تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (41)
في الجنوب تعرضت الممارسات الإسلامية لهجوم وحشي في أوائل السبعينيات على سبيل المثال تم تدنيس مقابر الأولياء في حضرموت وقتل العديد من الدعاة والعلماء و في أواخر السبعينيات من القرن الماضي
كان يمكن ان ترى بعض مسؤولي الدولة وهم يؤدون الصلاة في الأعياد الكبرى فقط لكن الحزب تعامل مع الدين على أنه شيء سيختفي يومًا ما وكان يُنظر إلى الإسلام من منظور فعال باعتباره شكلاً بدائيًا قابل للزوال قريبا في حين ستسود الدولة المدنية أكثر وخصوصا التعاليم الاشتراكية في الشمال .
في أوائل عام 1970م تناول العمل المعاصر الحرب الأهلية أو الانتقال إلى ما بعد الحرب ويبدو أن زيد الوزير كان من الأشخاص الساعين إلى فهم المرحلة التي تسمى ما بعد الحرب الأهلية أو المرحلة الانتقالية بين مرحلتين من خلال تقديم رؤية هيكلية متطورة للحياة السياسية والفكرية في البلاد في حين كان لراديو ومجلة البردوني دور آخر في الفهم والتوعية بالحركات السياسية وفي عام1977 م نشر عبد الله جزيلان الذي أدى ارتباطه الوثيق بأمن الدولة المصرية إلى نفيه تقريرًا عن أحداث سبتمبر1962 م حول الثورة حيث قدم نفسه كشخصية رئيسية كما كان بالفعل ثم قامت لجنة من الضباط الأحرار بنشر نسختهم الخاصة أسرار ووثائق الثورة اليمنية حيث كان هناك جدال حول من كان سبتمبري حقيقي وهو بحق وريث للثورة القومية في حين لا يوجد نقاش حول من كان في الواقع بعثيًا على سبيل المثال أو ناصرياً ولكن غالبًا ما كان على المرء أن يعرف التفاصيل لفهم من كان يكتب وماذا يقرأ حيث كانت هناك الكثير من المعلومات المتضاربة ؛ محمد زبارة على سبيل المثال كان أفضل مؤرخ رسمي في عهد الإمام أحمد كان يعمل على كتاب رحلة النظر وهو عبارة عن مجموعة من السير الذاتية لليمنيين المثقفين والمؤثرين في الإسلام في القرن الرابع عشر وبعد وفاته أكمل نجله أحمد مفتي الجمهورية العمل في عام 1979 م من الصعب تحديد من هو المؤلف عادةً رغم أنهم كانوا يعيشون في عوالم مختلفة أضيف الكثير من الغموض والتشويه لكثير من الحقائق التاريخية والسير الذاتية في مركز اليمن الذي تم تشكيله حديثًا بالنسبة إلى الباحثين مركز اليمن للأبحاث والدراسات الذي شكل برعاية الجمهورية دمر السير الذاتية لآخر الأئمة ووضع فقرات مشكوك فيها في كثير من السير الذاتية تنتقل الثورة في الخطابات الشعبية والرسمية من الظلام إلى النور.
في الشمال كانت عبارة الثورة غالبًا ما كانت تعني حقًا قبل ازدهار التحويلات المالية ولم تركز على الحرب الأهلية كثيرًا لكن أقواس النصر أشارت في كل مناسبة عامة إلى ثورة سبتمبر الخالدة في الجنوب حيث كان يوم الثورة يوم 14 أكتوبر كانت الشوارع في سيؤون تحمل أسماء مثل شارع الحرية وشارع الديمقراطية وفوق الطريق الرئيسي في نهاية السبعينيات كانت هناك لافتات وأقواس تقول: دعونا نكافح للدفاع عن الثورة واستمروا في الخطة الخمسية وبناء حزب الطليعة يبدو أن الشعر والأدب استمر في شكل واسع النطاق قبل الثورة مما صار إليه بعد الثورة ففي تعز وصنعاء في الشمال تلاشت المهرجانات القروية في يوم النّشر التي تشبه يوم الغدير في معظم الأماكن بسبب ارتباطها بالأئمة كثيرًا ، واستبدلت بالمهرجانات الجمهورية التي استلهمت من المدن وفي عام 1970 م تضمن العرض الرسمي في صنعاء للاحتفال في 26 سبتمبر / أيلول عروضاً تصور عمل المرأة حيث جلست الشابات أمام مكائن الخياطة أو يقرأن الكتب وفي العام التالي تألفت المسيرات بشكل أساسي من مسيرة الجنود بالأسلحة وفي الجنوب في الشحر على الساحل الحضرمي تم افتتاح متحف في عام 1977 م لإحياء ذكرى سبعة شهداء قتلوا في غارة برتغالية في القرن السادس عشر ومن المثير للاهتمام أن هذا كان موقعاً قبل الثورة وكان منطقة بداية حجّ القديسين.
استمرت التقاليد المحلية المميزة أحيانًا على أنها فولكلور رسمي على الرغم من أن الأحداث العامة كانت في كل مكان بمثابة طاحونة التقدم التي تدوس كل على شيء في طريقها , لقد تم حصر الرقصات الشعبية الموجودة في الجمهورية حفاظا على تراثنا الراقص الشعبي وتطوير ما هو أفضل فيه خاصة الرقصات التي تمجد العمل والدفاع عن الوطن في يوم 26 سبتمبر كان الرجال يرقصون بخناجرهم في ساحة التحرير من أجل المتعة المطلقة على جانبي الطريق.