كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث:  بول دريش جامعة أكسفورد(6)

تاريخ اليمن الحديث: بول دريش جامعة أكسفورد(6)

في المرتفعات  هناك محصول ذو أهمية مادية كبيرة لليمنيين  وهذا المحصول يستحق التنويه وهو القات الذي هو عبارة عن اوراق نبات تعطي شعورا بالاسترخاء والنشاط في ان واحد

يمضغها اليمنيون فيما بينهم منذ قرون ومع انخفاض قيمة القهوة اخذ القات مكانها في بعض الأحيان.
في حوالي عام 1900  ربما كان معظم الناس غير قادرين على مضغ القات دائما ولكن إذا استطاعوا فإن الرجال يمضغون كما يفعلون دائمًا في حفلات ما بعد الظهيرة حيث تتم مناقشة جميع الامور وتعتبر فرصة للتواصل مع الأصدقاء والأقارب ويسمى هذا التجمع مقيل او مقال كما يسميه البعض وهو مناسبة جيدة للحديث وكانت من العادات ان يقوم الناس بما يسمى دورة وهو التجول في الحي والتمتع بالمناظر الطبيعية مع مضغ القات حيث يعتقدون ان هذا يمنحه طعما افضل وكان يطلق على التجمعات النسائية أحيانًا اسم "تفريطة" ، ولا نسمع سوى القليل عنها في هذا الوقت لان خصوصية المرأة كانت من الامور المهمة ويجب الحفاظ عليها والدة محمدالأكوع على سبيل المثال التي ماتت صغيرة في حوالي عام ١٩٠٨يتذكرها زوجها كنموذج للفضيلة وكزوجة مخلصة مطيعة وروى قصة عنها يمدح بها زوجته رواها هنا ابنهما محمد وهي كالتالي اعتاد ابي أن يصلي صلاة الظهر كل يوم في الوقت المناسب بالمسجد في الطرف العلوي من قرية ضاهر وفي بعض الأحيان كان يسمع صوت أمي وهي تضحك   بوضوح شديد  كان المسجد المعني بعيدًا بعض الشيء  كان مخجلًا ومحرجًا أمام الناس  كان والدي يعود محرجًا ومنزعجًا  وكان يلومها ويخبرها بذلك  كان يقول لها إن صوت المرأة معيب ومخجل  كانت تواجهه بالضحك بصوت عالٍ  وتضحك أكثر   قائلة مازحة   "العفة مصانة ياعزيزي وأسرارك في أمان معي ظهرت فكرة أن صوت المرأة مخجل في الفقه: في عالم مثالي للذكور ، لا ينبغي أن تسمع أصوات النساء من قبل رجال غير محارم وانه طريق للخطيئة .
تقول مارثا موندي نتوقع انه قبل مائة عام كانت المرأة اليمنية قوية كما هي الآن   لكن تحويل التاريخ من الداخل إلى الخارج والكتابة بصوت أنثوي يتطلب مصادر  لا أحد حتى الآن قادر على الحصول عليها كان الفصل بين الجنسين  وأشكال التحية وأعراف اللباس والاحترام  نظامًا أخلاقيًا متقنًا في الريف والمدن على حد سواء استند هذا النظام على أسس ضعيفة يتذكر احد المزارعين كيف في احدى السنوات حصل قحط كبير وكان الناس يعانون من تراكم الديون حيث ان  موسم الحصاد تأخر الى آخر الصيف وان الناس فقدوا كل مدخراتهم حتى المخازن من السنوات السابقة أصبحت خاوية تماما ولم يتبق شيء قبل موسم الحصاد كان يقوم الأغنياء بفتح مخازن الحبوب الخاصة بهم والتي تسمى مدفن ويخرجون الحبوب المخزونة ويعطي منها للفقراء ويتم كتابة ورقة بالدين على المزارعين الفقراء ويمكن ان تتسبب هذه الديون بفقدان اراضيهم  كان بعض الاغنياء والشيوخ يرفضون فتح مخازنهم واقراض المزارعين الفقراء وكانت تحدث اضطرابات ونزاعات في هذه المناطق .خلال عده سنوات عانى الناس من القحط والمجاعة وكان الناس يتضورون جوعا ولكن مع هطول الامطار كان يحدث العكس  فقد كان الناس يفرحون ويحتفلون خصوصا في الريف كانت تتميز هذه المناطق باغاني العمل والحكمة والامثال عن المحاصيل والحيوانات  والأمور اليومية مع التركيز على المدن والبلدات حالة البلد بشكل عام  غالبًا ما تتأثر بأسعار الحبوب تم بيع المنتجات من خلال وسطاء لكن في جميع أنحاء اليمن كانت الأسواق الريفية  كل منها يقام في يوم معين من الأسبوع وكان آلاف الناس يتجمعون في يوم السوق وكانت الطرق تشبه قرى النمل من كثافة الناس المتجمهرين فيها .كان تنوع التقاليد والعادات في اليمن هائلاً  ومع ذلك كانت المناطق مرتبطة ببعضها البعض  كانت الطرق التي كانت تسير فيها التجارة المحلية هي نفس الطرق التي كان البخور ينتقل على طولها في عصور ما قبل الإسلام وهي نفسها طرق تجارة التمور والملح والحجاج في معظم الأوقات منذ ذلك الحين عرفت اليمن بانها مصدر علم الانساب الخاص بجنوب الجزيرة العربية  والذي يتشظى لمناطق عديدة في الوطن العربي حيث انتقلت القبال العربية شمالا ويتضمن هذا العلم حفظ الاسماء والمناطق والانساب وسلسلة نسب الرسول وكلها ممتدة ومتصلة بقحطان    الذي يعتبر ابو عرب الجنوب العرب القحاح أكثر من ذلك كانت هناك مؤسسات في مناطق مختلفة  في معظم الأجزاء الجنوبية والشرقية من اليمن  على سبيل المثال على طول الطريق عبر حضرموت  كانت هناك مدن وأسواق محمية تسمى الحوطة  والتي غالبًا ما كانت مرتبطة ببعض عائلات اشراف اليمن والحوطة عبارة عن مساحة محايدة حيث يمكن للناس من مختلف القبائل أن يجتمعوا بحرية ومن حولهم تم بناء أنظمة للتجارة والتحكيم شمال صنعاء كانت تسمى هذه المناطق الهجرة وهي اماكن مقدسة ومهمة حيث كانت مكانًا محميًا وكانت القبائل تلتقي وتتركز فيها التجارة والتحكيم. يتبع

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا