القدرات اليمنية تبرهن قدرتها على تنفيذ عملياتها بدقة عالية
غالية حمود الحمادي
بعد طوفان الاقصى في نوفمبر 2023م باشرت القوات المسلحة اليمنية باستهداف سفن الشحن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في البحرين الأحمر والعربي بصواريخ ومسيرات مما يؤكد تصاعد العمليات البحرية اليمنية في الفاعلية وقوة التأثير
ذلك النشاط المكثّف للقوات المسلحة اليمنية مطلع الشهر الجاري، وخلال الشهرين الماضيين بتنفيذ أكثر من عشر عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن، وما أعلنته القوات المسلحة اليمنية عبر ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع عن تنفيذ عمليتين وصفتهما بالنوعيتين استمرتا 8 ساعات في البحرين الأحمر والعربي، وقد استهدفتا خلالهما حاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لينكولن" ومدمرتين أمريكيتين في البحر العربي بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة وهي واحدة من أبرز عملياتها التي تؤكّد تصاعد نشاطها العسكري في دعم فلسطين، وآخرها ما أعلنت عنه القوات المسلحة قبل ثلاثة أيام (الأحد الماضي) عن تنفيذ عملية عسكرية نوعيةً ضد عدد من الأهداف العسكرية والحيوية للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا ومنطقة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلة وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها أن سلاح الجو المسير نفذ العملية بعدد من الطائرات المسيرة، مؤكدة أن العملية حققت أهدافها بنجاح وأكدت أنها ستواصل عملياتِها العسكرية رداً على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.
وتأتي هذه العمليات في سياق استراتيجي واسع يتجاوز مجرد استهداف السفن وأن نجاح اليمن في تنفيذ عمليات نوعية يعكس تزايد قدراته العسكرية وتأكيده أن الحصار البحري على إسرائيل سيستمر وتبرهن هذه العمليات فشل الاستراتيجيات الغربية في مواجهة تصاعد واستمرار عمليات الإسناد اليمنية لغزة ولبنان، كما أنها تؤازر أوراق الضغط المتصاعدة من جبهات الإسناد على معسكر الأعداء، ويبقى الثابت الوحيد أن العمليات اليمنية إسنادية لفلسطين ولبنان، ولا تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل أو تلك التي تنتهك قرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
إن العمليات العسكرية اليمنية تأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز موقفهم الإقليمي؛ فمنذ بداية معركة واستهداف أنصار الله للأهداف الإسرائيلية سواء عبر الهجمات الصاروخية والمسيّرة أَو العمليات البحرية يعكس قدرتهم الكبيرة والمتزايدة على تنفيذ عمليات معقدة تتجاوز الحدود اليمنية؛ في المقابل من ذلك غدا الكيان المحتل وحماته مسخرة بكل قدراتهم العسكرية والإمكانات أمام الضربات اليمنية وليس لهم من بأسنا مفر؛ حتى تنتهي الحرب والحصار على غزة ولبنان وكل المستضعفين في كـل بقاع الأرض.
وفي المقابل فقد شن العدوان الامريكي البريطاني الغاشم والفاشل يوم الاثنين الماضي 7 غارات على مفرق برط وسفيان في محافظة عمران، وعلى منطقة الرحبة في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة ويأتي هذا العدوان السافر بعد أن بثت القوات المسلحة اليمنية الجمعة الماضية صورا للحظة إسقاط مسيرة أمريكية من نوع "إم كيو-9" بصاروخ أثناء قيامها بأعمال عدائية في محافظة الجوف وبحسب الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع فقد ارتفع عدد هذا النوع من المسيرات التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية خلال معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" دعما لمعركة طوفان الأقصى التي انطلقت منذ عام إلى 12 طائرة.
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وتسبب بتفعيل صفارات الإنذار في منطقة البحر الميت والعربة، فالعمليات الأخيرة تؤكّد تطور القدرات اليمنية في الصراع البحري، وتبرهن قدرتها على تنفيذ عمليات بدقة عالية رغم الضغوط الدولية وهذه الرسائل تعكس قوة التصعيد اليمني والتحديات الكبيرة التي تواجهها القوى الغربية في الحفاظ على استراتيجياتها ليس في البحر فقط بل في المنطقة كلّها، في ظل تمسّك القوات المسلحة اليمنية بمعادلة الحصار مقابل الحصار بتسجيلها أكثر من 187 عملية خلال فترة طوفان الأقصى وبمعدل عملية وأكثر كل يومين ضمن مسار تصاعدي يجري تطويره بشكل مستمر ما لم يتوقف العدوان والحصار على غزة ولبنان.
وفي الختام إن القوات المسلحة اليمنية أصبحت قوة متطورة تمتلك صواريخ كروز باليستية وصواريخ فرط صوتية وصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة قادرة على استهداف أهداف بحرية وجوية بدقة عالية وتعد تلك القدرات العسكرية جزءاً من تحول استراتيجي يتيح لها تهديد السفن الحربية التجارية والقتالية العابرة عبر هذه الممرات البحرية، ومع تطور الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز تغيرت قواعد الاشتباك، وبالتالي أصبح الجيش الأمريكي في البحر الأحمر في مواجهة مع تحديات جديدة تفرضها القوات المسلحة اليمنية، وهو ما أكده السيد القائد عبدالملك الحوثي في كلمته الأسبوعية بأن القوات المسلحة اليمنية ستواصل دعم المقاومة مهما كلف ذلك من أثمان، وكل هذا يأتي لمضاعفة الضغط والحصار على الأهداف المرتبطة بالعدو الإسرائيلي تضامنا مع غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر2023م ومن أجل وقف العدوان البربري الصليبي على غزة ولبنان وقواتنا المسلحة لهم بالمرصاد "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".