دول المنطقة.. ورياح التغيير..!!
في ظل الأزمات والتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها دول المنطقة وشعوبها منذ عقود.. إلا ان النخب السياسية في عالمنا العربي في سبات عميق.. وفي ظل غياب الإرادة السياسية الموحدة.. تصبح تلك الدول هدفاً للتقسيم والتجزئة الاستعمارية وتمزيق وحدة الأمة والوطن..
فالخطر الأكبر في تقديرنا هو عجز تلك الأنظمة الحاكمة عن إعادة صياغة رؤيتها للسياسة والحكم الرشيد.. ويظل السؤال الحاضر الغائب دوماً: أين موقع الحريات الشخصية, وحقوق الإنسان الذي كفلته مواثيق وقوانين ودساتير المنظمات العالمية, ومنظمة الأمم المتحدة في ظل تلك الأنظمة العربية الجائرة..؟!
لقد لوحظ في الأوانة الأخيرة أن ثمة تراجعاً كبيراً عن واقع مستقبل الحريات وحقوق الإنسان في ظل تلك الأنظمة الحاكمة المستبدة.. وسياساتها القمعية في تكميم الأفواه.. وتقييد الحريات الشخصية ومصادرة حقوقها..
فيا ترى: هل تشهد دول المنطقة تغييرات جيوسياسية مع حلحلة بعض الأزمات.. والسيناريوهات المعقدة التي تدار وراء الكواليس في ظل قدوم مرحلة جديدة بفوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أم تظل عليه السيناريوهات كما هي عليها عدا إجراء بعض التغييرات التوازنية والإجرائية الطفيفة..؟!
من هنا ندرك أن لدى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين عدة قضايا متشابكة ومتداخلة.. وتركة مثقلة بالتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية والعسكرية تجاه دول المنطقة.. منها على سبيل المثال لا الحصر: القضية الفلسطينية.. وأزمة العراق.. والأزمة النووية الإيرانية.. وحرب اليمن.. وأزمة أفغانستان وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية..
فالمشهد السياسي العربي والإقليمي والعالمي مشحون بالتوترات.. وبقضايا عديدة.. وفي ظل أزمة الشرعية العربية وعجزها التام عن تشكيل نظام سياسي موحد قائم على مفهوم المواطنة المتساوية.. ومفهوم الدولة المدنية الديمقراطية والقانونية..
وعندما تغيب الرؤية السياسية الصادقة.. والإرادة الموحدة.. تصبح تلك الأنظمة غير قادرة على تحقيق نقلة نوعية نحو الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.. إضافة إلى الأزمات الداخلية والخارجية التي تمر بها دول المنطقة والعالم..
وفي ظل الأطماع العربية- العربية يمر المشهد السياسي العربي بمرحلة عجز مستدام: سياسياً, أمنياً, اقتصادياً, وعسكرياً.. وفي انعدام الحوار المسؤول الجاد بين شركاء الأمس.. فرقاء اليوم تظل الهوة عميقة.. والفجوة أعمق.. وهناك استحقاقات مؤجلة.. وقرارات منسية.. واتفاقات معطلة في ظل انقسامات ورؤى متباينة.. وهذا ما فاقم الموقف بين تلك القوى والنخب السياسية والفكرية والوطنية.. وأدخلها في أتون صراعات مدمرة..
لهذا وذاك لا بد أن نضع العامل الإقليمي والدولي في الحسبان.. وأن سياسة القطب الواحد في تسيير السياسات بين الدول باتت غير مجدية.. وغير فاعلة.. خاصة في ظل التباينات السياسية والفكرية والايديولوجية المتصارعة في ما بينها..
لذا علينا أولاً: ترميم وصيانة البيت العربي من الداخل كي لا نعطي فرصة للتدخلات الخارجية أياً كانت.. فالمؤشرات القادمة تجاه دول المنطقة جد خطيرة.. والسيناريوهات أخطر في ظل الخلافات والصراعات العربية العربية.. والإقليمية- العربية..
إن لم نتفق على رؤى موحدة.. وإرادة سياسية موحدة.. وحوار مثمر.. مسيج بالثقة والمصداقية والشفافية كي نصل بالسفينة العربية إلى بر الأمان.. دون ذلك نظل ريشةً في مهب الرياح.. تتقاذفها يمنةً ويسرةً حتى تهوي بها في مكانٍ سحيق..!!.