كتابات | آراء

بوح اليراع: أمريكا في أفغانستان (كَمَثَلِ الشَّيْطَان)

بوح اليراع: أمريكا في أفغانستان (كَمَثَلِ الشَّيْطَان)

لقد بلغ عداء أمريكا الصهيوصليبية للملة الإسلامية القويمة وحرصها على التصدي لما بات يتمتع به الإسلام الحنيف من عالمية حدَّ تكليف عدد من الخلايا (الصهيوماسونية)

بإمطار بقاعٍ كثيرةٍ من العالم بالكثير من الجرائم النكراء والأشد ولوغًا في الدماء والتي تعتبر -لبشاعتها ووحشيتها- (جرائم ضد الإنسانية)، ثم تُنيط بما يواليها من وسائل الإعلام مهمة تهيئة الرأي العام -عقب تنفيذ كل عمل من تلك الأعمال الشديدة الاتسام بالإجرام- بتوجيه أصابع الاتهام نحو الإسلام بصورة حصرية، فتخلق لـ(الدين القيم) ـبإلصاقها به تلك الفرية- عداوات لا نظير لها في تأريخ البشرية واضعة إياه في مواجهة شاملة مع عموم البرية. فيتسنى لها -عند ما تشن ضده حربا من حروبها المتواصلة الرامية إلى استئصاله- تجييش عالم الكفر بأكمله.
ومن أبرز وقائع الإجرام التي أوعزت سلطات أمريكا لخلاياها باقترافها ضد آلاف الأبرياء على بقعة من أراضيها بالتزامن مع إيعازها لوسائل الإعلام بإلصاقها بمتطرفين أشباه عوام محسوبين على الإسلام حادثة نسف بُرْجَي التجارة في مدينة "نيو يورك" الأمريكية بوسائل حديثة وذكية وبأساليب فنية تكتيكية بعد أن انتهى عمرهما الافتراضي وأصبحا -بحسب أبرع اختصاصيي الهندسة المعمارية- منتهيي الصلاحية.
ولكي تحقق الإدارة الأمريكية -من وراء تلك العملية التهديمية الهندسية- ما تريده من أهداف عسكرية وسياسية بمستويات قياسية استدرجت -بواسطة جهازها الاستخباراتي- بعض الشبان المسلمين لتحمُّل تبعات ذلك الجُرم ذي الأثر التدميري الأسطوري بشكل صوري، فقد نقل الصحفي "أحمد عبد الحكيم" ضمن تقرير بعنوان "سيناريوهات المؤامرة... هجمات 11 سبتمبر (إخراج دموي) برعاية أميركية" الذي نشر في موقع "انبندنت عربية"
 بتأريخ  10 سبتمبر 2019 عن "ريتشارد فوولك" أستاذ القانون الدولي رئيس مؤسسة "سلام العصر النووي" قوله: (يُحتمل أن إدارة بوش قد سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أو تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع، وأن هناك خوفا لدى الإدارة الأمريكية من مناقشة ما حدث ذلك اليوم، حتى لا تُكتشف أسرارٌ سوداء)، كما ورد في التقرير ذاته عن "مورغان رينولدز" -وهو أستاذ بجامعة تكساس وعضو سابق بإدارة الرئيس جورج بوش- قوله: (إن أحداث سبتمبر كانت عملية زائفة وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأميركية للهيمنة على العالم).
وقد تُرجمت تلك الحقيقة بتلقُّف الرئيس الأمريكي حينها "جورج دبليو بوش" ذلك الإجرام بتوجيه الاتهام وإعلان ما اعتبرها (حربًا صليبية مقدسة على الإسلام)، رابطًا -من خلالها- الحملات الصليبية التي شنت على الإسلام بما يُشن ضده من حروبٍ معاصرة باعتبارها "حملة صليبية عاشرة".
وإذا كان الإنجيلي "بوش" قد ترجم حقده الصهيوصليبي بشن حربه الشرسة -قبل عشرين عامًا- ضد الإسلام في كل مكان، فقد تركزت في "أفغانستان"، وأنفق عليها -وفق ما نقل موقع "الجزيرة نت" عن مطلعين- أكثر من تريليوني دولار، صرف جل هذا المبلغ المالي الخيالي في محاولة زرع سلطة راسخة البنيان يمسك بزمامها الساسة الأفغان الأشد ولاءً للأمريكان.
بيد أن ما قُوبلت به الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي أنفقت طيلة عقدين كاملين أموالًا لا تعد ولا تحصى من استعصاء الواقع الأفغاني على التطويع قد حمل إدارة "بايدن" ومن قبلها إدارة "ترامب" على اتخاذ قرار الانسحاب.
وحتى تضمن الإدارة الأمريكية لانسحاب قوتها ما يقتضيه الانسحاب من مناخات الأمن والأمان جنحت إلى التفاوض مع عدوَّتها "طالبان"، فوظَّفت الأخيرة تلك المفاوضة في تقويض أسس السلطة العميلة التي هي أساسًا شبه مقوضة بسبب استمدادها مقومات بقائها من الزوال من قوة الاحتلال.
ولعل "طالبان" قد انتزعت -مقابل كفها عن توجيه ضربة للقوات الأمريكية المنسحبة- حق اجتياح ما أمكنها من الأراضي الأفغانية وبتزامُن يبعث على الاستغراب مع عملية الانسحاب التي لم تستكمل إلا وقد أحكمت سيطرتها على 60% من البلاد، وما إن استكملت القوة الغازية عملية الانسحاب إلى المطار، حتى باتت "طالبان" شديدة الاقتراب من العاصمة "كابُل" التي أعلن عن سقوطها بشكل كلي في الـ15 من أغسطس الحالي.
واللافت للانتباه أن الخطاب الأمريكي الذي ظل يُوهم السلطة الأفغانية العميلة بأنها ستظل تحظى -حتى بعد الانسحاب- محمية بالذراع العسكرية الأمريكية الطويلة، قد تغير جذريًّا إبَّان سقوط العاصمة "كابول" بيد "طالبان"، إذ ظهر الرئيس "جو بايدن" -في خطاب تناقلته الكثير من وسائل الإعلام- يعيب على الرئيس الأفغاني الفار "أشرف غني" مراهنته على قواته وتفويته ما كان سانحًا أمامه -منذ أيام- من فرص السلام.
وبهذا الخطاب الأمريكي الخاذل لعملاء ظلوا -طيلة عقدين زمنيين- يدينون لأمريكا بالولاء الكامل، يكون موقف الساسة الأمريكان المتبرئ من عملائهم الأفغان وتقديمهم فريسةً سهلةً لعدوَّتهم "طالبان" (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) الحشر من الآية: (16).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا