خواطر سرية: الهدنة التجسسية
قراءة العنوان لهذا اليوم قد توحي للقارئ أنني اقصد الطائرة المسيرة للمليكة السعودية CH4 صينية الصنع ألتي تم اسقاطها بفضل الله من قبل دفاعاتنا الجوية بصنعاء في جولة الرويشان..
ولكني لا اقصد هذا لأنها معلومة معروفة للجميع وتداولتها كل الوسائل الاعلامية.. الا ان الخواطر لهذا الاسبوع ليس لها صلة بذلك الحدث.. وإنما المقصود هو ما يجب أن يفهمه تحالف العدوان من أننا منذ اليوم الأول لقرار الهدنة نعلم ان الهدنة لم تأت إلا بعد ان وصل جميع الخبراء ومراكز البحث والدراسة المتخصصة لدى دول العدوان الى نتيجة مفادها ان معلومات دول العدوان بجميع اشكالها غير دقيقة حول الشعب اليمنى وجيشه ولجانه الشعبية لأنهم استقوها من المرتزقة ومن بيانات متراكمة قبل الحرب واقل ما يقال عنها انها صادرة عن اشخاص ليس لهم ارتباط بمصلحة الشعب اليمني اصلاً.. كما ان من زود دول التحالف بهذه المعلومات قد وضعوها نتيجة تخمينات نظراً لأن هدفهم الأساسي المال والكسب غير المشروع ولم يعرفوا حتى نفسيات هذا الشعب الذي لم تكن تربط المرتزقة به الا المصالح الشخصية والانانية فقط.. حيث تولاهم الشيطان ببرامجه الخاصة واذهب عنهم حب الأوطان والأهل والعشيرة.. وقد أدركت دول العدوان اخيراً أن مرتزقة اليمن هم الوحيدون في العالم الذين يدلون بمعلومات غير دقيقه ومضللة أحيانا ليس إلا لرغبتهم في الكثير من الفائدة والكسب الرخيص، وتبين للجميع أن ليس هناك ما يربط هؤلاء المرتزقة بالشعب والوطن.. وان هذه المعلومات أتت لغرض واحد لا ثاني له هو لأنهم رأوا منذ اليوم الاول للحرب أن مصلحتهم في اطالتها وان فيها نجاة لهم ومكسباً مادياً..
ونتيجة هذه الحقيقة التي وصل اليها العدوان بعد مراجعة ملفاته ومقارنتها بما يجري على ارض الواقع ادى الى اتخاذ قرار الهدنة مع اقرار عدم تنفيذها والتقيد بما نص عليه هذا القرار لأن هدفهم من هذه الهدنة هو جمع المعلومات الدقيقة التي يفتقرون إليها بغرض إعادة ترتيب اوراقهم وأوضاعهم في كل شيء نتيجة ما وصلوا اليه من فشل ذريع..
هذا الفشل ألمخابراتي للسعوديين والامريكيين والاماراتيين والبريطانيين وحتى الاسرائيليين وغيرهم في عدم قدرتهم الحصول على أي معلومات مؤكدة عن (إلى اي مدى وصل مستوى التصنيع العسكري للجيش واللجان الشعبية في اليمن) ومن اين يستمدون اسباب القوة..
نتيجة غياب هذه المعلومات هو ما دفع دول العدوان وخاصة امريكا واسرائيل لاتخاذ قرار الهدنة الصورية وغير الجادة وعدم خوض الحرب والاستمرار فيها في ظل غياب المعلومات خوفا من أن تظهر مفاجآت تدخلهم وتجرهم الى أنفاق مجهولة لا يمكن الخروج منها..
وهذا الامر هو ما لم يتطرق اليه الكثير من المحللين العسكريين والسياسيين..
ولذلك نقول لتحالف العدوان ان ما تخططون له معلوم لدينا ولن تصلوا على الاطلاق لأي من اهدافكم المرجوة من اتخاذ قرار الهدنة الصورية وغير الجادة..
وما نود التأكيد عليه هو ان امام تحالف العدوان فرصة اخيرة لن تتوفر مستقبلا لإحلال السلام بما يلبي المصالح المشتركة المشروعة لكل الاطراف في المنطقة..
ونقول لدول تحالف العدوان اعلموا وثقوا ان وجود دولة قوية ومستقلة وسيادية في اليمن العظيم هو لصالح الجميع لأنكم ستتحدثون وتتفقون مع رجال دولة جربتموهم حربا وسلما بما يكفي.. خصوصا وان الخيارات الإستراتيجية لليمن واليمنيين عديدة ومتعددة في جميع المجالات والاتجاهات.. ولا أقصد هنا الإستراتيجية العسكرية..
والراسخون في العلم يفهمون هذا ويعرفون قدرتنا على تلك الخيارات
ولا يفوتني هنا التأكيد على ان تضييع تحالف العدوان لهذه الفرصة -الأكثر من ذهبية- سيدفع الجيش واللجان الشعبية الى انهاء الحرب بطريقتهم بإذن الله.. والله يؤتي الحكمة من يشاء..