاء
شهادة الميلاد..
من وجع الأرض يضيء النور
ينهض الموتى من القبور
لن يموت الليل قبل الديجور
هكذا كان قدرهم
حظي دخان وأمطار رماد
هكذا تمضي بنا السنون
من منفى الى منقى
بلا وجه.. بلا قناع
غزة تنام بلا فجر
عاصفيرها تئن تحت الصقيع
الليل مات
النهار مات..
وقمر غزة الحزين لم يمت
تغطيه الأشلاء والدماء
الزيت لن يجف.. البذرة لن تموت
غزة لم تنم.. غزة لم تمت