محطات: كتاب تقسيم اليمن.. بصمات بريطانية
ليس من باب المصادفة أن يصدر كتاب للباحث عبدالله بن عامر بعنوان: "تقسيم اليمن.. بصمات بريطانية" وليس من باب أن يتزامن توقيت اصدار هذا الكتاب التاريخي الموجه..
وإنما جاءت المسألة وفق ترتيب مقصود وهو ترتيب محمود وطيب.. لا سيما والمنطقة تغتلي بمتغيرات شديدة وعاصفة ومفتوحة على حسابات لا تعد ولا تحصى، تكاد لا تخفى عنها الأصابع البريطانية القذرة.. التي ظلت ويبدو أنها ما تزال تحرك دمى ومتغيرات حسابات واضحة وحسابات مضمرة تخدم في خواتيمها المطابخ المخابراتية البريطانية.. وخاصة ما نشهده في المناطق المحتلة أو التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الجديد القديم بأيادي سعودية وإماراتية..
جاء كتاب بن عامر ليسد فراغاً كان موجوداً في الذاكرة الوطنية في التاريخ المعاصر لليمن..
وهو بالمناسبة تاريخ حافل بمتغيرات وبمستجدات شديدة الانعطافة سيكون لها أثرها وتبعاتها في قادمات الأيام والشهور والسنوات!!..
تاريخ هذه المرحلة لن يذهب في دهاليز التناسي مثلما كان يحدث في سابقات الأيام والعقود الماضية، عندما كانت الوثائق السرية والمراسلات الدبلوماسية وتقارير القنصليات وبيوت المخابرات هي من تستحوذ على المعلومة.. لأن هذه المرحلة.. وهذا الزمن الحافل بكل جديد وبالمتابعات والتسريبات هي التي تتوالى سد الثغرات في مصادر المعلومات، بمعنى أن المعلومات أصبحت مشاعاً، وما على الباحث إلا أن يلتقطها ولا يتركها نهباً للضياع!!..
إجمالاً.. الكتاب يحتاج الى أكثر من قراءة لادراك المضامين الواضحة والخفية التي يسعى الباحث الى اظهارها أو يعتمد إخفاء بعضها في ثنايا الاشارات الخفية، لكن الكتاب عظيم الجدوى لأنه كما قلنا سد ثغرات في تاريخنا الملعوب به والملعوب عليه، جراء الافتقار الى باحثين أكفاء.. والى جادين فعليين في هذا المضمار!!..
وللإمانة يحسب لهذا الكتاب ويمثل هذه الخصوصية، وبمثل هذا التكثيف في المعلومات والحقائق، وفي حشد الآراء المعززة والمتعددة حول محور واحد ألا وهو المساعي البريطانية الخبيثة في إثارة الفتن، وفي دق الأسافين، وفي صناعة الاحترابات الداخلية.. وفي التهيئة المتعمدة لصناعة التقسيم وإشاعته في أوساط المجتمعات العربية والإسلامية ومنها مجتمعاتنا اليمنية من اليمن الطبيعي والتاريخي!!.