محليات

تهامة.. قلوب عاشقة بمديح الرسول الكريم.زطقوس خاصة تميز احتفالات أبناء تهامة بالمولد النبوي

تهامة.. قلوب عاشقة بمديح الرسول الكريم.زطقوس خاصة تميز احتفالات أبناء تهامة بالمولد النبوي

 الاحتفال في قرى ومديريات تهامة بذكرى المولد النبوي الشريف له نكهة وعبق آخر متميز .. الكبار والصغار والنساء والشيوخ  ينتظرون موعده في كل عام بكل شوق وترقب ولهفة

لاستقبال ليلة (إمولد) كما يطلقون عليها باللهجة التهامية .. "26سبتمبر" في الحديدة التقت عدداً من الأعيان وأئمة المساجد والشخصيات الاجتماعية الذين بدورهم تحدثوا عن مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى، وكيف يتم الاستعداد لاستقبالها والتي اندثر بعضها للأسف مع الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن جراء العدوان الامريكي السعودي الغاشم وتداعياته الاقتصادية .. إليكم حصيلة ما جاء في تلك اللقاءات :

رصدها / علي الشرعبي - احمد كنفاني
 > بداية قال الحاج محمد فتيني وهو يقطن بمديرية الحوك: إن الاستعدادات والتجهيزات لهذه الليلة المباركة يكون  قبل حلولها بثلاثة أيام أو يومين على الأقل حيث يشتري الآباء الملابس الجديدة للأطفال الصغار ومن لم يستطع يشتريها اشتراها في نفس صباح يوم الاحتفال وتقوم أيضا النساء بشراء الحناء للأطفال لكي يقمن بوضع الحناء ظهر ذلك اليوم للأطفال صغار السن في أيديهم، أما البنات فيكن قد نقشن الخضاب قبلها بيوم أو يومين وتمهيدا لاستقبال هذه المناسبة وفي ظهيرة ذلك اليوم لا يتم تحضير وجبة الغداء اليومية حيث يتم استبدالها بوجبة خفيفة خالية من الطعام المعتاد عليه طوال الأيام الماضية.

استعدادات وتجهيزات
فيما أوضح  الشيخ محمد صادق من سكان حارة اليمن أن الآباء ينطلقون إلى الأسواق لشراء بعض الحاجيات من الأطعمة المخصصة لوجبة العشاء في تلك الليلة.
وأشار إلى قيام الأطفال بترديد بعض العبارات ومنها (واحمار أمعيد بلا حناء واحمار أمعيد بلا حناء .....الخ) ولهذه دلالة لأولئك الأطفال وتعبير عن فرحتهم كونهم يكتسون بالحناء في أيديهم وأرجلهم كدلالة على الفرحة.. وعند ذلك يصلون إلى المكان الذي يجتمع فيه الأطفال ويسمى باسم (الصديقية) وفيها بعض من الألعاب الشعبية القديمة (المدريهة) (السحليلة) والتي يجد الأطفال متعتهم فيها ويحف المكان مجموعة من الباعة الذين يبيعون بعضا من الحلويات والتي يطلق عليها باسم (الحكاية) و(الجبيز) المعمول من الدجر البلدي وغيرها.

فترة المغرب والعشاء
> أشارت أم صالح علي من قاطنات حارتي الهنود والمشرع  إلى أن النساء في عصر تلك الليلة يكن منهمكات في تجهيز وتحضير وجبة العشاء الدسمة وفي ترتيب المنزل (التنظيف والغسل والترتيب) ويطلق على هذه العملية (تفريش أم بيت) بالإضافة إلى تبخير الغرف والمجالس والصالات حتى ماء الشرب .. وفي تلك الأثناء تكون وجبة العشاء قد أوشك فترة لتناولها.. وما بين صلاة المغرب والعشاء يجلس الآباء مع أبنائهم في المساجد يستمعون للذكر ولسيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ولفتت إلى أن الصغار في الحارات الشعبية ينطلقون للهو واللعب معبرين عن فرحتهم وابتهاجهم واحتفالهم بهذه الليلة الإيمانية والربانية... بينما الشباب وكبار السن يذهبون منطلقين إلى مكان يسمى (المنزلة)أو (إمبرز) حيث يجلسون فيه لاستماع مولد خير البشر حتى ساعة متأخرة من الليل بينما تظل النساء في المنازل مجتمعات كل مع جارتها لإحياء هذه الليلة بذكر المولد وسيرة النبي وعند إعلان المؤذن لصلاة الفجر يذهب الجميع لأداء هذه الفريضة وإعلان انتهاء ذلك اليوم بالعودة إلى المنازل للخلود إلى النوم بعد يوم ابتهجوا واحتفلوا بسيرة النبي الكريم على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

دعوة للاحتفال
> كما التقينا عدداً من أئمة المساجد في مديريات مركز محافظة الحديدة، الذين دعوا إلى إحياء هذه الليلة بالذكر والصلاة على النبي وقراءة القرآن الكريم ومدارسة سيرته.
وأضافوا قائلين " يعد هذا اليوم لميلاد المصطفى هو بمثابة الإنقاذ لهذه البشرية وإخراجها من حياة الظلام إلى نور الإسلام وذلك بحدوث المعجزات العظيمة أثناء ولادته فأراد الله تعالى بهذه الأمة خيرا وفضلا ورحمة منه وكرما وتكريما .. فقد أرسله الرحمن ليرد كل شيء إلى أصله وكل أمر إلى حقيقته وكل نبأ إلى مستقره فملأ القلب إيمانا والعقل برهاناً والليالي أماناً خصه المولى بأشرف صلاة وأعظم تسليم وينتقد من يقومون بالاحتفال بما يتنافى مع ديننا وعاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا الصحيحة والسليمة.

أهمية المناسبة
>  فيما تحدث الأخ أحمد طالب خان بالقول : إن الاحتفال بالمولد النبوي نعمةٌ من النّعم التي يُسخّر الله لها من يستحقّها، فهي نعمةٌ لا يُقاربها نعمة فتكثُر الأشعار التي تُقال في مديح خير الأنام ، والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بذكرى ميلاد خير البشريّة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام فيجتمع الناس ليُكثرون من الصّلاة على النبيّ وآله؛ حتى ينالوا الثّواب الجزيل من ربّ العالمين.

معاني أصيلة
> من جانبه أكد رئيس جامعة الحديدة  الدكتور محمد الأهدل أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كونها تُحيي في النفوس معاني الإسلام الأصيلة والولاء لله ولرسوله ولآل بيته، لافتاً إلى أن هذه المناسبة محطة لتأصيل الولاء في نفوس المؤمنين.. مشيراً إلى أن هذه المناسبة تأتي والأمة الإسلامية أحوج ما تكون للعودة إلى المدرسة المحمدية في ظل الحروب التي يشنها الأعداء على الإسلام والمسلمين.
ولفت الأهدل إلى عظمة الشعب اليمني الذي أصبح مثالا يحتذى به بين الأمم في  إحيائه لمثل هذه المناسبات الدينية التي تحل بركات عليه وانتصارات على الأعداء في مختلف الجبهات.

دروس مستفادة
> فيما أوضح نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية درويش الوافي مشروعية الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بالنص الصريح في القرآن الكريم.
 وأشار إلى أولئك المرجفين الذين تمادوا في غيهم ليحاربوا المسلمين في دينهم وعقائدهم وشعائرهم المقدسة.. مستعرضاً الدروس المستفادة من الاحتفال بالمولد النبوي وتذكر سيرة الرسول ومواقفه وجهاده وصبره في مقارعة الأعداء والمستكبرين.

البهجة والفرح
> وأشار عميد كلية التربية الدكتور يوسف العجيلي إلى أن المديح للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أساسه يمني منذ استقبال الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين للرسول عند وصوله إلى المدينة.
> بدوره أكد رئيس جامعة دار العلوم الشرعية ومفتي المحافظة محمد مرعي أهمية الاحتفال بذكرى مولد النور الهدى وإظهار البهجة والفرح بهذه النعمة العظيمة التي خصها الله بها الأمة.. وحثا على استغلال هذه المناسبة في تخفيف معاناة الفقراء والمساكين من خلال تقديم المساعدة ومد يد العون لهم اقتداءً بالمصطفى صلوات الله عليه وآله.

الإقتداء والتأسي
> من حين نوه نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور عزالدين معاذ أن الهدف الأساسي والبعد الجوهري للرسالة المحمدية هي الرحمة للعالمين.. مستدلا على قوله بآت من كتاب الله .. وأكد أهمية الإقتداء والتأسي بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعرفة صفاته وأخلاقه السامية والإتباع لمنهجه القويم ومنهج آل بيته الكرام.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا