السياسية العربية والهوية القادمة
لماذا لا ينظر العالم إلى الشعب اليمني نظرة إنسانية.. بعيدة عن السياسة والإملاءات الدولية.. الشعب اليمني من حقه أن يعيش بأمن وسلام وأن ينعم بالاستقرار وخيرات بلاده..
الشعب اليمني العظيم يتميز عن غيره بكثير من الصفات أهمها الذكاء الفطري وقدرته على التعايش مع كثير من الجنسيات عربية أو غير عربية.. وبالتالي فهو يحب السلام والمشاركة مع العالم لصنع السلام العالمي..
لماذا تحالفت تلك الدول على تدمير مقدراته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وسعت بكل إمكانياته لطمس هويته الثقافية والوطنية.. الشعب اليمني يتمتع بقومية عربية عميقة.. كونت شخصيته التي يتعايش بها اليوم مع العالم.. هل هذه الامتيازات جعلت منه شعب مستهدف من قبل المجتمع الدولي ودول تحالف العدوان على اليمن.. هل هذا الرصيد التراكمي للشعب اليمني من حضارة وتراث وقبيلة وعمق تاريخي وثقافي.. جعل منه شعب يصعب التعامل معه؟ إننا اليوم أمام تحولات في المنطقة العربية طالت كل شيء.. حتى هويتنا الدينية والثقافية والحضارية.. وباتت تلك القيادات العربية تتجاهل موروثها الحضاري والتاريخي والديني.. واتجهت لتبني مسارات غير عربية ولا ثقافية ولا دينية وتفرضها على مجتمعاتها.. تحت مسمى التنوع الحضاري والثقافي ونشر السلام والمحبة والتعايش.. فكيف يتم ذلك على سبيل المثال مع الكيان الصهيوني وهم محتلون للقدس.. لجزء غال من أرض العرب وحضارته.. ويمارسون كل يوم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وبناء المستوطنات الإسرائيلية في أراضي عربية منهوبة ومحو آثار وتراث الحضارة العربية الإسلامية في فلسطين.. وفي نفس الوقت تقوم الإمارات ببناء معبد لليهود في دبي.. وتعلن رسميا التطبيع مع إسرائيل وبناء علاقات متينة مع كيان أفرط في قتل أبناء فلسطين وجنوب لبنان.. وكانت حروب عدة معه خلال العقود الماضية.. إن تلك الأنظمة الداعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتتفاخر بتقربها من إسرائيل لتحظى بنصيب الأسد في علاقتها بأمريكا ..لتعيش قوية ومدعومة حسب رؤيتها الضيقة والهشة.. لماذا محور المقاومة العربي والإسلامي هو اليوم الرافض للسياسة الأمريكية في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في الشأن الداخلي العربي والإسلامي.. ورافضة لكل اشكال وأساليب التطبيع مع إسرائيل..
لماذا اليمن وإيران أصبحت اليوم قوة في المنطقة دون الحاجة إلى تسجيل تنازلات لأمريكا وإسرائيل.. لماذا حققت إيران واليمن هذا التقدم الكبير في صناعاتها العسكرية والاعتماد كليا على ذاتها.. وتمكنت من الاكتفاء الذاتي في المجال العسكري.. والغذائي بشكل غير مسبوق.. وخاصة اليمن مؤخرا.. أصبحت اليوم المعادلة واضحة لكل العالم العربي والعالمي.. فأمريكا وإسرائيل وبريطانيا ودول الهيمنة العالمية لا تريد لأي دولة عربية أو إسلامية أن تصل إلى ما وصلت إليه إيران وباكستان واليمن.. وتريد أن تكون دائما هي ملاذ تلك الدول لتفرض نفسها بقوة السلاح وضخامة الاقتصاد وبالتالي سيطرتها على العالم.. ألم يكن جدير بالعرب أن يكونوا هم الأجدر بأن يصبحوا القوة العظمى في العالم بما يمتلكونه من مقومات اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية وثروات تجعلهم في المقدمة.. ألم يكن الأولى بثروات العرب هم العرب أنفسهم.. ألم يكن الأولى أن يكون التحالف العربي مع إيران وباكستان وماليزيا واندونيسيا وتركيا كدول إسلامية امتلكت مقومات الحضارة الحديثة وتكنولوجيا المعلومات المنافسة لدول أوروبا وأمريكا ودول الغرب بأكمله.. إيران اليوم دولة إسلامية استطاعت في أقل من أربعين سنة أن تكون قوة عالمية.. نووية واقتصادية وصناعية وعسكرية وحققت ما لم تستطع كل الدول العربية مجتمعة مع كل ثرواتها أن تحققه في مائة عام.. سوف تندم الدول العربية يوما ما على سياستها العدوانية تجاه إيران الدولة الإسلامية الأقوى في المنطقة.. وسوف يخسر العرب رصيدهم التاريخي والسياسي والاقتصادي والثقافي اذا ما استمروا في تبعيتهم لأمريكا وإسرائيل.