كلك نظر: شخصيات بارزة من عمار شخصية هذه الحلقة الفقيد عبده مثنى طويل (7)
الفقيد عبده مثنى- الله يرحمه- الذي فقدناه قبل أكثر من ربع قرن من الزمان لكن حزن كل من عرفه مازال متجدد وكأنه لقي ربه فجر اليوم.
الفقيد عبده كان من الشخصيات الشبابية المميزة في مخلاف عمار أخلاقاً وسلوكاً وعملاً وهذه المادة تتضمن ما أذكر من سيرة حياته ومناقبه الشخصية.
• عبده مثنى أحمد مثنى طويل- تاريخ الميلاد: 9/7/1955م.
• مكان الميلاد: قرية بيت طويل عزلة رخمة مديرية دمت محافظة اب سابقاً محافظة الضالع حالياً.
• تلقى تعليمه الأولي في معلامة القرية وطور مستواه التعليمي لاحقاً.
• هاجر إلى الكويت عام 1974م وإلى جانب عمله هناك طور مستواه التعليمي كما أنه كان من الناشطين الرياضيين والاجتماعيين في إطار الجالية اليمنية في الكويت.
• هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1979م وعاد آخر مرة إلى اليمن أوائل عام 1994م.
• خلال سنوات غربته في الكويت أو في أمريكا كان يتابع أخبار الوطن أولاً بأول.
خلال فترة السنوات التي قضاها في المهجر وبعد عودته كان من أوائل من يتبرعوا للمشاريع العامة.. ويحب الخير للصالح العام وكذلك الإيثار الشخصي ويرفض الحديث عن ما وهب للغير..
الانتماء السياسي
كان ناصرياً مخلص وكان متأثراً ومحباً للزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر.. وقد سمى أحد أولاده جمال تيمناً به.. كان ناصرياً من الاقحاح ومخلص للفكر القومي الناصري.. وكان له نظرة ثاقبة وصحيحة للممارسة الحزبية.. وقد عرفت هذا الشأن من خلال حديثي معه عام 1994م قلت له: يا عبده ايش رأيك بالحزبية وضوابط الانتماء الحزبي؟؟ أجاب على سؤالي بسؤال آخر قائلاً: هل تقصد على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العام؟ قلت له: على الصعيدين الخاص والعام؟ قال: بالنسبة لي وكما تعرف.. أنا ناصري من السبعينات كقناعة خالية من المصلحة.. وعلى الصعيد العام أرى أن ضوابط الانتماء الحزبي والحزبية برمتها تستوعب ثلاثة اتجاهات وهي: الاتجاه اليميني والاتجاه اليساري والاتجاه الوسطي أكثر من هذا عبث- كان حديث المرحوم حول هذا الشأن حديث صائب مازال يحتفظ بآنيته وحيويته إلى اليوم.
مميزات ومناقب عبده مثنى كما عرفته
معرفتي بالمرحوم عبده مثنى معرفة قديمة كأهل كان ومنذ سن الطفولة وبداية سن الشباب وحتى وفاته يتميز بالهدوء والرصانة والطيبة والأخلاق المرتفعة والأسلوب المرن في تعامله مع من حوله ولذلك كان يحظى بحب واحترام الناس وكان له في نفوس كل من عرفوه مكانة متميزة.
عبده مثنى والاستقرار في الوطن
عندما عرفوا أهل قرية بأنه سيعود من أمريكا ويستقر في الوطن بشكل دائم شعروا بغبطة لافته وكنت أحدهم.
• قابلته في صنعاء عدة مرات بعد عودته الأخيرة من أمريكا وعرفت أنه فعلاً قد قرر أن يستقر في الوطن.. وفعلاً استقر فترة هو وأسرته في منزل فاخر خارج مدينة تعز متجنباً ضوضاء المدن الكبيرة لكن القدر لم يمهله كثيراً- كنا نلقبه:"صاحب الابتسامة الدائمة".
• توفى عبده مثنى طويل في مدينة تعز بتاريخ 26/11/1995م- الله يرحمه رحمة الأبرار- قل ما نجد من أمثاله.. أن أمثال المرحوم عبده مثنى طويل لا يتكررون إلا نادراً.
• وعلى هامش الكتابة عن المرحوم عبده مثنى طويل الذي توفى على أثر جلطة قلبية عن عمر 40عاماً و4شهور و18يوماً أود ذكر مواقف لا تنتسي وهي على النحو التالي:
• الموقف الأول: جاء عبده مثنى لزيارتي إلى بيتي في صنعاء بتاريخ 14/10/1995م- أي قبل وفاته بشهر ونصف وشاهدنا معاً حفل الذكرى 32لثورة 14اكتوبر.. قال عبده: ما فيش علامات الفرحة على وجوه الحاضرين.. قلت أحزان حرب العام الماضي لم يولد غير الانكسار وتواصل الحديث بما معناه: إن الرئيس علي عبدالله صالح سيكون بطلاً لليمن كله إذا عالج جروح الحرب وعمل على تجفيف منابع الفساد وأوجد مواطنة متساوية إلى آخر الثمانيات.. قال عبده مثنى- الله يرحمه- أتمنى لوطننا الأمن والاستقرار والرفاه.. قلت إن شاء الله.. لكن للأسف لم تحقق الأمنية الغالية للفقيد الغالي.
• الموقف الثاني: في 26/11/1995م علمت بوفاة عبده مثنى في تعز وتحركت سريعاً بسيارتي وحصلت حادثة انقلابها لكن كتب لي الله السلامة عدى رضوض مؤلمة في صدري.
• الموقف الثالث: في تاريخ 27/11/1995م نشرت صحيفة "الثورة" بعددها رقم 11338 خبر وفاتي.
• الموقف الرابع في صباح نفس يوم 27/11/1995م قرأ السيد حسين بدرالدين الحوثي خبر وفاتي في صحيفة الثورة فكان أول من حضر جنازتي جاء إلى منزلنا استقبلوه الأهل بحفاوة وقالوا له: الأمور سلامات حصلت حادثة انقلاب سيارته لكنه بخير عدى رضوض سنصحيه من النوم الآن.. لكن السيد حسين قال: خلوه ينام وسنعود العصر نطمأن على صحته.. وتمنى لي السلامة والشفاء العاجل..- الله يرحم السيد حسين الحوثي.
• الموقف الخامس: بعد مغادرة السيد حسين الحوثي بدقائق حضرت جموع من دائرة عملي- دائرة التوجيه المعنوي- ومن خارجها للمشاركة في مراسيم دفني وهذه المرة صحوني الأهل من النوم وقمت باستقبال الذين حضروا لدفني بعد أن قرأوا خبر وفاتي..
• إنها حقاً مواقف لا تنسى- لكن الموقف الأكثر إيلاماً هو وفاة عبده- الله يرحمه- وهو في ريعان شبابه لن لا مفر من القدر وعزاؤنا هو: ستظل مناقبه ومآثره حية لا تموت.