كتابات | آراء

قوة اليمن في توكله على الله

قوة اليمن في توكله على الله

من خلال التغطية الإعلامية للعدوان الأمريكي على اليمن في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية وخاصة قنوات "العربية والحدث وسكاي نيوز" وتبنيها للعدوان والتحريض ضد الشعب اليمني وقيادته الثورية وقواته المسلحة

بت على يقين تام بأن السعودية والإمارات إذا لم تكونا ضالعتين بشكل مباشر في العدوان فعلى الأقل بالتمويل وهو ما جعل المجرم ترمب يتمادى في غيه ويواصل قصف الأعيان المدنية وقتل الأبرياء من المدنيين جلهم من النساء والأطفال كما يفعل المجرم نتنياهو في قطاع غزة حيث وإن مرجعيتهما في الإجرام واحدة، ولأن ترمب واثق بأن تداعيات عدوانه على اليمن دفاعا عن الكيان الصهيوني ومحاولة منه لإثناء اليمن شعبا وقيادة وقوات مسلحة عن إسنادهم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لن يترتب عليه محاسبة في الداخل الأمريكي كون التمويل خارجي وليس مرتبطا بدافع الضرائب الأمريكي كما يعتقد البعض من المحللين العسكريين والسياسيين الأمريكيين المنتقدين لسياسة ترمب وتصرفاته الهوجاء فإن ترمب سيواصل عدوانه على اليمن ولن يتوقف بل ولا يخشى لومة لائم طالما السعودية والإمارات هما من تمولان تكلفة العدوان.
ولكي يوضع حد لهذا العدوان الظالم لا بد من أن تقوم القوات المسلحة اليمنية ممثلة في قواتها الصاروخية والطيران المسير بقصف القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في الأراضي السعودية والإماراتية وما أكثرها وفي أي دولة أخرى تقدم تسهيلات للأمريكيين للاعتداء على اليمن، وإذا لم يتوقف النظامان في السعودية والإمارات عن دعمهما لأمريكا لتحارب قواتها اليمن بالنيابة عنهما فيجب قصف منشآتهما الحيوية بغض النظر عن سريان مفعول الهدنة بين اليمن وبينهما، فما يقومان به من تقديم دعم مادي للمجرم ترمب وتحريض إعلامي ضد اليمن يعتبر عدوانا مباشرا منهما على الشعب اليمني وعدم الالتزام بالهدنة التي تجعل اليمن في حل منها ولا يلتزم بعدم الاعتداء عليهما رداً ودفاعاً عن النفس مثلما أعتدتيتا عليه.
إن الضغط الشعبي على قيادة اليمن الثورية وقواته المسلحة البطلة لن يتوقف عند حد المطالبة بتأديب الداعمين للعدوان الأمريكي وفي المقدمة السعودية والإمارات وإنما سيتواصل عبر المسيرات الشعبية ويستمر حتى يتم اتخاذ موقف يترجم عمليا على أرض الواقع من خلال ما أشرنا إليه سابقا بالقيام بقصف القواعد العسكرية الأمريكية في المدن السعودية والإماراتية وإذا تطلب الأمر قصف منشآتهما الحيوية والبادئ أظلم، وعلى الدولتين السعودية والإماراتية أن تأخذا تحذيرات سيد القول والفعل قائد الثورة الشعبية السيدعبدالملك بدر الدين الحوثي على محمل الجد وقد سبق لهما أن جربا ذلك في مرحلة عدوانهما السابقة التي استمرت قبل الاتفاق على الهدنة ثمانية أعوام وخير لهما أن تتعاملا مع اليمن بحسن نية وبدون مخادعة وتكونا على الحياد كما قال السيد القائد وتتركا اليمن يواجه أمريكا بمفرده متحملا كامل المسؤولية فلم يُعد الشعب اليمني ذلك الشعب الذي كانت قياداته السابقة تسلم زمام أموره للسفيرين الأمريكي والسعودي ليتحكما في قراره السياسي ولا يران له إلا ما تفرضه عليه أمريكا والسعودية، فتلك مرحلة قد خلت وانتهت وأصبح اليمن يمتلك سيادة قراره بنفسه بعد تضحيات كبيرة بذلها وقدمها خلال عقد من الزمن من أجل تحريره من الوصاية الخارجية وقد تحقق له بعون الله ما أراد فشكل رقماً صعباً جعله عصياً على الانكسار ويحسب له ألف حساب كما صار حديث العالم، فلم يسبق لشعب أن واجه بمفرده دول كبرى ودخل معها في حرب مباشره ولم ترهبه قوتها إلا الشعب اليمني وبذلك كسر حاجز الخوف لدى كل الشعوب الحرة التي أصبحت متحفزة للدفاع عن نفسها وسيادتها واستقلالها مقتدية بالشعب اليمني وقيادته الثورية الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة ومدركة بأن أية دولة كبرى مهما كانت تمتلك من أسباب القوة فإن الشعوب الحرة قادرة على مواجهتها وتحقيق الانتصار عليها ولأن الشعب اليمني أثبت منذ قيام ثورته الشعبية في 21 سبتمبر عام 2014م بأنه قادر على الدفاع عن نفسه والوقوف في وجه أعدائه ومقاومتهم فقد حاولوا التقليل من قدراته العسكرية ونسبها إلى قوى أخرى وخصوا بالاسم إيران بهدف عدم الاعتراف بما وصل إليه اليمن في ظل قيادته الحكيمة رغم العدوان عليه والحصار الذي لا يزال قائماً مُنذ عشرة أعوام من مكانة ورفعة جعلته يصنف دولة إقليمية قوية صاحبة قرار سيادي ويواجه- مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه بما يمتلكه من قوة صاروخية وطيران مسير صناعة محلية- دول كبرى وانفرد من بين أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي تخلى عنه أقرب المقربين إليه خاصة من دول الجوار ومن الأنظمة التي ظلت تتاجر بالقضية الفلسطينية وتعلن بأنها قضيتها الأولى ولكنها عندما حصحص الحق تخلت عنها وأصبح ما يجري في غزة من إبادة جماعية على أيدي الجيش الصهيوني بدعم أمريكي وغربي لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد ونسيت تلك الشعارات التي كانت ترفعها دفاعا عن فلسطين بل ولم تسمح لشعوبها بالخروج إلى الشارع للتعبيرعن موقفها ومعارضتها لجرائم الإبادة الجماعية في غزة إسوة بالشعوب الغربية بما في ذلك الشعب الأمريكي الذي تدعم قيادته المجرمة الكيان الصهيوني وتقدم له السلاح الفتاك ليرتكب جيشه أفظع الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
وحتى في الجانب الإنساني لم يتحرك أي نظام عربي أو إسلامي ليطالب بفك الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر التي أغلقها الجيش الصهيوني واستخدمها كسلاح لتجويع سكان القطاع بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه بالقوة العسكرية، وذلك انتقاماً من السكان المدنيين الذين رفضوا الخضوع لإرادته والموافقة على تهجيرهم من أرضهم إلى خارج فلسطين تنفيذا لخطة المجرم ترمب الذي رغم تراجعه نسبياً عنها إلا أنه لا زال يتحدث عن تنفيذها ومصر عليها مؤكدا في تصريح له مؤخرا بأن غزة ستكون حرة بدون سكانها، وقد عبر سكوت الحكام العرب ومعهم حكام الدول الإسلامية عما يحاك من مؤامرة خبيثة ضد سكان غزة من قبل الإدارة الأمريكية عن رضاهم وموافقتهم عليها وإن صرح البعض منهم على استحياء برفضهم لها في الظاهر بخلاف ما يقره باطنهم والله لا يصلح عمل المفسدين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا