ترامب مدافعا عن بني صهيون
تحت عنوان "السلام"، يعود ترامب بملفات ملطخة بالدماء، ويروّج اليوم لمشروع يريد له أن يمر، في ظاهره السلام، وفي باطنه القتل والتجويع والإبادة. ويستمر ترامب في شيطنة المقاومة، إذ لا يزال يطلق عليها اسم "إرهاب"، محاولًا استهداف الوعي بخطابه، ودسّ السم في العسل.
خطة ترامب لم تكن إلا مشروعًا استعماريًا بصيغة حديثة، تعبّد الطريق أمام الاحتلال الصهيوني، وتجنّبه ويلات المواجهة التي فقد فيها الكثير، ويحاول أن يبحث له عن مصداقية أمام شعوب العالم، وخصوصًا الغربية منها، لا سيما أولئك الذين أصبحوا يتعاطفون مع غزة، ويترجمون ذلك في مناسبات لا تخلو من تضامن معها.
في حين أن بعض شعوب الأمة الإسلامية والعربية تكتفي بالصمت خوفًا من الأنظمة العربية المطبّعة، مكتفين بالابتسام على طاولة المفاوضات، دون إحساس تجاه الكرامة والسيادة.
والجدير بالذكر أن العدو يمرّر خطته من خلال ترامب، وهي خطة تستدعي احتلال مساحات تتجاوز دولة فلسطين المحتلة، كما حددها العدو مسبقًا، وتشمل النيل والفرات.
وعليه، فقد حدّدت حركة حماس مطالبها بوضوح في ردها على خطة ترامب، وهي مطالب تتعلق بضمانات واضحة لوقف الحرب، وانسحاب كامل من قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية حقيقية. كما طالبت حماس بتعويض الضحايا عن الأضرار التي لحقت بهم خلال الحرب.
يبدو أن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، دون النظر إلى حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني. ولذلك، فإن رفض حماس لهذا المخطط يعكس رغبتها في حماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان مستقبله، وكذلك رفضها للمخطط الإسرائيلي الذي يعكس تعقيدات الأزمة الفلسطينية، وضرورة وجود حل شامل يلبي مطالب الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، يظهر أن الأزمة الفلسطينية ليست مجرد نزاع حدودي، بل هي صراع على الحقوق والهوية والوجود.
إن المطالب التي قدمتها حماس تُظهر أن الحل لا يمكن أن يكون جزئيًا أو مؤقتًا، بل يجب أن يكون شاملًا، يضمن حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.
وأي حل لا يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، ويضمن عدم تكرار الأزمات المستقبلية، لن يكون حلًا حقيقيًا.
ويجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا فاعلًا في الضغط على الأطراف المعنية لتقديم تنازلات حقيقية، وتحقيق حل دائم يضمن السلام والاستقرار في المنطقة ككل.





