محليات

وكيل محافظة البيضاء الشيخ ناصر الوهبي لـ« 26 سبتمبر » انتصارات البيضاء صنعت التحولات العسكرية نحو تحرير مارب

وكيل محافظة البيضاء الشيخ ناصر الوهبي لـ« 26 سبتمبر » انتصارات البيضاء صنعت التحولات العسكرية نحو تحرير مارب

القاعدة فشلت في جعل البيضاء محور ارتكاز للسيطرة على 8 محافظات يمنية
فجر الحرية أفشلت المشروع الإرهابي الأمريكي وأدواته في خاصرة اليمن
قال وكيل محافظة البيضاء، الشيخ ناصر الوهبي: "إن تطهير مديريات البيضاء من القاعدة وداعش

صنع تحولات عسكرية كبيرة في الاتجاه نحو تحرير بقية مناطق مارب" مؤكداً أن عملية فجر الحرية مثلت صفعة مدوية وخسارة فادحة للمشروع الإرهابي الفوضوي الذي تتزعمه أمريكا وأدواتها في اليمن، مشيرا إلى أن مديريات البيضاء بحاجة للتنمية الملموسة فالى نص الحوار:
حوار:محمد العلوي
حدثنا عن الأبعاد الإستراتيجية لعملية فجر الحرية في محافظة البيضاء؟
>> عملية فجر الحرية الإستراتيجية، تم الإعداد والتخطيط لها بشكل دقيق ومحكم، تجلت خلالها العبقرية العسكرية اليمنية، والمعلومات الاستخباراتية، لتطهير ما تبقى من مديريات محافظة البيضاء خلال 48ساعة، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية وفي مقدمتهم أبناء قبائل البيضاء الشرفاء الأحرار تحرير 2700كم، في ثلاث مديريات، وجزء من مديرية مكيراس، طوت محافظة البيضاء خلالها صفحة سوداء عاشتها وعانى أهلها الويلات والمآسي من العناصر الإرهابية الإجرامية.
النجاح الاستثنائي لعملية فجر الحرية، مثلت صفعة مدوية وخسارة فادحة للمشروع الإرهابي الفوضوي الذي تتزعمه أمريكا وأدواتها في اليمن والمنطقة، لتصبح البيضاء قلعة وحصناً منيعاً في تأمين الجيش واللجان الشعبية في عملية تحرير المناطق المحتلة في شبوة ومارب، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام.
خلال الفترة الماضية راهنت دول تحالف العدوان على العناصر الإرهابية من تنظيمي القاعدة وداعش بالسيطرة على كافة مديريات المحافظة، للتمدد إلى بقية المحافظات الحرة، إلا أن مخططاتهم باءت بالفشل، ليتنفس مؤخراً أبناء المحافظة فجر الحرية، والاتجاه نحو مرحلة من الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة بإذن الله لذلك عملية فجر الحرية الواسعة كشفت العلاقة الوثيقة بين التحالف وعناصر القاعدة وداعش، في خوض معركة البيضاء،  والاعداد المبكر لها من خلال، نقل العناصر الإرهابية من سوريا عبر الطيران التركي إلى عدن، وتأمين وصولها إلى مارب، وتوزيعها في بعض مديريات البيضاء، بالإضافة إلى وصول دفعات أخرى من تركيا إلى موانئ شبوة وأبين عن طريق البحر، والزج بهم إلى معركة الهلاك في البيضاء مطلع العام الجاري 2021م، التي ارتبطت بمركز عمليات تحالف العدوان في مارب والرياض، وتوفير الدعم اللوجستي من الإمداد والتسليح والغطاء الجوي الواسع لها، يؤكد عدم وجود حاضنة مجتمعية وشعبية لتحالف العدوان في البيضاء.
ما التحولات العسكرية والسياسية التي حققتها عملية فجر الحرية؟
>> الملاحظ بل والمؤكد أن عملية فجر الحرية الخاطفة التي استكملت تحرير مديريات البيضاء من قبضة العناصر الإرهابية، فضحت البعبع الأمريكي والهيلمان التي كان يعطيها للقاعدة وداعش، حيث أن عملية فجر الحرية بعثت رسالة للعالم أجمع، إن تلك العناصر سوى قشة وقوة كرتونية أمام الانتصارات التي سطرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية.
وعملية فجر الحرية لم تصنع تحويلات أمنية لأبناء البيضاء، بل على إثرها تم تحرير 4 مدريات في شبوة "بيحان عسيلان، عين، مرخة العليا"، وعدد من المديريات الجنوبية لمحافظة مارب، وقطع خطوط إمداد العدو بفصل شبوة عن مارب، والاتجاه نحو تحرير ما تبقى من مديريات مارب، وسط دعم وإسناد كبير من أبناء القبائل الذي كان لهم الدور الكبير في تحرير مناطقهم وتأمينها.
تطهير مديرية الصومعة آخر معقل للقاعدة وداعش.. ما الذي يمثله لأبناء البيضاء؟
>> الجميع يدرك أن منطقة الصومعة كانت معقلا رئيسيا من معاقل تنظيم القاعدة في البيضاء، وكانت تخضع لعمليات تحالف العدوان في توزيع العبوات الناسفة في بقية مناطق البيضاء، والمحافظات الحرة حيث شكلت عملية تطهير الصومعة من رجس تلك الجماعات التكفيرية، نقطة تحول هامة واستثنائية في تعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار بين أبناء المحافظة، وإنهاء مرحلة عانى منها الأهالي شتى أنواع الجرائم وويلات الرعب والتهديد تحت ضغط نفسي شديد من الشعور بعدم الأمان على حياتهم.
وللأسف الشديد من خلال تواجد عناصر القاعدة وداعش كانت تهمة الإرهاب  تلتصق بالبيضاء وابنائها، وتصويرها على أنها محافظة مغلقة للقاعدة، بالرغم أن العناصر المحسوبة على أبناء المحافظة قليلة جدا، ولكن معظمها كانت من خارج المحافظة بما في ذلك عناصر من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية بما في ذلك السعودية، استطاعت البقاء والتواجد في مناطق واسعة بسبب محدودية الكثافة السكانية والتوزيع الجغرافي.
ما الأسباب التي تقف خلف بداية توسع العناصر الإرهابية في البيضاء؟
>> تواجد عناصر القاعدة في بعض مديريات البيضاء عكست صورة سلبية عن أبناء قبائل المحافظة الشرفاء، وبصراحة هناك عناصر محدودة وقليلة جدا لا تتجاوز نسبة 1% من المحسوبين على أبناء المحافظة، ولا يساوون شيء من إجمالي العناصر الإرهابية، الذي تم استقطابهم بداية عبر المشروع الوهابي التكفيري، تحت مسمى الدفاع عن الدين، بينما في حقيقة الأمر هدفهم تدمير كل مقومات الحياة في اليمن، واختيار البيضاء بالذات لم يكن محض الصدفة بل خضعت المنطقة للدراسات العسكرية ابتداء من الموقع الجغرافي والتركيبة الاجتماعية القبلية مع محيط المحافظة التي مثلت محور التقاء 8محافظات يمنية هامة منها 4جنوبية، و4شمالية، بينها محافظتا مارب وشبوة الغنيتان بالنفط والغاز، وجعلها أرضاً خصبة للعمليات الإرهابية، عن طريق إنشاء وتأسيس عدد من المعسكرات التدريبية وإرسال المئات من العناصر إليها.
لم تكن تلك العناصر الإرهابية سوى أدوات رخيصة تنفذ أجندات مشروع الهيمنة الأمريكية على اليمن لاسيما بعد حادثة تفجير البارجة الأمريكية كول في ميناء عدن، لتبدأ في العام 2004م مخطط زرع القاعدة في البيضاء التي تعتبر قلب الجمهورية اليمنية، لاحتلال البلد تحت ذريعة الإرهاب على الطريقة الأفغانية وكما هو معروف جاء اختيار البيضاء لتكون معقلاً للعناصر الإرهابية بعد دراسة وابحاث عن سمات وثقافة المجتمع القبلي، الذي يسهل التأثير عليه باسم الدين، لما يتمتعون من غيرة وحمية، والاحتماء بهم ليكونوا نصرة لتلك العناصر، دون إدراك أو وعي منهم بطبيعة المشروع والمخطط الإرهابي الذي يحاك ضد مناطقهم واليمن بشكل عام حيث اكتوى أبناء البيضاء بنيران الإرهاب وجرائمه الشنيعة من القتل والتنكيل ومعرفتهم بالمخططات القذرة للعناصر الإرهابية بحق مناطقهم، بفضل الله والمسيرة القرآنية التي عززت مستوى الوعي بين أبناء القبائل، اتجه الأحرار والشرفاء من أبناء البيضاء وكانوا في طليعة الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العناصر الإرهابية، لتطهير مناطقهم منها بعد أن اذاقتهم الويلات والمعاناة، مقدمين قوافل من الشهداء العظماء، لينعم أبناؤهم بالأمن والسلم الاجتماعي.
ما المخطط الذي كانت تلك العناصر تسعى لتحقيقه عن طريق تواجدها في البيضاء؟
>> كما أسلفت سابقا.. كان المخطط كبيراً وواسعاً يعطي أمريكا من خلال تلك العناصر الصلاحية الواسعة للسيطرة على اليمن، وكانت مرشحة بذلك بعد افغانستان بذريعة "مكافحة الإرهاب" الذي هو صناعة أمريكية بامتياز، وهذا ما اتضح جليا وكشفت عنه معارك تطهير البيضاء ابتداء من رداع ومرورا بمناطق قيفة غيرها وصولا للصومعة، تلقي العناصر التكفيرية الدعم المالي والمادي وامتلاكها أحد الأسلحة الأمريكية الحديثة، التي من خلال البيضاء تستطيع التوسع بين القبائل المحيطة بها في شبوة ومارب ويافع في لحج وأبين وجبن في الضالع، التي ترتبط ارتباطاً تاريخياً ثقافياً واجتماعياً في إطار التكوين الجغرافي الواحد إلا أن تحذيرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في نهاية العام 2014م، الموجهة لأبناء البيضاء، عن مخطط يستهدف المحافظة وأبناؤها، وفي خطابات مناسباتية مختلفة، عززت  الاستشعار الحقيقي بالمسؤولية بين أبناء قبائل البيضاء الأحرار تجاه مناطقهم، في توحيد الصفوف وتدارس الموقف الموحد لقلع جذور تلك العناصر الإرهابية التي تغلغلت في اوساط المجتمع البيضاني، وهذا ما تحقق في عملية فجر الحرية.
ما حجم التآمر على البيضاء؟
>> الجميع يعرف ويدرك جيدا، أن المواجهات كانت تحيط بكافة مناطق المحافظة من قبل التحالف، بالإضافة إلى مواجهات عنيفة مع عناصر القاعدة في قلب المحافظة والمناطق الداخلية، كان أبناء البيضاء هم من يدافعون عن مناطقهم، إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، الذين استطاعوا افشال مخطط السيطرة على المحافظة ولك أن تتخيل المشهد العسكري المحيط بالمحافظة دون احراز أي تقدم للتحالف في كافة المناطق الواقعة على جبهة مارب وأبين وشبوة ولحج، امتدادا من ردمان وقانية وناطع ونعمان وطياب والحازمية والصومعة ومكيراس وذي ناعم والزاهر وقيفة والقريشية وولد ربيع وفي جبن حدود الضالع، وصمود البيضاء وابنائها كان واضحاً في وجه العدوان الذي لم يتقدم في أي منطقة.
أدرك أبناء البيضاء حجم المخاطر المحدقة بهم وبمناطقهم ليشكلوا كتائب وألوية قتالية ضمن قوام وزارة الدفاع، من كافة أبناء القبائل، وخاضوا ملاحم بطولية في معركة فجر الحرية، ولهم حضور فاعل في تأمين مناطقهم، ومشاركة في جبهتي مارب وشبوة، وجبهة ما وراء الحدود.
ما تأثير تلك العناصر الإرهابية على مستوى التنمية المحلية؟
>> طبعا معظم مديريات البيضاء غابت عنها أبسط مقومات التنمية، في قطاعات مختلفة منها التعليم والصحة وشبكة الطرقات، والأمن والاستقرار، جعل منها بيئة خصبة لبقاء العناصر الإرهابية، نتيجة تدهور التعليم وفرض سياسة التجهيل في كثير من المناطق ليسهل استقطاب النشء والشباب وتكريس ثقافة الفكر الوهابي التكفيري، عن طريق دورات دينية مغلوطة هدفها تفخيخ العقول والدفع بهم لتنفيذ عمليات انتحارية وللأمانة عانت البيضاء الكثير من العمليات والجرائم الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن، وأزهقت أرواح العشرات من الأطفال، والأكثر قبحا وإجراما، العملية الانتحارية التي استهدفت حافلة تقل طالبات مدرسة الخنساء في مدينة رداع خلفت أكثر من 30قتيلاً بينهم 20طالبة.في ديسمبر 2014م، وغيرها من الجرائم التي استهدفت عدد من مشايخ البيضاء ورموزها ولم يكن ذلك فحسب، بل وصل الحال في بعض المديريات انها تفتقر للكادر الصحي والتعليمي من ابنائها، بسبب أن معظم المناطق اصبحت بيئة طاردة دفعت بالمئات من شبابها نحو الاغتراب في مختلف الدول، هروبا من البطالة والتهميش الذي طال أبناء المحافظة منذ ستينات القرن الماضي ولهذا أن أبناء البيضاء بعد نجاح عملية فجر الحرية في تطهير مناطقهم من العناصر الإرهابية وترسيخ الأمن والاستقرار يتطلعون  إلى البناء والتنمية.
من أي زاوية تقرأ اتساع ظاهرة الثأر بين أبناء قبائل البيضاء خلال الفترة الماضية؟
>> عندما سعى المشروع الأمريكي الصهيوني، والإسناد  لعناصره من القاعدة وداعش بالسيطرة على البيضاء، عبر الفكر الوهابي الذي استهدف النسيج الاجتماعي لأبناء البيضاء بشكل خاص واليمن بشكل عام، بإشعال فتيل الثأر بين أبناء القبائل، والقبيلة الواحدة، وتغذية الصراعات تحت عناوين تكفيرية مختلفة، الأمر الذي أتاح للعناصر الإرهابية بالبقاء والتكاثر في مناطق البيضاء، على حساب الاقتتال أبناء القبائل، لتصبح الأسواق المحلية ساحة شبه يومية لتصفية الثارات.
في الوقت الراهن ما دوركم في السلطة المحلية بحل قضايا الثأر وتحقيق السلام بين قبائل المحافظة؟
>> هناك جهود كبيرة تبذل للحد من هذه السلوكيات والظاهرة التي لا تعبر عن أخلاق أبناء قبائل البيضاء المشهود لهم بالإخاء ووحدة الصف ضد الظلم على مدى التاريخ واسهمت توجيهات السيد القائد إلى حل الكثير من قضايا الثأر وتحقيق التصالح بين قبائل البيضاء، وتوحيد الصف في مواجهة تحالف العدوان الذي يستهدف الجميع دون استثناء، من خلال تشكيل لجان لحل الثارات التي انجزت ما يقارب 60% من تلك القضايا.
في الوقت الراهن بعد تطهير البيضاء وتأمينها من قبل ابنائها الشرفاء، انتقلت السلطة المحلية بالوصول إلى كافة المناطق والمديريات، والدعوة من خلال اللقاءات المستمرة إلى نبذ الخلافات وتوحيد الجهود وحشد الطاقات في التنمية المحلية.
كيف تصف الوضع الإنساني في المناطق المحررة؟
>> حقيقة الوضع الخدمي كارثي وسيء للغاية نتيجة سيطرة العناصر الإرهابية على تلك المناطق، كان معظم أبناء تلك المناطق نازحين، والبعض الآخر في سجون القاعدة، وتعرض عدد كبير لمختلف أنواع التعذيب الوحشي والإجرامي، ويعرف الجميع ما تعرض له الطبيب مطهر اليوسفي من القتل والصلب وتدمير تلك العناصر العام الماضي، مركز الصومعة الصحي بالعبوات الناسفة، حتى أن المجاهدين وجدوا عشرات المواطنين في سجون القاعدة وبعد عملية التحرير وجهت قيادة السلطة المحلية بمحافظة البيضاء ممثلة بوكيل أول المحافظة- القائم بأعمال المحافظ حمود شتان، المكاتب التنفيذية والوكلاء بالنزول إلى المديريات المحررة وحصر الأضرار وتقديم الخدمات الإغاثية للمواطنين، وإمداد 38 من المراكز والوحدات الصحية بالأدوية والاحتياجات اللازمة، واعادة العاملين اليها لتقديم الخدمة للأهالي، وللنازحين العائدين إلى مناطقهم، بما في ذلك عودة بعض أسر الموالين للعدوان.
ما الذي يجب على حكومة الإنقاذ القيام به تجاه المحافظة في الوقت الراهن؟
>> بعد تطهير مناطق البيضاء نأمل أن تكون هناك توجهات جادة من القيادة الثورية والسياسية وحكومة الإنقاذ لتحقيق التنمية الملموسة للأهالي في مديريات المحافظة التي عانت غياب الخدمات التعليمية والصحية والمياه والطرقات وجعلها أولوية المرحلة، لأن أبناء البيضاء عانوا الكثير ودفعوا الثمن خلال تواجد العناصر الإرهابية طيلة الفترة الماضية.
كيف تنظر إلى تعاطي الأمم المتحدة ومنظماتها مع الأوضاع الإنسانية الكارثية في اليمن؟
>> بالنسبة للأمم المتحدة هي الكارثة بحد ذاتها، لأنها من تقف خلف مأساة الشعب اليمني، لأنها جعلت من معاناته سلعة لتحقيق الأرباح لمنظماتها التي تدعي الإنسانية، لا يوجد لها دور في فتح ميناء الحديدة أو مطار صنعاء، أو حتى إدخال سفن المشتقات النفطية، وتوقف الخدمات الصحية والعلاجية في المستشفيات، أسهمت بوفاة المئات من المرضى، منهم مرضى الغسيل الكلوي، وعدم مقدرة الآلاف منهم للسفر ومطار صنعاء لا يزال مغلقاً، بالإضافة إلى توقف مشاريع مياه الشرب جراء انعدام الوقود وهناك تواطؤ من الأمم المتحدة لإطالة أمد الحرب على اليمنيين واستثمار الحصار المفروض عليه لتجويعه، ويجب على الجبهة الزراعية أن تتجه لتحقيق الأمن الغذائي، وأن توازي النجاحات التي حققتها الجبهة العسكرية في النهوض بالصناعات الحربية المتطورة من القوة الصاروخية والطيران المسير التي أصبحنا نستهدف العمق السعودي بعد سبع سنوات من الحرب.
ما حجم التقدمات العسكرية للجيش واللجان الشعبية لتحرير بقية مناطق مارب؟
>> بعد عملية فجر الحرية، وكما أسلفت بالحديث سابقا الحديث عن أهمية موقع البيضاء الجغرافي، انطلقت منها عملية واسعة لتحرير أربع مديريات في شبوة، لم يكن يتوقعها تحالف العدوان، والاتجاه من بيحان شبوة، نحو الشمال لتطهير ما تبقى من مناطق محافظة مارب، التي حقق الجيش تقدمات واسعة في حريب والعبدية والجوبة، بعد فصل شبوة عن مارب، ليصبح الخونة وعملاء الخارج محشورين في النسق ما قبل الأخير من مدينة مارب، وتواجدهم في مديرية الوادي وبعض من المناطق الجنوبية للمدينة وأصبحت الثروات النفطية والغازية وإيراداتها التي هي ملك لأبناء الشعب، بيد التحالف وعناصر الإصلاح التي تستثمر أموال الشعب في تركيا، دون الاستفادة منها في التنمية المحلية لذلك عملية "الفتح المبين" لتحرير بقية مناطق مارب، ستعمل على كسر الحصار المفروض على أبناء الشعب اليمني، من الوقود والغاز، وإعادة تشغيل محطة الكهرباء، ودفع مرتبات الموظفين من ثروات اليمن الطبيعية كما كانت قبل نقل البنك إلى عدن.. بالتأكيد ستكون تحرير مارب مرحلة فارقة في معركة الصمود، ونقطة انطلاق لتحرير كل المحافظات المحتلة.
على ذكر المحافظات الجنوبية.. ما الذي حققه التحالف للمواطنين هناك؟
>> ما يحدث في المحافظات المحتلة كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. انتهج التحالف و"حكومة المرتزقة" سياسة التجويع الممنهج وتدمير الخدمات وتردي الوضع الأمني بإنشاء مليشيات متعددة قائمة على المناطقية ، اسهمت في تنفيذ الاغتيالات والاختطافات شبه اليومية، بالإضافة إلى تدهور الوضع المعيشي جراء انهيار سعر الريال اليمني أمام الدولار ليكون ضعف ما هو بصنعاء، وسط عجز عن توفير الوقود لتلك المناطق، التي انطلقت ثورة الجياع ضد التحالف مطالبة برحيله من اليمن، مطالبين بعودة الجيش واللجان الشعبية إلى هناك.
ما الذي تود قوله لأبناء محافظة البيضاء؟
>> لقبائل البيضاء الشرفاء الأحرار الفخر والاعتزاز بتطهير محافظتهم، لأنهم انتصروا لأنفسهم أولا وللوطن والشعب ثانيا، مسجلين موقفا بطوليا في صفحات التاريخ اليمني، التي ستتفاخر بمآثرهم وبطولاتهم وتضحياتهم الأجيال من بعدهم.
وأوجه رسالة لأبناء القبائل التي لازالت تحت وطأة المحتل الأجنبي في مارب، أن يقتدوا بأبناء البيضاء الذين يتنفسون الحرية والأمن والاستقرار، لتحرير مناطقهم من تحالف العدوان ومرتزقته وأدواته من القاعدة وداعش، والنظر إلى مستقبل اليمن الكبير، وطي صفحة من ارتهنوا للخارج، ممن جعلوا أبناء القبائل وقودا للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا