21سبتمبر.. تاريخ السيادة والتغيير
في مفصلية التاريخ دوما تتضح الرواية وتتجلى فيه مفاهيم العطاء والبناء.. وخاصةً عندما تكون مفصلية التاريخ بحجم وأهمية 21سبتمبر.. اليوم الخالد.. يوم حدث فيه زلزال متغير في ركام سنوات من الفوضى ومن الفساد والإفساد..
سنوات طويلة اتوحشت فيه مراكز القوى وتمترست واصبحت لها الكلمة الاولى وقد تحكمت بمصادر القرار ونشرت فسادها المنظم وفسادها غير المنظم..
اما الوجاهات المستأسدة التي كانت لا ترى الدنيا الا من منظارها ومن رؤيتها وتتحكم في العديد من الجوانب..
في ذات الوقت كان السفراء الذهبيون لهم القول والفصل.. وكانوا يتحكمون بقرار اليمن السياسي والاقتصادي وظن الشعب ان الامور قد وصلت الى مرحلة الانسداد الكامل وان لا امل بالتغيير ولا مخرج للبلاد من مأزقها هذا؟!
ولكن غاب من المتشائمين ان الله يغير من حال الى حال فقيض لليمن رجالاً مخلصين لا يخافون في الله لومة لائم ولا يبالون بما يمكن ان تقوم بها مراكز القوى ومراكز النفوذ والوجاهات المنتنفذة.. فجاء رجال الله وشفوا هذه المفاهيم المغلوطة.. وقادوا ثورة شعبية كاملة وشاملة اجتثت هؤلاء من مراكز واعادت التوازن المفقود.. بل استعادت هيبة الدولة التي كانت قد تعرضت للتآكل والضياع والانفلات.. وقد ولت كل تلك الوجاهات المتوحشة المتنفذة الى زوايا النسيان وانحسر التدخل الاجنبي وذهب الى حيث لا رجعة ولهذا نسمع ضجيج السفارات والسفراء ومنهم السفير الامريكي والسفير البريطاني.. وسفراء العشر التي كانت تتحكم بالقرار الوطني وكانت تعتسف التوجه وتمارس هيمنتها على اليمن..
فهل هناك اهم من استعادة القرار الوطني واهم من الحفاظ على الوطن وعلى خياراته في الاستقلال..
وهل هناك اهم واعظم من ان يحظى الوطن والمواطن على مساحة واسعة من كرامته ومن عزته.. حتى ان تعاظم الحصار وتوحش العدوان فاننا نرابط من اجل الله ودفاعاً عن الوطن واليمن العظيم..
ان ثورة 21سبتبمر هي ثورة ضرورية تاريخية تحقق خلالها انجاز وطني لا يضاهى.. تمثل في المقدرة على امتلاك القرار الوطني السيادي وبه استعادت اليمن هويتها المهتوية من جيران السوء واشقاء التدخلات السافرة.. ولذا فان العدوان نابها العداء من اول يوم وحشد لها قوى وجماعات واشترى لها مرتزقة عديدين.. ولكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل..
وهاهي اليوم هذه الثورة الشعبية تواصل نجاحاتها وصمودها.. ولى ايدي رجالها الميامين تحقق انجاز امني كبير وتحقق ايضا انجاز عسكري ترسخ اليوم في بناء صناعة عسكرية متكاملة بدءاً من السلاح الخفيف ومن الويات ومن السلاح التكتيكي الى المدفعية الى الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية.. وفي النهوض الاقتصادي تحقق اعجاز برغم الحصار والمخاطر والحرب الاقتصادية..
تحية لثورة 21سبتمبر وتحية للصامدين المجاهدين الاوفياء الذين علموا العالم معاني التضحية والبطولة والرجولة والصمود.