محافظ عدن لـ"26سبتمبر": عدن تعيش بين عدوين كلاهما أبشع من الآخر !
وصف محافظ محافظة عدن في حكومة التغيير والبناء الأستاذ طارق مصطفى سلام المشهد الأمني والخدمي والمعيشي في المدينة بالكارثي غير المسبوق، مبينا أن التحالف جعل من عدن المسالمة والجميلة معتقل وسجن لأبنائها وبؤرة للإرهاب.
وقال سلام إن الاحتلال جعل من عدن مدينة للأشباح، حيث بلغ عدد السجون أكثر من 40 سجنا ومعتقلا تمارس فيه مختلف انواع التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين".
وأضاف أن عدد المعتقلين في بعض السجون يتجاوز عددهم 2300 سجين ومعتقل موزعين على جزء من تلك السجون سيئة السمعة.. وتطرق سلام إلى جملة من القضايا التي تهم مدينة عدن وابناءها في إطار اللقاء الآتي:
لقاء: محمد العلوي
< كيف تصف المشهد الامني والخدمي في مدينة عدن؟
<< المشهد الأمني والخدمي والاقتصادي في محافظة عدن المحتلة يشهد انهياراً كارثياً وغير مسبوق في ظل استمرار مليشيا الاحتلال السعودي الإماراتي في سياسة الاذلال والتركيع بحق أبناء عدن من قتل وتجويع وتنكيل بصورة اجرامية وتحويل المدينة المسالمة والجميلة الى سجن ومعتقل لأبنائها وبؤرة للإرهاب بعد أن جلب المحتل ومول كل المليشيات الإرهابية ومكنها من السيطرة على المحافظة.
مدينة اشباح
< هل عدن وأبناؤها يستحقون ما يحدث لهم منذ قرابة 10 سنوات؟
<< بالتأكيد أبناء عدن وكل المحافظات الجنوبية المحتلة لا يستحقون الجحيم الذي يعيشونه منذ عقد من الزمن فالواقع المرير الذي فرضه المحتل عليهم مؤسف ومؤلم ويعكس مدى وحشية ودناءة العدو الجبان الذي جعل من أبناء عدن وقود لحروبه الدموية واستغل عفوية وطيبة اهلها المسالمين ليبني فوق أمالهم واحلامهم مدينة اشباح وامبراطورية تدين بالولاء له ويذعن كل من فيها لأوامره، وهذا مالم تعهده عدن منذ قرون من الزمن.
الأمر ليس بالسهل على المواطن المغلوب وهو ينام على كارثة ويصحو من نومه على جريمة وهو لا يعلم من نفذ ذلك دون أي ممن يسمون أنفسهم بالحكومة و"مجلس القيادة" تجاه هذه الجرائم والانتهاكات.
أنواع التعذيب
< ارتفعت في الآونة الأخيرة قضايا المختطفين والمخفيين قسرا.. هل لديكم احصائية بعدد السجون والمخفين فيها؟
<< فيما يتعلق بالسجون التي انشأتها مليشيا الانتقالي منذ احتلال المحافظة من قبل القوات الإمارتية السعودية فقد بلغ عدد السجون أكثر من 40 سجنا ومعتقلا غير قانوني تمارس فيه المليشيا وقوات الاحتلال الإماراتي أبشع اصناف التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين فيها، وبحسب المعلومات أن المعتقلين في تلك السجون يتجاوز عددهم 2300 سجين موزعين على تلك السجون سيئة السمعة.
مليشيات متطرفة
< لماذا تسجل جرائم الاغتيالات والاختطافات ضد مجهول من وجهة نظرك؟
<< لأن المجرم المخطط والمنفذ هي الجهة المخولة بكشف الحقيقة، فكيف تنتظر ممن ينصب نفسه قائدا على مدينة وينهب كل مواردها وثروات ابنائها لصالح تنفيذ مخطط خارجي ترعاه دول محتلة للأرض أن يقول أحد أفراد المليشيات هو من قتل وأن هذه الجريمة كانت نتيجة خطأ فردي أو من هذا القبيل.
المخطط الذي تبنته الإمارات هو إسكات اي صوت قد يشكل خطراً على التواجد الأجنبي في الاراضي اليمنية، حيث سعت إلى إنشاء وتمويل مليشيات إرهابية متطرفة لتنفيذ هذه الجرائم، ليس هذا فقط بل مكنتها من إدارة الاوضاع والسيطرة على تلك المناطق وسحق أي صوت مناهض للوجود الإماراتي السعودي والزج به في السجون إذا لم يتم اسكاته للأبد عن طريق الاغتيالات.
خطف وقتل
< كيف تنظرون إلى تورط قيادات في الانتقالي خلف الاختطافات والاخفاء القسري؟
<< هي ليست الفضيحة الأولى ولن تكون الأخيرة حتى الجديد في الأمر أن قبائل أبين لم تسكت لممارسات الانتقالي في خطف وقتل ابنائها ولأن المختطف والمخفي قسرا المقدم على عشال تقف خلفه قبيلة وعزوة ينصرونه ويطالبون بالإفراج عنه أو الكشف عن مصيره، أما بقية الجرائم والانتهاكات التي يصل عددها بالآلاف وضحاياها من المواطنين البسطاء ستجد بانها مدفونة ومغيبة ومجهولة المصير، وما نسمعه بين الفينة والأخرى من وقفات احتجاجية لما يسمى أمهات المختطفين ليس الا لمحة بسيطة عن قتامة المشهد الذي تعيشه عدن ويتجرع مرارتها المواطنون.
حقيقة جريمة اختطاف المقدم عشال فتحت الباب على مصراعيه أمام أسر الضحايا والمخفيين في سجون المليشيا لينضموا إليها ويجعلوا منها قضية رأي عام موحدة تطالب بالكشف عن جميع المختطفين والمخفيين قسرا في سجون الانتقالي، وما شاهدناه من تحول سريع في هذه القضية التي تحولت إلى مليونية من ابناء عدن والمحافظات الجنوبية تطالب بالإفراج عن جميع المختطفين، لتنبثق مؤخرا مطالب أبناء قبيلة لقموش في شبوة لإطلاق سراح أبنائهم المختطفين منذ قرابة 8 سنوات.
مصيرها الزوال
< عن ماذا يعبر قمع المتظاهرين المطالبين بالكشف عن المختطفين من قبل الانتقالي؟
<< يعكس عن حالة الخوف والرعب الذي تعيشه المليشيات من اي موقف قد يفقدها السيطرة على ما حققته بالقتل والترهيب خلال الفترة الماضية، لأنها تدرك بأن مصيرها الزوال وأن بقاءها حاليا محفوف بالمخاطر، حتى الناس ضاقوا ذرعا بممارستها الإجرامية وانتهاكاتها اللامحدودة، لهذا يشعرون بالرعب من اي حدث او تظاهرة او وقفة سلمية تكشف حقيقتهم الوحشية وجرائمهم الدامية وانتهاكاتهم الصارخة.
للأسف قوبلت مسيرة عشال السلمية في ساحة العروض بالرصاص الحي قتلت واصابة قرابة 7 من المدنيين الأبرياء واختطاف عدد من المشاركين الذين خرجوا يطالبون بالحرية والحياة الكريمة والعدالة.
لهذا ينبغي على احرار عدن وبقية المحافظات الجنوبية عدم الانصياع لمثل تلك الانتهاكات بحق أبنائهم.
بين عدوين
< إلى ماذا يرجع رفض الانتقالي دمج الفصائل في اطار الحكومة التابعة للتحالف؟
<< طبعا كل فصيل يتبع جهة خارجية لها مصالحها واهدافها الخاصة ومع ذلك عدن تعيش بين عدوين كلاهما أبشع من الاخر السعودية تريد ان تستحوذ على زمام الأمور عبر مرتزقة ما يسمى الرئاسي و"درع الوطن" بصفتها قائد التحالف بينما الامارات تقول انها قدمت قتلى في سبيل تحقق الأهداف المنشودة في عدن وبذلك تدعم الانتقالي.
سيظل هذا الصراع يهيمن على الأوضاع في عدن ويلقي بظلاله على واقع وحياة الناس الذين يغرقون في وحل الفوضى والانهيار الأمني والاقتصادي الكبير وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيما المحتل وأدواته منشغلين بنهب الثروات وتنمية مكاسبهم الخاصة على حساب المواطن.
منعدم الصلاحيات
< لماذا يبدو "مجلس القيادة وحكومة بن مبارك لا شان لهما بالسجون في عدن؟
<< الدعم الكبير والتمويل المهول الذي قدمته الإمارات في سبيل تعزيز نفوذها في عدن والمحافظات المحتلة جعل من مايسمى "مجلس القيادة" وحكومته مجرد حبر على ورق أمام ترسانة الانتقالي المسلحة الذي افقدت ذلك المجلس وحكومته اي اهمية وسلبته كل الصلاحية فالانتقالي لم يجرد العليمي وحكومته من الصلاحيات الأمنية فقط، بل تم منعه من مزاولة أي مهام ووجود حقيقي على الأرض، لذلك نرى أن ما تسمى الحكومة المعينة من التحالف لم تكلف نفسها بالتواجد في أي محافظة يكون الانتقالي فيها وليست قادرة على العمل، وهذا يندرج في إطار صراع الهيمنة الذي يخيم على واقع الحال في محافظة عدن وغيرها من المحافظات المحتلة.
طالت المقابر
< إلى ماذا يرجع اتساع ظاهرة البسط ونهب الاراضي خلال السنوات الماضية بالمدينة؟
<< تشهد محافظة عدن عملية بسط ونهب لأراضي الدولة والمواطنين على حد سواء من قبل مليشيات الاحتلال في ظل توسع دائرة الارهاب والفساد الذي تشهده المدينة يعكس حالة الانفلات الأمني الذي تشهده المدينة مع استمرار في ظل دور الاحتلال في تعزيز حدة الصراع والتوتر في المحافظات المحتلة بين أبناء الوطن الواحد وإثارة الفوضى والنعرات المناطقية التي ألقت بظلالها على مختلف القضايا التي تهم المواطن، من أبرزها قيام مليشيا الانتقالي بعملية نهب واسعة طالت أراضي الدولة والوقف والمواطنين ايضا حتى انها وصلت الى حد نهب مساحة واسعة من المقابر والمساجد واستغل النافذون من قياداتها حالة الفوضى من اجل توسعة مصالحهم الخاصة على حساب المواطنين وحقوق الوقف.
المشروع الصهيوأمريكي
< بين الحين والاخر يظهر الانتقالي بتصريحات بشأن الوحدة وإعلان الانفصال بينما هو جزء من ما يسمى الشرعية..ما تفسيرك لهذا التناقض؟
<< أي محاولة لفرض أهداف وأطماع خارجية على اليمنيين يبقى أمراً غير مقبول ومرفوض من جميع أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب، فدويلة الإمارات التي تستميت في فرض خيار الانفصال على مليشياتها وتأجج الصراع من أجل ذلك لابد أن لها غايتها من ذلك وإلا ما الذي يدفعها إلى الانخراط في هذا المجال باستماته وتقدم في ذلك قتلى وجرحى بالعشرات منهم.
ما يكشف حقيقة الأهداف الخفية للمشروع الامريكي الصهيوني الإماراتي الذين يحاولون تنفيذه لتمزيق وتقسيم اليمن، وهنا لابد أن نوضح نقاط أساسية لأهداف تمزيق اليمن في مقدمتها نهب الثروات اليمنية وتحقيق السيطرة المائية على مضيق باب المندب، وايضا انشاء قواعد أمريكية اسرائيلية في الجزر والموانئ اليمنية بما يخدم المصلحة الصهيونية على حساب المقاومة الإسلامية والقضية العربية والإسلامية المقدسة وهي الاقصى وفلسطين وغيرها من الاهداف الدنيئة والرخيصة التي يسعى العدو لتحقيقها من خلال فرض خيار الانفصال على اليمن، وهذا لن يتم ومن سابع المستحيلات.
ما كشف عنه بعض قيادة المرتزقة الذين انتهت صلاحيتهم وباتوا اليوم تحت الاقامة الجبرية في ابوظبي يقومون بالدور القبيح لها في اصدار الفتاوى والتهديدات بجواز سفك دماء المعارضين لعودة التشطير في اليمن وعلى رأسهم المدعو "هاني بن بريك" هو واقع الأمر الذي تسعى اليه الإمارات إلى تشكيله في جنوب اليمن، بالفوضى، والقتل والاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري في السجون السرية وغيرها من الجرائم والانتهاكات.
غياب الحرية
< لماذا غابت المكونات والقوى الجنوبية عن المشهد السياسي في عدن؟
<< يعود إلى غياب الحرية والكرامة وانتهاك السيادة اليمنية وفرض رأي ومصلحة واحدة على باقي المكونات السياسية التي باتت اليوم رهينة وتم تفريخها تحت المجلس الانتقالي الذي يتولى شؤون الحياة ويتحكم بزمام الأمور وكان آخرها ما أصدرته المليشيا الاسبوع الماضي بمنع إقامة أي فعالية او نشاط للأحزاب خارج إطار واشراف الانتقالي، هذا فيما يتعلق بأحزاب المرتزقة اما القوى المناهضة للمحتل وسياساته فهي في غياهب السجون أو هربت الى خارج الوطن او موجودة في العاصمة صنعاء.
سحب البساط
< ما الذي تريده السعودية من انشاء وتمويل درع الوطن في عدن وبقية المناطق الجنوبية؟
<< السعودية شكلت هذه المليشيا من أجل سحب البساط من الانتقالي ووقف توسعته وهيمنته في المحافظات الجنوبية، وخصصت لها ميزانية ضخمة توازي ما حصل عليه الانتقالي منذ انشائه وهذ يعكس احتدام الصراع بين مليشيات التحالف وتطورها الى مستويات غير مسبوقة.
هنا تتجلى خفايا المشاريع والاهداف التي يسعى المحتل السعودي والاماراتي تحقيقها على يد أرخص مرتزقة بالعالم كما وصفتهم الصحافة الغربية مقابل حفنة من المال المدنس على حساب كرامتهم وسيادتهم ومستقبل شعبهم.\
أوضاع مأساوية
< إلى أين تتجه عدن مع استمرار انهيار الخدمات ومعاناة الأهالي؟
<< نقف امام مرحلة خطيرة وحساسة تشهده محافظة عدن وتلقي بظلالها على حياة ومعيشة المواطنين المزرية فالوضع الأمني المنهار والتمويني والمعيشي المتردي والاقتصادي والخدمي الشبه معدوم يضع حياة المواطن في عدن تحت رحمة قوى محتلة فاحشة الإجرام والفساد وفي ظل انعدام فرص التعافي والنهوض من هذا السقوط، قد يجبر الناس الى اختيار قرار أكثر صعوبة مما قد تفاقم من حدة الصراع والفوضى وتجعل المحافظة اشبه بصومال قديم يعاد تنفيذه في عدن.
توحيد الصفوف
< ما الدعوة التي توجهها لأبناء عدن بشكل خاص وابناء المحافظات الجنوبية بشكل عام؟
<< ادعوا جميع القوى والمكونات الوطنية الحرة في عدن الى توحيد صفوفها ولملمة شتاتها بما يعزز من تماسكها ووحدتها لمواجهة هذه التحديات والأخطار التي تواجهها عدن الحبيبة.
كما أن توحيد الجبهة الداخلية الجنوبية المناهضة للمحتل بات امرا ضروريا لطرد المحتل وأدواته من عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة بما يضمن استعادة السيادة اليمنية وفرضها على كامل الأراضي اليمنية ويحقق الحرية والكرامة والاستقرار لأبناء شعبنا المقاوم والصابر على اوجاع ومآسي الاعداء والمجرمين.