كتابات | آراء

«وعد الآخرة» رسالة سلام لا استسلام..

«وعد الآخرة» رسالة سلام لا استسلام..

أثار العرض العسكري المهيب الذي قدمه خريجو الدفعات العسكرية  "وعد الآخرة" من منتسبي وحدات المنطقة العسكرية الخامسة والقوات البحرية والدفاع الجوي وألوية النصر..

تساؤلات عدة لدى كثير من المحللين السياسيين والعسكريين المحليين والدوليين وذهب البعض من خلال تحليلاتهم إلى أن هذه العروض بقدر ما هي رسائل تحذيرية للمعتدين لإيقاف عدوانهم على اليمن فأنها تمثل دليل انضباط وجاهزية القوات المسلحة اليمنية التي تسير بخطوات مدروسة في إطار بناء اليمن الجديد كدولة منظمة في تعاملها مع مختلف التحديات ومنها البناء العلمي والعسكري للقوات المسلحة الذي تجسد من خلال هذا الحفل العسكري المهيب بمشاركة الأسلحة المختلفة للقوات البرية والبحرية والجوية .
خلال هذه العروض العسكرية أزاحت القوات المسلحة الستار عن منظومة صاروخية جديدة منها: فالق1, مندب1, مندب2, صواريخ روبيج، والتي يصل مداها إلى 260كم، ويمكنها الانطلاق نحو الأهداف البحريّة بسرعة أكثر من 1000كم/س، وإضافة لقدرتها على مقاومة عمليات التشويش فهي أيضا قادرة على رصد أهدافها بالرادار الإيجابي في نطاق 100كم، وكذلك رصد الأهداف بالرادار السلبي في نطاق يصل إلى 450كم.
القدرة الفائقة للصواريخ في ضرب أهدافها بدقة متناهية في أي نقطة في البحر ومن أي مكان في اليمن أثارت الخوف لدى تحالف العدوان والقلق أيضا لدى بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الذي اعتبرته خرقا للاتفاقية.
وهنا تبرز أهمية طمأنة بعثة الأمم المتحدة وكل من انتابه الخوف من هذه العروض التي ليست سوى عروض رمزية لنماذج من تشكيلات القوات المسلحة أن اليمن بقيادتها وجيشها وشعبها لم ولن تشكل خطرا على أحد لم يعتد عليها.. فنحن دعاة سلام كما أكد ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بقوله: "نحن لسنا عدوانيين، نحن نواجه العدوان، ونتصدى للمعتدين، ونسعى لتحقيق السلام الحقيقي والمشرِّف لبلدنا وشعبنا العزيز" مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا الجيش المنظم والقوي يمثل رسالة مفادها أن أمن منطقة البحر الأحمر والبحر العربي محروسة ولن يطالها التهديد إلا في حالة الدفاع المشروع عن البلد ومياهه الإقليمية وفقا للقانون الذي يخول لليمن الدفاع عن سيادتها وحماية المياه الإقليمية ضد أية مخاطر أو مغامرة غير محسوبة النتائج قد يقدم عليها العدوان .
وكما جدد وأكد الرئيس المشاط على خيار السلام بقوله : " "إننا لسنا دعاة حرب خيارنا الأول هو السلام العادل والمشرف، وليس الاستسلام فهل هذا الخيار سيحقق لشعبنا شيئاً من حقوقه التي هي حق له، وليست منّة من أحد، أم أننا سنحتاج للخيار الأخير لتحقيقه وفق قاعدة (القوة تصنع السلام) كل هذا ستكشفه الأيام القادمة القريبة".
وعلى ذات السياق أكد باحثون في التاريخ أن الوجهة البحرية لليمن وموقعه الجيوبوليتكي المتحكم على طرق الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي  وسواحله الطويلة التي يبلغ إجمالي طولها (2336)كم جعل اليمن محط أطماع الغزاة عبر التاريخ وحتى اليوم.
هذا التطور النوعي المتسارع الذي تشهده القوات المسلحة اليمنية ومنها القوات البحرية والدفاع الساحلي قد جعل الغزاة الجدد والطامعين في السيطرة على السواحل والموانئ والجزر اليمنية ومضيق باب المندب يعربون عن مخاوفهم التي تبدت من خلال الأصداء الواسعة للعروض العسكرية التي شهدتها محافظة الحديدة في "وعد الآخرة" وأوصل رسائله الواضحة بأن السواحل اليمنية والجزر باتت تمثل مناطق غير آمنة للعدو الذي كانت أبزر أهدافه السيطرة عليها إدراكا منه لأهميتها الكبيرة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا