ومضات متناثرة: تحديث المناهج.. والتعلم المثمر..!!
قيل إن التعليم دوماً هو الخطوة الأولى نحو المستقبل الزاهر.. وبين الحاضر المستقبل مسافات مشحونة بالفجوات والتوترات، فإن لم تعالج مبكراً ستترك شروخاً عميقة،
وندوباً غائرة في عقول الأجيال.. لأن مستقبل الأمة في مستقبل أجيالها، ومصيرها من مصيرهم..
فالمناهج لابد أن تراعي الطرائق الموصلة الى الغايات، وتحديد الوسائل التي تحقق الأهداف المنشودة.. من هنا ندرك أهمية تحديد الغايات حتى نصل الى الأهداف المرسومة حسب الإمكانات المتاحة..
لذا علينا أن ندرك أن أثر المناهج في رفاهية ورقي الفرد والمجتمع لابد أن تستجيب لاحتياجات ومتطلبات الحياة المعاصرة، وتلبي تلك الاحتياجات لاسيما أصحاب الشرائح الكادحة.. هناك ثمة عدد من المفاهيم والمهارات والمواقف التي ينبغي مراعاتها خاصةً عند وضع المناهج، وهناك تساؤلات عديدة ومتنوعة أهمها:
أولاً: أي تعلم وتعليم نريد؟!..
ثانياً: لابد من ربط التعلم بالتراث الحضاري والتاريخي الذي يعزز الهوية الإيمانية وصولاً الى الأهداف المنشودة..
ثالثاً: هناك أساسيات ينبغي ربطها بالمناهج تعتمد على نشاط الدارسين الذاتي عن طريق توفير مستلزمات العملية التعليمية من مكتبة ومخبر ومعمل وحقل وملعب ومسرح، والحرص على التعلم الذاتي..
رابعاً: توسيع الفاعليات المدرسية اللاصفية، والخروج من غرفة الصف الى البيت والمجتمع والبيئة الخارجية، وربط تلك الفاعليات بالبيئة الطبيعية والاجتماعية لتؤتي ثمارها اليانعة.. مع مراعاة أخذ النمو العقلي والجسدي والعاطفي بعين الاعتبار..
لذا علينا أن ندرك أن كل طفل أو متعلم عالم قائم بذاته، مختلف عمن سواه.. هناك الفروق الفردية بين الدارسين من حيث نضوجهم العقلي، أو خبراتهم الماضية، أو قدراتهم على الانجاز..
علينا أن نربي أجيالنا القادمة على حب الدفاع الوطني من أجل استكمال تحرير الوطن من أدران المرتزقة والعملاء الذين أفسدوا البلاد والعباد.. ومن أجل رفع مستوى المواطن اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً..
ولهذا من الأهمية بمكان أن نختار مناهجنا وفق الحقول المعرفية المتنوعة، والمعاصرة في شتى ميادين الحياة، ونرفض التعلم المبرمج الذي ينحو باللائمة على المناهج الجامدة وفق قوالب جامدة، ومعايير مؤدلجة لا تحقق سوى المزيد من المخرجات الهشة..
لهذا وذاك لابد أن نحدد طبيعة الهدف العام، وأن نغوص في أعماقه متأملين وباحثين عن كنه درره وجواهره، نتعرف على واقعه وإمكاناته، ونحدد احتياجاتنا ومطالبنا الآنية والمستقبلية، ونقدم كل التضحيات من أجلها إذا كنا مؤمنين بها حقاً إيماناً صادقاً..
لذا لابد أن نؤمن أن التخطيط المبرمج والمعد إعداداً مسبقاً والذي يرتبط بالتقدم العلمي والاجتماعي، والاقتصادي، والتقدم التكنولوجي هو الطريق الى الرقي العلمي والثقافي والحضاري دون ذلك نظل أصفاراً على الشمال..
صفوة القول:
علينا أن ندرك أن البحث العلمي لم يُعد ترفاً أو مضيعة للوقت تمارسه بعض الجامعات والمراكز والمعاهد المتخصصة في البلاد الراقية، وتحتكره بعض المؤسسات في البلاد الناهضة، بل أصبح ضرورة من ضرورات الحياة الماسة لكل الدول النامية والمتقدمة، لما له من أهمية قُصوى في شتى مجالات الحياة صناعياً وزراعياً، واقتصاديا وعلمياً واجتماعياً..
ومن هنا ندرك أهمية البحث العلمي الذي لا يمكن أن يؤدي دوره كاملاً إلا إذا توفرت الإمكانات المادية الضرورية له.. دون ذلك سنفقد الكفايات العلمية المتخصصة، وتزداد هجرة العلماء والأدمغة وتُصبح جامعاتنا خواء.. هباء..
لذا لابد من إكرام العلماء وتوفير المناخ المناسب لهم، ضرورة للاحتفاظ بهم.