كتابات | آراء

محطات: رحيل وهروب مخزٍ

محطات: رحيل وهروب مخزٍ

في فترات سابقة كان لمشاة البحرية الامريكية "المارينز" تواجد في اليمن بدءاً من صنعاء ووصولاً إلى مناطق بحرية أخرى.. كانت تصول وتجول في اليمن كما تشاء وحيثما تشاء..

وهو تواجد أثر على مفهوم السيادة اليمنية وكشف حجم التدخلات الأمريكية السافرة في اليمن.. فمثلاً كان السفير الأمريكي يتدخل في كل شيء.. ويحشر انفه حتى في القضايا السياسية ذات الخصوصية اليمنية والمؤلم جداً أن بعض الأسماء والوجاهات السياسية والحزبية والقبلية كانت تتفاخر بصلتها وتواصلها مع السفير الامريكي إلى الحد  الذي كانت بعض الوجاهات تتوسط لدى السفير الأمريكي بمنح تأشيرات دخول لمواطنين يمنيين إلى أمريكا.. وهنا قمة الإذلال وكأن الدولة لم تكن موجودة .. ولم يكن السفير الامريكي يضع لها وزناً..
وللأسف أن كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حينها ظلت تشاهد عن بعد.. ولا تجزم على اتخاذ أي إجراء.. وكل الإعلام الرسمي والشعبي والحزبي يتتبع أخبار السفير الامريكي وتنشر تصريحاته وكانها سبق صحفي لا مفر منه.. بل أن بعض الاقلام الصحفية كانت تستقي معلومات وحقائق ما يجري في الشأن اليمني الداخلي من فم السفير الامريكي وهنا قمة المهانة عندما يتحول السفير الامريكي إلى الحاكم الاوحد والمرجع الذي لا غبار عليه..
ولكننا اليوم أصبحنا في وضع افضل عندما طردنا المارينز الامريكي وقطعنا دابر التدخلات الأمريكية.. واقفلت السفارة الامريكية - وكر الشيطان الاكبر ورمز الاستكبار العالمي الذي لا سلطة له اليوم على القرار اليمني في صنعاء.
والمؤكد أن الامريكيين تأكد لهم أن انحسارهم من اليمن اصبح مؤكداً.. ووصلوا إلى قناعة ان القيادة اليمنية الجديدة التي تدير المواجهة ضد العدوان وضد التدخلات الأجنبية  هي من معدن نظيف ولا تقبل بالوصاية .. بل تنبذ بشدة الهيمنة المقيتة للامريكان واعوانهم من بريطانيين وصهاينة ومن لف لفهم من أذيال وعملاء ومرتهنين..
اليوم.. القرار الوطني سيادي بإمتياز والوصاية انكسرت ولم يعد لها وجود سواء في الواقع أو في المفاهيم .. بل ان الاذيال والعملاء انكمشوا في زوايا النسيان ولم يعد لهم ذلك الدور السابق الذي كان يتباهى بالارتهان - ولا حول ولا قوة إلا بالله..
المارينز.. رحلوا بانكسار وذلة.. وتم تهريبهم مثلما تهرب الممنوعات.. تلاحقهم لعنات الشعب اليمني, وتطاردهم الكراهية .. لأن الشعب لا يقبل ولن يقبل بهؤلاء الاوباش الخنازير.. وسيظل القرار الوطني سيادياً ووجب على الجميع ان يدركوا هذه الحقيقة وألا يتناسوها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا