كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (62)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (62)

عدد سكان الشمال البالغ حوالي 11مليون نسمة يفوق بكثير عدد سكان الجنوب الذي يقارب 2,5مليون نسمة وبالرغم من اختلاف الكثافة السكانية بين الشمال والجنوب

فإن اتفاقيات الوحدة لعام 1990م قد قسمت معظم المناصب الحكومية بالتساوي وتم تحديد فترة انتقالية يتم فيها الاندماج  وضمن تلك الفترة الانتقالية كانت هناك قرارات من أجل دعم الديمقراطية في البلاد حيث ازدهرت الصحافة التي كانت حرة إلى حد ما قبل الوحدة بينما ظهرت اللجان والمجالس والمؤتمرات من جميع الأنواع  وظهرت حرية التعبير التي كانت سائدة في الريف الشمالي مُنذ فترة طويلة داخل المدن أيضاً وبتردد أكبر في جميع أنحاء الجنوب وظلت الأحزاب السابقة في مكانها كحزب المؤتمر الشعبي العام الذي حكم الشمال  والحزب الاشتراكي اليمني  الذي حكم الجنوب وكان علي عبد الله صالح  الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام  رئيساً و علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني  نائباً له  أما الطرف الثالث الرئيسي  المتمركز في الشمال  فقد كان حزب الإصلاح أو ما يُسمى  التجمع اليمني للإصلاح الذي كان يوصف في كثير من الأحيان بأنه قوة قبلية إسلامية وفي الواقع لم تكن القبائل من أقوى المؤيدين للإخوان ولم يكن الإخوان معجبين بالعادات القبلية حيث كان للحزب مركز ثقل عددي فقط في بعض مناطق الشمال في مناطق متنازع عليها من ريمة عبر تعز نحو البيضاء وكانت هذه المناطق متنازعا عليها بين الإصلاح والحزب الديمقراطي كل حزب يريد فرض نفوذه في هذه المناطق  وتم التعرف على ثلاثة اتجاهات على نطاق واسع داخل الإصلاح  كل منها دلت عليه شخصية قيادية  من القبائل الشيخ عبد الله من حاشد ومن الإخوان المسلمين  ياسين القباطي وعبد المجيد الزنداني ولعب عبد الوهاب الآنسي  الذي كانت علاقته بالرئيس جيدة على الدوام  دور سكرتير الحزب أما محمد اليدومي  الذي ذكرناه في الفصل الخامس  فقد ظل رئيساً لتحرير صحيفة (الصحوة) التي أصبحت رسميًا الصحيفة الناطقة باسم حزب الإصلاح .
كانت قوة حزب الإصلاح تكمن في مجالين مختلفين للغاية حيث كان للشيخ عبدالله تأثير هائل في شمال صنعاء  وامتد هذا التأثير إلى الأسفل عبر تعز فقد كان الإصلاح في كثير من الأحيان ينأى بنفسه عن المؤتمر الشعبي العام ولم يكن داعماً له تماماً وكانت له أجندة خاصة وطموحات كبيرة  أما في الجنوب فقد كان على النقيض من ذلك فقد  تحدث الإسلاميون عن المحرومين الذين اختلفوا بدورهم اختلافاً كبيراً فيما بينهم وشكل الفقراء حول عدن والمكلا جزءاً من هذه الدائرة الانتخابية شكلت من عدد من الشخصيات مثل طارق الفضلي وهو نفسه من قدامى المحاربين في الحروب الأفغانية  وعاد حديثا من المنفى شخصا آخر تماماً.
داخل الجنوب  كانت حيازة الأراضي مشكلة رئيسية  لأن الإصلاحات المناهضة للإقطاع في أوائل السبعينيات قد طردت كبار ملاك الأراضي بحيث لم يعد هناك أي إقطاعي في الجنوب كما أدت انتفاضات الفلاحين إلى تبادل قطع صغيرة من الأراضي بين العائلات وكذلك تم عزل الكثير من الأراضي وتغيرت الملكيات في فترة زمنية قصيرة و أدى التغيير في قيادة الحزب في عدن إلى إعادة توزيع حقوق الإسكان وكانت العديد من العقارات تحمل لوحات تقول بأنها مُنحت لـشهيد وكانت هناك العديد من المطالبات التي طالبت بإعادة إحياء المنحة وكان المستفيدون من المنحة أنفسهم غالباً ما يتنقلون من هذه المنازل ويؤجرونها للغير  يجمعون الإيجار كل شهر  كما تم تقديم المطالبات أيضاً لأولئك الذين يعيشون هناك الآن في الريف والمدينة على حد سواء كان هناك عادة عدد كبير من المطالبين بمنزل أو أرض زراعية كمنحة حكومية... يتبع

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا