كتابات | آراء

السّعوديّة: حصار الصّواريخ والطّائرات المسيّرة

السّعوديّة: حصار الصّواريخ والطّائرات المسيّرة

بعد أقلّ من عشرة أيّام لعمليّة كسر الحصار الأولى التي نفّذتها القوّات المسلّحة اليمنيّة في ١١ - ٣- ٢٠٢٢ ضمن عمليّات إعصار اليمن

التي نفّذتها 9 طائراتٍ مسيّرة منها 3 طائرات نوع صماد3 استهدفت مصفاة أرامكو في الرّياض، وست طائرات أخرى مسيّرة نوع صماد1، استهدفت منشآت أرامكو في منطقتي جيزان وأبها ومواقع حسّاسة أخرى في العمق السّعودي، ليأتي إعلان النّاطق الرّسمي باسم القوّات المسلّحة اليمنيّة العميد يحيى سريع بعد أيّام من تنفيذ عمليّة (كسر الحصار الثّانية) التي استهدفت العمق السّعودي بدفعةٍ من الصّواريخ البالستيّة والمجنّحة والطّائرات المسيّرة، وذلك ردّاً على استمرارِ العدوان الأمريكيّ السّعودي والحصارِ الظّالمِ على الشّعب اليمنيّ تأتي العمليّة في إطار الرّدّ المشروع على استمرار العدوان والحصار على اليمن منذ أكثر من سبع سنوات العمليّة استهدفت بمرحلتها الأولى قصف عددٍ من منشآت العدوّ السّعودي الحيويّة والحسّاسة التّابعة لشركة أرامكو في الرّياض وينبع ومناطق أخرى، فيما استهدفت العمليّة أيضاً بمرحلتها الثّانية عدداً من الأهداف الحيويّة والهامّة في مناطق أبها وخميس مشيط وجيزان وصامطة وظهران الجنوب. عمليّة كسر الحصار الثّانية هي كسابقتها تحمل العديد من الرّسائل والدّلالات السّياسيّة والعسكريّة والأمنيّة التي تبيّن ما يلي:
1 – توقيت العمليّة مع بداية العام الثّامن للعدوان على اليمن هو رسالة ناريّة تؤكّد على الثّوابت اليمنيّة بالصّمود والتّصدّي وإفشال أهداف العدوان وانكشافه وعجزه أمام استبسال اليمنيين.
2 – عمليّات الرّدّ المتتالية هي تأكيدٌ على جهوزيّة القوّات المسلّحة واللّجان الشّعبيّة على مواصلة المواجهة رغم الحصار الظّالم وقدرتها الكبيرة والسّريعة في نقل المعركة إلى الدّاخل السّعودي.
3 –أهميّة الأهداف الحيوية التي استهدفتها عمليتا كسر الحصار الأولى والثّانية تؤشّر على تفوّق اليمنيين بآمكاناتهم المتواضعة على منظومة أمن العدوان من خلال تفوّقها أمنيّاً وتحديث بنك الأهداف تباعاً.
4 – عمليّات كسر الحصار جاءت في ظلّ الحرب الرّوسيّة الأمريكيّة الأوكرانيّة التي تسبّبت بوجود أزمةٍ عالميّةٍ في الطّاقة وحربٍ اقتصاديّةٍ.
5 – فرضت العمليّة قواعد حربٍ نفطيّةٍ جديدةٍ لن تدفع ثمنها الرّياض وحسب بل كل دول العدوان والعالم أجمع على مستوى أزمة النّفط العالميّة التي تسبّبت بها في العقوبات الأمريكيّة على روسيا.
قد لا تستوعب الرّياض حجم عمليّة كسر الحصار الثّانية لأنّها أكبر منها ولا تطالها فحسب بل هي استهدافٌ للقطاع النّفطي العالمي وبالتّالي فإنّ اليمنيين أرادوا أن يقولوا لدول العدوان ولكلّ العالم سنفرض حصارنا النّفطي على العالم لطالما استمرّ العدوان والحصار علينا ولن يثنينا أحد عن حقّنا في كسر الحصار وبالتّالي لن يكون أمام الولايات المتحدة الأمريكيّة إلّا الرّضوخ للحقّ اليمني لا سيّما في ظلّ تفاقم أزمة النّفط عالميّاً ولجوء الإدارة الأمريكيّة لفتح نوافذ الحوار والمفاوضات مع فنزويلا من خلال بدء محادثاتٍ رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيّين وفنزويليّين منذ سنوات، بالرّغم من فرض العقوبات الأمريكيّة على فنزويلا المتمرّدة على الإدارة الأمريكيّة التي تريد إقناع حلفائها الأوروبيين بضرورة مقاطعة النّفط الرّوسي وإيجاد بديل عنه، وقد تلجأ الإدارة الأمريكيّة إلى أبعد من ذلك من أجل إنجاح عقوباتها على موسكو من خلال تقديم بعض التّنازلات الكبيرة لطهران في مفاوضات فيينا. نفس الأمر ينطبق على اليمن العصي على العدوان منذ أكثر من سبع سنوات حيث سيدرك الأمريكي أنّ استمرار العدوان على اليمن لن يزيده إلّا غرقاً في الوحل اليمنيّ ويدرك الأمريكيّ أكثر أنّ اليمنيين المحاصرين نجحوا بامتياز في نقل المعركة إلى بعض عواصم العدوان كالرّياض وأبو ظبي وهذا يعني أنّهم قادرون على نقل المعركة إلى ما بعد الرّياض وما بعد بعد أبو ظبي وما استهداف ارامكو تحديداً إلّا جزءٌ من المعركة التي أشار العميد يحيى سريع في مؤتمره الصّحفي حول عمليّة كسر الحصار الثّانية عن امتلاكهم بنك أهدافٍ يتضمّن أهدافاً كبيرةً وحيويّةً وحسّاسةً أصبحت تحت مرمى صواريخهم وهذا يعني إعطاء أولويّة في الرّدّ الخارجي من خلال استهداف ارامكو وغيرها من الأهداف الحيويّة وتوسيع رقعة الاشتباك، واليمنيّون قادرون على ذلك ولا بدّ للمتابع في الشّأن اليمنيّ أن يلمس وقائع اليمنيّين الكبيرة خلال سنوات العدوان ومراحل انتقالهم من الحصار إلى كسر الحصار وإرساء قاعدةٍ تقول إنّ اليمن المُعتدى عليه والمُحاصر ليس ضعيفاً وهو أقوى من أي وقتٍ مضى وهو قادر على فرض حصاره النّفطي على العالم بصواريخه التي تستهدف أرامكو والأيّام القادمة ستنبئنا بذلك.
 كاتب واعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا