كتابات | آراء

حديث الإثنين:الأحرار لا يفرطون في سيادة الشعوب والأوطان

حديث الإثنين:الأحرار لا يفرطون في سيادة الشعوب والأوطان

ما حدث مؤخراً في الساحل الغربي من انسحابات مفاجئة و تراجعات في مناطق أخرى يعكس بدرجة أساسية هزيمة تحالف العدوان وتحديداً النظام السعودي الذي ما يزال يكابر ويتعالى

بحكم ما يمتلكه من أموال يبعثرها هنا وهناك لشراء الذمم لمناصرته يجعلنا نعود بالذاكرة إلى نهاية حقبة الستينيات من القرن الماضي عندما رفض الإمام محمد البدر التوقيع على اتفاقية يعترف بموجبها بتبعية مناطق جيزان وعسير ونجران للسعودية رسميا والتنصل من معاهدة الطائف التي لم تحسم وضع هذه المناطق الثلاث مع ملاحقها السرية في مقابل استمرار الدعم السعودي لمواصلة حصار صنعاء وإسقاطها وبذلك يستعيد الإمام البدر عرشه ويتم القضاء على النظام الجمهوري ، لكن وطنية محمد البدر الذي قال صراحة للملك فيصل: (تقطع يدي إن وقعت لك حرفا واحدا فقد جعلتني حارس حدود يا فيصل للدفاع عن مملكتك) وآثر على نفسه أن يضحي بعرشه على أن يفرط في الأرض اليمنية فوجدها ملك السعودية آنذاك فرصة للتواصل مع القيادات الجمهورية في صنعاء والتي وجد منها استجابة لتحقيق كل مطالبه في مقابل سحب الدعم عن الملكيين والإيعاز لقياداتهم وعلى رأسهم الفريق قاسم منصر للانضمام إلى الصف الجمهوري, ثم الاعتراف بالنظام في صنعاء واستبعاد عائلة بيت حميد الدين من أية مصالحة تتم بين الجمهوريين والملكيين تقودها السعودية التي تحولت من عدو مباشر للثورة والجمهورية إلى وسيط وهذا ما حدث فعلا, ولذلك فقد كان الملك فيصل يتفاخر في مجالسه الخاصة بأنه حقق مكاسب من الجمهوريين لم يحققها من الملكيين.
وربما أن النظام السعودي اليوم بعد فترة سبعة أعوام من العدوان على اليمن وشعبه العظيم وهي تقريبا تساوي نفس الفترة التي ظلت فيها السعودية تدعم الملكيين ثم تخلت عنهم عندما وجدت أن مصالحها لدى قيادات تعودت أن ترهن وطنها وترهن نفسها للخارج يحاول أن يستعيد نفس التجربة وهذا محال, فالقوى الوطنية اليوم التي يتصدر مشهدها السياسي والعسكري  مكون أنصار الله لم ترتمي في أحضان قوى خارجية كما فعلت قوى الثورة والجمهورية بعد قيامها عندما ارتمت في أحضان مصر واستقدمت جيشها ليدافع عنها وعن الثورة التي قامت بها وعند انسحاب الجيش المصري ارتمت بشكل أشد في أحضان السعودية ورهنت الوطن اليمني وقراره السياسي لها وجعلت من السعودية الحاكم الفعلي لليمن والمدافع الأول عن الثورة والجمهورية التي حاربتها منذ أول يوم لقيامها بشهادة فنادق الرياض حاليا وازدحام غرفها وأجنحتها بالقيادات الجمهورية المحسوبة على ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
إن القوى الوطنية الموجودة  في صنعاء المدافعة عن سيادة اليمن وحريته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من الوصاية الخارجية ومواجهة تحالف العدوان ممثلة في أبناء الجيش واللجان الشعبية تختلف تماما عن تلك القوى التي احتضنتها السعودية في يوليو عام 1970م، القوى الوطنية اليوم ارتمت في حضن الوطن ولم ترتمي في حضن الخارج وجعلت من الشعب اليمني مرجعيتها ولذلك لا يمكن لها أن تفرط في سيادة اليمن وحريته واستقلاله كما فعل من سبقها ممن أتيحت لهم فرصة حكم اليمن لعدة عقود بدعم خارجي ووصاية خارجية وإنما ستظل تواجه تحالف العدوان مهما كبر حجمه واتسعت حلقته بكل ما أوتيت من قوة وإرادة شعبية خالصة معتمدة على الله والتوكل عليه رغم ما تشهده الجبهات من تصعيد لتحالف العدوان لا سيما فيما يتعلق بتكثيف غارات الطيران الحربي ليطال المدنيين وقتل الأبرياء بدم بارد وطالما أنها تسير على طريق الحق ومحاربة الباطل ومقاومته فإن النصر حليفها بإذن الله وقد بدأت ملامحه تلوح في الأفق وهو النصر الذي لا يدركه إلا كل ذي بصيرة  وما تحقق في مأرب والساحل الغربي من انتصارات ليس إلا مقدمة للانتصار الكبير وخروج الشعب اليمني من محنته التي فرضها عليه أعداؤه بالتعاون مع عملاء ومرتزقة محليين فقدوا كرامتهم وشرفهم وساهموا في بيع أوطانهم بثمن بخس لا يسمن ولا يغني من جوع تلاحقهم لعنات الشعب اليمني مع معرفتهم أن نهايتهم ستكون إلى مزبلة التاريخ .
 إن هؤلاء العملاء والمرتزقة  تأنف أشد الكلمات تواضعا أن تعبر عنهم أو تكون لصيقة بهم إن اراد أحد ان ينقدهم وفي طليعتهم الفار عبد ربه منصور هادي والمطلوب للعدالة الجنرال الهارب علي محسن صالح وقيادات من حزب الإصلاح والزمر المرتبطة بهم من إخوان وسلفيين وقوميين وناصريين ومشايخ بل واشتراكيين وممن يعتبرون أنفسهم تقدميين للأسف الشديد، كلهم كشفوا عن وجوهم القبيحة وزيف شعاراتهم الرنانة فلا يهمهم إلا جمع الأموال والحصول على الوظائف لأولادهم وأقاربهم حتى لو كان ذلك على حساب الوطن واحتلاله من قبل أعدائه وقد جعلوا من ذلك ثقافة موروثة بديلا عن بناء الدولة اليمنية الحديثة وتطبيق النظام والقانون فأستحسنها من يسير على نهجهم من الفاسدين أمثالهم .
ومع ذلك ومع كلما حققوه من مصالح غير مشروعة فإنهم  لم يعترفوا بفضل الشعب اليمني عليهم وهو الذي أوصلهم الى الحكم وجعل لهم قيمة ولم يشعروا بالذنب تجاهه بعد ان اوقعوه في ورطات لا حد لها ولا نهاية وبعد أن مارسوا ضد أبناء الشعب اليمني العظيم كل صنوف الإرهاب الفكري والاحتيال والنهب الخفي والمعلن وأفسدوا أخلاق الناس وتمادوا إلى أقصى مدى يمكن تصديقه لدرجة أنهم رهنوا أنفسهم ورهنوا القرار السياسي اليمني للخارج لينتهي الأمر بشن العدوان الظالم على اليمن وشعبه العظيم الذي مضى عليه ما يقارب سبعة أعوام  بناء على طلبهم بهدف اخماد صوت الشعب اليمني الذي ارتفع ضدهم عاليا وضاق بهم ذرعا بتصرفاتهم الهوجاء فلفظهم إلى غير رجعة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا