نوفمبر.. الرحيل الأمبراطوري..
في يوم الـ30 من نوفمبر سقطت راية الأمبراطورية العظمى.. بريطانيا المحتلة.. لهذا اصبح الـ 30 من نوفمبر يوماً تاريخياً وهاماً في حياة كافة ابناء الشعب اليمني
وهذا سيعني أنه ليس يوماً عادياً وهو بلاشك امتداد وخلاصة لثورة الـ 14 من اكتوبر تلك الثورة العملاقة التي يمكن اعتبارها الثمرة الطيبة لمختلف مراحل الكفاح والنضال الثوري الذي اثبت في سياق مساراته الطويلة مدى قدرة الثائر اليمني على تحقيق ارادته الوطنية مهما كلفه ذلك من تضحيات جسيمة فقد انطلق بشعلته الثورية وهو على يقين تام بأنه ليس رحلة ترفيهية بل يواجه اعتى الطائرات والدبابات بسلاحه الفردي المتواضع لكنه صنع شيئاً, صنع ثورة خلدها التاريخ في انصع صفحاته ومهما حاولت دول العدوان طمس تلك الهوية الثورية إلا انها راسخة رسوخ جبال شمسان وردفان الأبية وعالقة في ذهن ووجدان كل يمني جيلاً بعد آخر.
ولعل المسار الثوري الأكتوبري قد وضع امام الإحتلال البريطاني البغيض معيار التراجع ليس كخيار منه بل كخطوة اجبارية ومرحلة محتومة كونه من المؤكد عدم قدرته على خرق موعد الرحيل والجلاء الكامل لبريطانيا من الأراضي اليمنية, لأنه في الأساس لم يتركها ضمن اتفاقية سلام وما شابه فقد اجبر فاراً عقب ثورة جماهيرية عبرت في طياتها عن جموح رغبة التحرير بعد عناء طويل دام لقرن ونيف تحت وطأة هذا الأستعمار البغيض وهو الأمر الذي جعل البريطانيين يلتزمون بموعد الرحيل والجلاء النهائي في الـ 30 من نوفمبر عام 1967م.