الوحدة اليمنية.. الإرث الثقيل!
الدولة اليمنية الواحدة عبر التاريخ عمرها أكثر من عشرة آلاف سنة، وفي تفصيل آخر أربعة آلاف سنة، وصراع اليمنيون كان من أجل بقاء الدولة اليمنية موحدة
أو من أجل إعادة توحدها، وأضعف مرحلة هي التي عجز فيها اليمنيون عن المحافظة على بقائها موحدة نتيجة الفرقة، والأطماع والتدخلات الخارجية.
الوحدة اليمنية التي ناضل من أجلها الشرفاء المحبين لوطنهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحقيقها، كانت بالأمس حلم الشعب اليمني، ومصدر فخره، واليوم مع الأسف أصبحت وكأنها فرساً عجوزاً فقدت أهمية وجودها ومن الأفضل التخلص منها، وتبقى الصعوبة في من يستطيع حمل السكين ونحرها أمام الجميع.
رحم الله الرئيس الليبي معمر القذافي الذي قال: "الوحدة اليمنية هي الحدث الإيجابي الوحيد في التاريخ العربي المعاصر"، والرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد الذي وصف الوحدة اليمنية بأنها "الحدث التاريخي المهم في تاريخ الأمة العربية، والإنجاز القومي المشرف في الزمن الصعب"، والراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الذي قال: "الوحدة اليمنية كُللت بفضل من الله تعالى بالنجاح وسوف يتذكرها بالفخر والاعتزاز أبناء اليمن وأشقائهم العرب في الوطن العربي الكبير".
الخلاصة: اليمنيون أمام مرحلة تاريخية هامة وخطيرة "الوحدة اليمنية"، منجز حضاري عظيم حققه اليمنيون في غفلة من القوى الإقليمية. اليوم نحن في عصر الفرقة والخلافات، والاضطرابات والحروب، وصراع الأقطاب التي تحكم العالم، والتخلي عن الوحدة والسعي لتمزيقها يعني بأن اليمنيون خانوا تاريخهم وحضارتهم، وقبلوا التسليم والخضوع لرغبة القوى الخارجية التي تستخدم الضباع المحلية لتنفيذ أهدافها.
الحل الوحيد يتمثل في دولة يمنية واحدة مكونة من إقليمين شمالي وجنوبي، مواطنة متساوية الجميع متساوون أمام القانون والتوزيع العادل للثروة، وبعد 5 سنوات يتم عمل استفتاء من أجل بقاء دولة الوحدة أو الانفصال، والخيار الأخير لم يكن يوماً من ضمن صراع اليمنيون عبر التاريخ