كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967- 1990م(الحلقة رقم "77" )
أكرر المقترح للرفاق في موقع شاهد برس بأن يطلعوا على مقال الأخ ياسين ضيف الله الورد المعنون: «نماذج من المناطق الوسطى اليمن وضرورة تطبيق العدالة الانتقالية» المنشور في صحيفة الثوري العدد رقم 2231 بتاريخ 2/5/2013م.
فمقال الأخ ياسين الورد قيم جداً وفيه معلومات قيمة عن المخفيين قسراً من عام 1978م إلى اليوم بالإضافة إلى الذين تم اغتيالهم في فترات مختلفة من عام 1978م إلى عام 1990م وكذلك الذين تم تشريدهم عام 1978م وقد استندت إلى بعض المعلومات المتعلقة بعام 1978م وتم نشرها في الحلقة رقم 69وستنشر معلومات من نفس المقال في الحلقة رقم 82 وبقية المعلومات ستنشر تباعاً وفقاً لتسلسل تاريخ وقوعها .. من عام 80م الى عام 90م .
شكراً جزيلاً للعميد ياسين ضيف الله الورد..
قبول الورد شاهدة وشهيدة
إن طيبة الذكر قبول أحمد علي الورد قبل أن تكون شهيدة كانت شاهدة على ظلم السلطة.. نعم كانت هي وجيلها شاهدة على الحملات العسكرية والقبلية التي وجهتها السلطات المتعاقبة في صنعاء إلى المناطق الوسطى وذلك من بداية عام 1970م إلى تاريخ استشهادها هي وأبناؤها في 11/11/1978م ففي تلك الفترة شهدت المناطق الوسطى بشكل خاص وبقية مناطق الشطر الشمالي من الوطن بشكل عام محاولات مستميتة لوأد مبادئ وأهداف ثورة 26سبتمبر 1962م تخلل ذلك بوتقة من القمع والاستبداد وقسوة بائنة في مجالي الحياة السياسية والاجتماعية.. وذلك العنف والقسوة كانت وليدة للأطماع السياسية والحقد الأعمى الهادف إلى اضطهاد المواطنين وإجبارهم على السير في طريق القوى الرجعية العميلة والمنهج الوهابي السعودي.
كما أن السلطة الرجعية في صنعاء عام 1978م أوغلت في القمع والإرهاب والظلم.. وعملت على إيجاد عناصر برجوازية تتبعها في منطقة عمار بالذات وتلك العناصر أثبتت بسلوكها بأنها نماذج للشر والطغيان في مجتمع ريفي بسيط يبحث عن حياة كريمة.
الله يرحم الوالدة قبول الورد رحمة الأبرار لقد كانت حقاً شاهدة وشهيدة.. نعم شاهدة كونها شاهدت ظلم السلطة وإتباع السلطة في النطاق الجغرافي لمنطقتها وشاهدة أيضاً على أحزانها وأحلامها المجهضة.. وكانت وما زالت وستظل شهيدة كونها قتلت حرقاً ظلماً وعدواناً قال تعالى:" أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)"سورة هود.
الهجوم على معقل المنشقين ومقتل
القيادي عبده الورد
رداً على استشهاد قبول الورد وأبنائها حرقاً في 11/11/1978م قام مجموعة من رفاقنا أعضاء الجبهة الوطنية الديمقراطية في منطقة عمار وبينهم ضباط برتبة نقيب أمثال صالح الهمزة وعبده مانع الصعدي وزيد الرياشي وآخرون قاموا بالهجوم على معقل الموالين للسلطة وذلك في شهر ديسمبر عام 1978م وكان الهجوم منظما وتم الإعداد له جيداً.
شاهدت الهجوم وكان ناجحاً ولم يستشهد أو يصاب أحد من رفاقنا بينما قتل من جماعة المنشقين القيادي عبده صالح الورد وأربعة أشخاص آخرين وجميعهم من منطقة عمار- ما فيش داعي لذكرهم -وتم اسر 20شخصاً كما قتل تسعة أشخاص من خارج مخلاف عمار عرفنا لاحقاً أنهم جنود من احد الألوية المرابطة في منطقة يريم وهرب الباقون إلى خارج المخلاف.. قال احد شهود العيان- احتفظ باسمه- إنهم قبل هروبهم قتلوا المواطن صالح الرياشي والد القيادي في الجبهة الوطنية النقيب زيد صالح الرياشي.
كما قال لي شاهد عيان آخر أن مجموعة أعضاء الجبهة الوطنية في عمار واحد قياداتها في تعز قد وجهوا الدعوة للعزلتين المجاورتين لحضور اجتماع ولبوا الدعوة.. وأطلق رفاقنا عشرين شخصاً من جماعة الموالين لسلطة صنعاء.
وفي اجتماع ثلاث عزل تم إلقاء كلمتين بالمناسبة الأولى للقيادي في الجبهة فلان الشيباني والكلمة الأخرى ألقاها الرفيق صالح أحمد علي الورد وقد ادانت الكلمتان الجريمة الكبرى الممثلة في إحراق امرأتين وطفل وتلك الجريمة البشعة لم يشهد التاريخ اليمني مثيلاً لها.
جديد قضية الشهيدة قبول الورد جرت في 4/11 /2020م وقفه لناشطين أمام وزارة حقوق الأنسان طالبوا الدولة والحكومة بتقديم الجناة الى العدالة .
وعلى نفس الصعيد عقدت منظات المجتمع المدني وعدد من ناشطين حقوق الانسان صباح يوم 5 ديسمبر الجاري مؤتمر صحفي طالب بأنصاف الشهيدة قبول الورد وكل ضحايا السلطة السابقة – التفاصيل وتوصيات المؤتمر سيتم إيرادها في الحلقة رقم 79 من هذا البحث .