حديث الإثنين: ثورة متجددة تدخل عامها التاسع
لا شك أن منجز قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م قد أثار غيظ وحنق أعداء الشعب اليمني في الداخل والخارج الذين ضاعفوا مُنذ ذلك الوقت في السر والعلن من عملهم على زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا
بواسطة ضعاف النفوس المندسين بين الصفوف حيث استطاعوا أن يسخروهم لخدمة أهدافهم الشريرة وقاموا بما كلفوا به خير قيام بهدف عرقلة مسيرة العملية السياسية وإتمامها في ظل عملية التغيير الكبيرة التي صنعها الأبطال من أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبية بدمائهم وأرواحهم ، وقد نجح الأعداء فعلاً في إحداث بعض التصدعات في الصف الوطني دون أن يدركوا ما سيجره ذلك على الوطن اليمني الموحد من مخاطر سيدفع ثمنها الجميع إذا لم تتغلب الحكمة اليمانية التي عرف أبناء الشعب اليمني بها في معالجة قضاياهم وسد كل الثغرات أمام الأعداء ليرجعوهم خائبين وخاسرين وهو ما يستدعي القول لكل من يفكر في جر اليمن إلى المخاطر عليه أن يدرك أولاً بأنه سيكون أول الضحايا وأول النادمين؛ لأننا سندخل في مصائب (لا تصيب الذين كفروا منكم خاصة) فاليمن هي الإطار الذي يجمع بداخله كل فئات أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم ومشاربهم السياسية والفكرية وعلى الجميع أن يتقوا الله في وطنهم ويتعظوا من الدروس والتجارب السابقة وعليهم أيضا أن يستوعبوا بأن عملية التغيير قد أصبحت أمراً واقعاً من أجل بناء يمن جديد ومن أراد أن يرهن مصيره بمصير أعداء اليمن وتقدمه واستقلاله وتحرره من الوصاية الخارجية فإن الشعب اليمني سيلفظه ويدوس عليه بأقدامه كما فعل بغيره ممن حاولوا أن يخضعوا اليمن ومقدراته لسيطرتهم قبل قيام ثورة 21سبتمبر الشعبية.
ولأن الشعب اليمني أساساً لن يفرط بمكاسب ثورته ولا بوحدته مهما اشتد التآمر عليهما فإننا نقول لكل الذين يراهنون على غير ذلك أن يتعظوا من التجارب السابقة وكيف أن اليمنيين دائما يخرجون منتصرين لقضاياهم مهما اشتد الظلم عليهم وانتصار ثورة 21سبتمبر الشعبية التي جاءت مصححة لمسار الثورة الأم سبتمبر وأكتوبر أكبر برهان ودليل على ترجمة إرادتهم الوطنية والشعبية, لكن هل يستوعب تحالف العدوان والنظام السعودي وإعلامه الدرس هذه المرة بعد أن شاهدوا بأم أعينيهم صمود اليمنيين في وجه عدوانهم الغادر والغاشم غير المبرر الذي تقوده السعودية -أشهر إمبراطورية للمال- ومشاركة أشهر إمبراطورية للسلاح وأشهر إمبراطورية للإعلام وكذلك مشاهدتهم للعروض العسكرية التي لم يسبق لها مثيل كممثلة لإرادة الشعب اليمني الحرة؟ نريد هنا أن نذكر تحالف الشر المعادي لليمن وشعبه الذي تقوده أمريكا بأن زمناً من الوئام يهل على العالم اليوم باتجاه إحلال عالم جديد خال من الحروب والتوتر يحتكم إلى الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وليس إلى شن الحروب الظالمة على الشعوب الضعيفة كما تفعل أمريكا بهدف إذلالها وتركيعها للشعوب المستضعفة، وما يؤكد ذلك بروز نضال الشعوب على طريق الديمقراطية والتحرر من الأنظمة الديكتاتورية والملكية الأسرية وصولاً إلى صياغة حياة جديدة تكفل المشاركة المباشرة للشعوب في الحكم والحياة السياسية على أساس من التعددية الحزبية وتحقيق الحريات وحماية حقوق الإنسان التي يفتقر إليها نظام آل سعود الأسري غير المدرك أنه في ظل هذه المستجدات الجديدة ساد الاقتناع المبني بعدم قدرة أي نظام على إنهاء نظام آخر مهما كانت لديه من أسباب القوة والتجبر والعناد ومهما كانت القدرات العسكرية والإمكانات المادية التي يمتلكها، ويظل الشعب اليمني وغيره من الشعوب الحرة أكبر مثال على ذلك من خلال صموده لمدة ثمانية أعوام في وجه أعتى عدوان يشن على بلد لم يعرف له التاريخ مثيلاً.