كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967م – 1990م(الحلقة رقم (75)
تضمنت السطور الاخيرة من الحلقة قبل السابقه رقم 76 خاطره معنونة
" حمالو الحطب " كتبها الاستاذ خالد سلمان بتاريخ 11-11-2019م بمناسبة الذكرى 41 لاستشهاد قبول أحمد الورد وعيالها ..
اما الحلقة السابقة فأن معظم سطورها لنفس الكاتب المعنون : " الذكرى المؤلمة " وتخص أيضاً نفس الشهيده وعيالها .. وفي هذه الحلقه سأجتهد في تحليل الموضوعين ولو بشكل مختصر .
ملاحظة : قبل التحليل أود ذكر مسأله معلوماتيه تخص الموضوع : فقط في صياغ موضوع الاستاذ خالد سلمان وتقرير موقع شاهد برس في 11-3-2020م ذكرالشهيدة قبول وطفليها أو أطفالها لكن الصحيح هو مايلي : بنت قبول ليست طفلة فقد كانت حينذاك شابة حامل اسمها صالحة الطلول والطفل ابن قبول اسمه عبده الطلول وكان عمره حينذاك 5 سنوات وقد استشهد مع أمه واخته والصيغة الصحيحة لذكر الأم الشهيدة وبنتها الشهيدة وابنها الطفل على النحوالتالي :-
• الشهيدة قبول أحمد علي الورد – زوجة محمد قائد الطلول
• كان عمرها يوم استشهادها 46 عاماً تقريباً
• الشهيدة صالحة محمد قائد الطلول كانت حامل بشهرها الثامن كان عمرها يوم استشهادها 22عاماً تقريباً
• الشهيد الطفل عبده محمد قائد الطلول كان عمره حينذاك 5سنوات ومن الناحية القانونية فان الشهيدة صالحة كانت بمثابة ثنتين انفس في نفس واحدة كونها كانت تحمل في أحشائها جنينا
عودة الى الموضوع : الخاطرة والقصيدة تستحق التحليل الموسع لكنني فضلت إيجازها وأختصار ذلك قدر الامكان بالسطور ادناه
تحليل خاطرة " حمالو الحطب "
عن سير الشهيدة قبول وابنتها الى جهنم ارضي حقير يقودها احفاد حمالة الحطب .. قال الاستاذ خالد سلمان في خاطرته المعنونه " حمالو الحطب " تخيلوا أنفسكم وسط ذلك الحشد المذموم المسموم الممسوس غير المبارك "
التحليل فعلا لقد كان حشدا غير مبارك مكون من مجموعه منفذي المحرقة ومجموعه المواطنين الحاضرين الذين شاهدوا المحرقة ولم يستنكروا تلك الجريمة حتى بمجرد كلام أو كلمة خاصة ممن كانوا حينذاك بسن الرشد ومافوق سن العشرين سنة وشاهدوا المحرقة وفشلوا في ادانتها ولو بكلمة في ظل حكم قمعي يتسم بالقسوة والهمجية والوحشية ورادف ذلك وحشية الصمت " حسب عنوان احدى قصائد الشاعر معاذ الجنيد
تحليل قصيدة الذكرى المؤلمة :
في العدد رقم 1848 من صحيفة ( الثوري ) الغراء الصادرة يوم الخميس بتاريخ 16 ديسمبر م عام 2004م الموافق 2 ذي القعدة 1425هـ كتب الصحفي الشجاع الرفيق خالد سلمان قصيدة بعنوان " الذكرى المؤلمة وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لإستشهاد قبول أحمد علي الورد وأبنتها صالحة محمد قائد الطلول وابنها عبده محمد قائد الطلول وجميعهم استشهدوا في محرقة شريح بتاريخ 11-11-1978م القصيدة منشورة نصاً في الحلقة السابقة وكل سطورها رائعة .. وأود هنا اختيار بعض ابياتها وسطورها لتحليل والتعليق عليها بشكل مختصر وهي على النحو التالي :-
صباح الخير سيدة الصباحات الحزينة
صباح الخير سيدة الصباحات الحزينة " صباح الليل " صرختنا في وجه المساءات العميقة ..
فأنت سر الإخصاب ونسخ الابتداء وأنتٍ
الخلود..
صباح الخير ابنة الورد وأنتٍ تضيئين بجسدك القدسي كل أشواق العاشقين لوطن متحد وعيش سعيد ..
صباح الخير ابنة الورد وأنتٍ تذرين سنواتك الربيعية لقاحاً للفصول والأزمنة
صباح الخير وأنتِ تبعثين رماد عمرك ذرات تشع في سماواتنا الباكية المظلمة ..
صباح الخير وأنتِ تحتضنين طفليك قبل رحلة النار ..
تمنحينهم طاقات حب وأمومة ..
التحليل والتعليق :- إن الأستاذ خالد سلمان وكما هي عادة ابداعاته في المجال الأدبي شعرا أو قصيدة أو في مجال الكتابة للمجالات الأخرى يعطي لكل موضوع مطروق حقه من الوصف أو التوصيف انطلاقاً من مبدأ : " لكل مقاماً مقال "
فقد وصف الشهيدة قبول الورد في مستهل القصيدة سيدة الصباحات الحزينة .. وفي صباح الليل أسماء صرختنا في وجه المساءات العقيمة .. كما أن صباح الليل المقوسة ليس المقصود منها عتمة الليل المتعاقب مع النهار بل ظلم الواقع ظلم السلطة أو الضيم الذي تمارسة السلطة الحاكمة بحق الوطن ومواطنيه .. كما ان الاستاذ خالد سلمان قد جسد روح الشهيدة قبول بالا بتداء والخلود وأنها قد إضاءت بروحها القدسي كل اشواق الطامحين لوطن موحد وعيش كريم وان تضحيتها بسنوات عمرها لن يذهب هدرا بل يعد لقاحاً لزمن الجيل القادم كما ان رمادها سيظل مشعاً في سمائنا الباكية المظلمة ..
لقد كانت قصيدة الرفيق المناضل خالد سلمان مزيجا متناغما وموفقا بين القصيدة الأدبية والإدانة السياسية للسلطة الحاكمة .. نعم لقد كان الموضوع شاملاً جمع بين النعي الحزين وقصيدة القافية والشعر النثري وبين النقد السياسي البائن للأوضاع السياسية منذ فترة السبعينات من القرن الماضي إلى عام 2004م – أي تاريخ كتابتها في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ..
الهامش :
• خالد سلمان / اسمه الثلاثي خالد إبراهيم سلمان
• صحفي وكاتب متمكن ويمتلك خبرة طويلة في الكتابة بعدة تخصصات في مجال الصحافة .
• عرفته في أوائل ثمانينات القرن الماضي في عدن .. كان من أبرز الصحفيين في صحيفة 14 أكتوبر اليومية التي كانت ومازالت تصدر في مدينة عدن ..
• كان يكتب مقالة العمود والشؤون الدولية ومجالات آخرى ترأس أكثر من قسم في صحيفة 14 أكتوبر خلال الثمانينات
• بعد تحقيق الوحدة اليمنية بفترة انتقل الى صحيفة الثوري الاسبوعية لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني
• ترأس صحيفة الثوري وتميز بآرائه الشجاعة وانتقاده لأخطاء السلطة دون خف أو وجل .
• منذُ أكثر من عقد من الزمان يعيش الأستاذ خالد سلمان خارج الوطن بسبب استهدافه المتكرر من قبل السلطة .
• تميز الأستاذ خالد سلمان برأيه الشجاع أكثر من غيره والذي كان ومازال يدافع عن الحق ..