كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967-1990م( الحلقة «76»
في الحلقة السابقة كتبت باختصار تحليل وتعليق عن أو حول مادتي الأستاذ خالد سلمان الأولى كتبتها في صحيفة "الثوري" الصادرة بتاريخ 16/12/2004م والثانية في صفحته بتاريخ 11/11/2019م
والمادتين تخص الشهيدة قبول الورد وأبنائها وفي هذه الحلقة أورد نصاً فقط لنصف الصفحة الأولى من تقرير موقع شاهد برس الصادر بتاريخ 11مارس من العام الجاري2020م وأستقري ما تبقي من التقرير لاحقاً بعد هذه السطور أدناه:
بعد مضي اثنين وأربعين عاماً أي بالتحديد في العام 1978م، عادت قضية بنت الورد وطفليها إلى الواجهة من جديد بحثاً عن العدالة، لتتكشف معها تفاصيل واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة إب واليمن في ذلك الوقت.
جريمة بهذه البشاعة لا تسقط بالتقادم، ولا تحل بالاحتراب الأهلي المناطقي، بل بإحقاق العدالة الناجزة، عبر قضاء مستقل، لإعادة الاعتبار لابنة الورد وطفليها، وإقامة نصبا تذكرياً لهم كي يعيد لإنسانيتنا المحترقة معهم التوازن والإنسانية والاعتبار، لعله مثل هكذا ملفات، وجرائم ضد الإنسانية، يجب أن ينفض عنها الغبار، ويجب أن تفتح بقوة يد القانون العادلة الزاجرة الضاربة.
وما تبقى من التقرير أود اختزاله بدون توصيف أو ثلب بشكل مختصر جداً لا تتعدى 10أسطر وذلك على النحو التالي:
• أشار التقرير إلى أن جريمة إحراق امرأتين وطفل ستظل شاهداً حياً يوثق بشاعتها كواحدة من مئات الجرائم وخفايا كل الممارسات والانتهاكات التي حدثت في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
• وجاء بما معناه أن تلك الجريمة تم ارتكابها برعاية الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبتمويل سعودي.
• كما جاء في ختام تقرير شاهد برس: أن مرتكبي الجريمة "لم يدركوا أنهم بفعلتهم وجرمهم قد خلدوا ذكراها الحاضرة اليوم فينا، وأن صرختها ستظل لعنة تطاردهم وتتداولها الأجيال إلى أبد الآبدين وإلى ذلك اليوم الموعود".
ملاحظة: السطور أعلاه وعددها عشرة هي اختزال لما تبقى من التقرير بحجم صفحتين ونصف- A4- وقد صورت عدداً لا بأس به من نسخ التقرير وأشركت بقول الرأي والرأي الآخر أربعة أشخاص من المواليين للسلطة وكان سؤالي بسيط وهو: أيش رأيكم بتقرير شاهد برس؟وقد تفاوتت الإجابات وذلك على النحو التالي:
• الأول قال: لم يعجبه.
• الثاني قال: باهر- ربما أراد مجاملتي- والله أعلم.
• والثالث قال: ماله شي- قالها على مضض.
• والرابع رد على السؤال بسؤال آخر وقال بعصبية بائنة: أنتم يا الاشتراكيين"لا تفنقلوا" معناها: تفتكروا أن السعودية وعلي عبدالله والمواليين لها في عمار هذه الجهات الكبيرة تعاونوا على إحراق الذي ذكرتهن؟قلت له: الذي يسمعك بايقول أنك لست من المنطقة الوسطى.. فأنت عارف أن السلطات الرجعية المتعاقبة في صنعاء قد شنت عشرة حروب على المناطق الوسطى من أوائل عام 1970م إلى أواخر عام 1982م.
• أي على مدى 13عاماً وهو أطول نزاع مسلح في اليمن- وكل ذلك بإيعاز وتمويل سعودي وتنفيذ يمني- أي رؤوس السلطات المتعاقبة وأدواتها في المنطقة وكل ذلك الغرض منه القضاء على اليساريين في المنطقة الوسطى وخلال تلك الفترة ارتكبت السلطة بحق أبناء المنطقة 1192 جريمة من بينها محرقة النسوان وطفل في قرية شريح أي أن الجرائم كل لا يتجزأ مع الفارق أن استشهاد قبول الورد وأبناءها تعتبر اكبر جريمة في التاريخ اليمني.
ثم قلت له بهدوء: أرجو يا حاج عبده أن تعيد قراءة التاريخ فنحن اليساريين لن ننسى رفاقنا الذين هلكوا ظلماً وعدواناً.. هز الحاج عبده رأسه مثل الهندي وانصرف.
عودة إلى الموضوع: إن تقرير شاهد برس الذي طرق قضية الشهيدة قبول الورد بغية تبيان مظلوميتها وإعادة حقها المعنوي هي وعيالها ذلك التقرير بعض فقراته رائعة وبعضها أكثر من رائعة.. بل ويعتبر وثيقة هامة كمرجع للذين ينوون بنية صادقة إعادة كتابة تاريخنا اليمني المشتت أحياناً والمزور أحياناً أخرى.
واقترح على رفاقنا في موقع شاهد برس إعادة تصحيح الأسماء هدف الموضوع وذلك على النحو التالي:
• الشهيدة قبول أحمد علي الورد العمر 46عاماً تقريباً يوم استشهادها هي وابنتها صالحة وابنها أيضاً عبده وليس محمد.
• الشهيدة صالحة محمد قائد الطلول كانت حامل بشرها الثامن- العمر 22عاماً.
• الشهيد الطفل محمد قائد الطلول- العمر 5سنوات.
كما اقترح الاطلاع على مقال الأخ ياسين ضيف الله في صحيفة "الثوري" العدد "2231"بتاريخ 2/5/2013م بعنوان: نماذج من المناطق الوسطى: اليمن وضرورة تطبيق العدالة الانتقالية..
في العدد القادم:قبول الورد شاهدة وشهيدة