الأقصى: معركة الوجود
هي ليست معركة إعلامٍ صهيونيّة بل هي معركة رايات الحقّ في مواجهة الباطل وهي ليست معركة فلسطين مع المحتلّين المغتصبين بل هي معركة الشّرفاء والأحرار في العالم
في مواجهة الشّيطان الاكبر والاستكبار العالمي وممالك وإمارات المتأسلمين والمتهودين والمطبّعين. وهي معركة العرب في وجه المستعربين ومعركة الإسلام في مواجهة المتأسلمين، في هذه المعركة تسقط كلّ المعايير والحسابات الدنيويّة وتتهاوى كلّ التّحالفات العتية مهما امتلكت من أسلحةٍ وصواريخَ وطائراتٍ ومنظومات القبّة الحديديّة، تسقط كلّ تلك القوة وتكتيكاتها واستراتيجيّاتها أمام وعد الله القرآني واليقيني بحتمية الانتصار على قتلة الأنبياء والأولياء الصّالحين. ففي المعادلة الإلهية لا نقيم وزناً لقوّة أمريكا ترسانتها العسكريّة ولا نأبه للجيش الذي قيل بأنّه لا يقهر وأرعبته وهزمته حجارة أطفال فلسطين وأذلّه الله في لبنان على أيدي ثلّةٍ من المقاومين ولا نهاب من جيوش قرن الشّيطان وعمالقته الذين تحوّلوا إلى أقزامٍ في اليمن على أيدي رجال الله الاشداء تلك هي معادلتنا الكبرى من فلسطين إلى اليمن هزئنا بالاستكبار وهشّمنا صورته التي لا يجرؤ البعض النّظر إليها تلك هي معادلتنا الإلهيّة التي نبني عليها انتصاراتنا بهزيمتهم ودحرهم وتراكم فشلهم رغم ما يمتلكون من قوّة طيلة سنوات الصّراع. وعلى قدر فشل وإخفاق الاحتلال الصّهيوني في فرض سيادته على القدس على قدر ما أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينيّة وشعبها نجاحهم وقدرتهم على الصّمود والمواجهة وكسر هيبة الاحتلال ومنظومته الأمنيّة والعسكريّة والاستخباراتيّة رغم عدم تكافؤ القوى تسليحاً ودعماً سياسيّاً. فبعد أربعة وسبعين عاماً من الاحتلال يقف المحتلّ الغاصب بكلّ مؤسّساته السّياسيّة والإعلاميّة وجيشه وعتاده ومنظوماته التسليحيّة المتطوّرة عاجزاً ومشلولاً أمام عمليّات الطّعن في القدس والدّاخل وفشلت فشلاً أمنيّاً واستخباريّاً وعسكريّاً ذريعاً أمام العمليّات العسكريّة التي كان آخرها في تل أبيب في شهر نيسان الماضي والتي نفّذها الشّهيد حازم رعد الذي استطاع أن يضلّل العدو وأجهزته الأمنيّة وجيشه لمدّة تسع ساعات وهذا يدلّ على مدى وهن قوّة الاحتلال وعجزه عن حسم موضوع القدس لا بل كلّ فلسطين وإعادة الصّراع إلى نقطة الصّفر وهذا ما أكّدته معركة سيف القدس في العام المنصرم التي حوّلت المعركة إلى معركة الأحرار والشّرفاء في العالم وبالتالي قسمت المنطقة إلى معسكرين معسكر محور المقاومة من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن ومعسكر الانهزام والاستسلام الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكيّة مع الكيان الصّهيوني ودول التّطبيع الخليجي من الإمارات والبحرين والسّعودية وغيرها من الأنظمة الانهزاميّة وبذلك اتخذت المواجهة بعداً محوريّاً عربيّاً إسلاميّاً ظهر في ما يلي:
1 - تعاونٌ عسكريٌّ وأمنيٌّ واستراتيجيٌّ وتكتيكيٌّ وتطوير القدرات القتاليّة والمنظومات الصّاروخيّة والطّائرات المسيّرة على مستوى محور المقاومة
2 – ما كشفه مؤخراً قائد حركة حماس في قطاع غزة "يحيى السنوار عن غرفة عمليّاتٍ مشتركةٍ في بيروت وعن تنسيقٍ وتعاونٍ استخباريٍّ جرى بين المقاومتين اللّبنانية والفلسطينيّة، خلال معركة "سيف القدس".
3- إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجهوزيّة العسكريّة التصاعديّة بالتّزامن مع بدء المناورات (الإسرائيليّة) وتحذيره من انفجارٍ كبيرٍ على مستوى المنطقة تزامناً مع مسيرة الإعلام التي قرّرها العدوّ.
4 – إعلان السّيد عبد الملك الحوثي مراراً عن استعدادهم للمشاركة في أيّة معركةٍ قادمةٍ ضدّ العدوّ الاسرائيليّ وعن قدرتهم على استهداف مواقع حسّاسة في عمق الكيان الصّهيونيّ.
5 – رسالة المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة السّيد علي خامنئي باللّغة العربيّة على حتميّة دعم إيران لمحور المقاومة والمقاومة الفلسطينيّة.
كلّ تلك التّطوّرات تؤكّد إعادة المحوريّة لقضية فلسطين، التي تحوّلت عمليّة تحريرها من الاحتلال إلى معركةٍ شاملةٍ ستسقط كلّ الانظمة التّبعية المطبّعة والتي لا زالت حتّى اليوم في ظلّ ما تشهده السّاحة الفلسطينيّة من غليانٍ تعمل تلك الأنظمة بإعلامها وأدواتها وأبواقها وديبلوماسيتها ومواقع التّواصل على تعميم ثقافة الانهزام وتحذير الفلسطينيين رغم الانقسام الصّهيوني حول المسيرة إلّا أنّ هناك إصراراً سعوديّاً إماراتيّاً على إضعاف وتوهين الشّعب الفلسطينيّ في مواجهة المحتلّ الغاصب وهذا الأمر لم يتحقّق سابقاً ولن يكون مستقبلاً فإصرار الشّعب الفلسطينيّ على تحرير أرضه كاملة أكبر من أن توهنه أنظمة المستعربين. وبالرّغم من الاعتراف الصّهيوني بقدرة المقاومة وقوّتها وتخوّفهم من عدم استمرار كيانهم لسنواتٍ قليلةٍ بسبب عقدتهم الثّمانينية كما جاء في تباشيرهم إلّا أنّ أنظمة المستعربين تصرّ على شدّ أواصر ذلك الكيان الغاصب المؤقّت ليكون لها النّصيب الأكبر في تعميم التّطبيع الذي لم ينجز للمطبعين سوى المزيد من الذّلّ والمهانة والفقر والتّجويع والبطالة وما مصر والأردن إلّا أكبر مثالٍ وشاهدٍ على ذلك وما يجري اليوم تجاوز قضية التّطبيع ليصل إلى حدّ التهويد والأسرلة وشتم خير بني البشر وتدنيس مقدّسات المسلمين وتدميرها رغم ما صدر من تحذيراتٍ من حليف الصّهاينة الأكبر بايدن بإلغاء المسيرة أصر الصّهاينة ومعهم الإماراتيون وبعض أبواق نظام آل سعود على دعمها وتشجيعها والهدف هو هدم الاقصى الذي اذا ما أقدمت عليه قوّات الاحتلال وقطعان مستوطنيها فلن يكون الرّدّ بأقلّ من زوال كيانهم وحلفائه، والآتي من الأيّام سيريهم وعد الله الحقّ.
*كاتب وإعلامي لبناني